سمر رضوان

أفادت وسائل إعلام جزائرية بأن الجزائر ستستضيف “إجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي”، وهي مصر وتونس والسودان وتشاد والنيجر، إستكمالاً للإجتماعات الوزارية المتعاقبة لآلية دول جوار ليبيا، والتي تعقد بشكل دوري وبالتناوب.

عن هذا الإجتماع وتوقيته بعد أسبوع من إنتهاء “مؤتمر برلين” ودور الجزائر فيه، سأل مركز “سيتا” الأستاذ رضا ملاح، الكاتب والإعلامي الجزائري، حول هذا الموضوع.

تفعيل الدبلوماسية

بطبيعة الحال الجزائر تبحث عن إستعادة ثقلها الدبلوماسي والعودة إلى الواجهة الإقليمية والقارية والدولية، والملاحظ أن الخارجية الجزائرية انتقلت للسرعة القصوىإلى تفعيل النشاط الدبلوماسي في ملف الجارة ليبيا من منطلق أن أمن طرابلس من أمن الجزائر. لذلك، ترفض الجزائر أية تدخلات أجنبية في ليبيا، سواء سياسية كانت أم عسكرية، كما ترفض أن تناقش قضية تخص ليبيا ودول الجوار في محافل دولية تقصى عنها دول الجوار.

ومن هذا المنظور، تبني الجزائر مقاربة حوار سياسي سلمي بين الفرقاء في طرابلس يضمن مصالح شعوب ودول المنطقة ككل، بعكس ما تحاول أن تسوق له بعض الأطراف الدولية التي تحمل أجندات تخريبية من أجل تحقيق أطماع ومكاسب إقتصادية، وهذا ما ترفضه الجزائر جملةً وتفصيلاً والذي عبرت عنه صراحة في مجلس الأمن بل ودعته إلى تحمل مسؤوليته الكاملة إزاء هذه القضية.

أولى التحديات

لحد الآن، يمكن القول إن الجزائر كسبت أولى التحديات التي واجهتها في ملف ليبيا ألا وهي تعطيل الحرب ولو مؤقتاً؛ فبالعودة قليلاً إلى الوراء، كانت الأجنحة الدولية المتخاصمة في هذا الملف تدفع بالوضع نحو حرب طاحنة، غير أن الجهود الديبلوماسية للجزائر وتحركها على أكثر من جبهة واستقبالها لوفود دبلوماسية رفيعة المستوى، من تركيا ومصر وليبيا وإيطاليا، في مناسبتين؛ والآن استضافتها لإجتماع رؤساء خارجية دول الجوار وزيارة مرتقبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية الالماني، هايكو ماس، كلها أشواط توحي بأن الجزائر تسير على الطريق الصحيح.

أما بشأن التهديدات الأمنية، بالطبع إن أي انزلاق أمني في ليبيا سيكون له تبعات وخيمة، بطبيعة الحال، على كافة دول الجوار وليس الجزائر فقط، لذلك هي تؤكد في كل مرة أن أمن الجزائر من أمن ليبيا.

أما بالنسبة لدولة كالجزائر ترافع لمقاربة سياسية سلمية وترفض استعمال القوة على أراضي ليبيا، يمكن القول بأن توصيات “مؤتمر برلين” تتوافق مع مسعاها هذا؛ لذلك، إن قمة دول الجوار ستكون بمثابة مواصلة جهود الجزائر لتوسيع وفرض مقاربتها من خلال إشراك دول الجوار في مناقشة ملف يخص المنطقة، وذلك للضغط على المجتمع الدولي كي يتبنى آليات تسمح بتسوية النزاع سلمياً، بالإضافة إلى التحرك الجزائري لدى هيئة الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

مصدر الصورة: موقع الخبر.

موضوع ذو صلة“مؤتمر برلين”: تقاسم النفوذ تمديد للأزمة