عبد العزيز بدر القطان*

رسالة لكل متصهين عربي، فلسطين قضيتي وقضية الأحرار في العالم. فلسطين قضية مبدأ، قضية إسلام، قضية عروبة، وقضية إنسانية، قضية شعب مستضعف. لذلك، نحن اليوم كأحرار عرب، وكخليجيين، نرفض تطبيع دولة الإمارات الشقيقة، مع الكيان الصهيوني اللقيط، ونرفض كل أنواع التطبيع الإعلامي والإقتصادي والسياحي، وما يسمى “التطبيع الأمني”، ونرفض السلام مع دولة لا تعرف معنى للسلام.

لمن لا يعلم، صدر المرسوم الأميري في دولة الكويت، بتاريخ 6 يونيو/حزيران من العام 1967، من قِبل أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح السالم الصباح. وفق هذا المرسوم، تعتبر الكويت في “حالة حرب” مع الكيان الصهيوني، ولا تزال، خصوصاً وأنهذا القرار لا يزال ساري المفعول.

لقد تربى الشعب الكويتي على القومية ونصرة المستضعف، وهذه بطبيعة الحالة طبيعة الكويتيين. فالشعب الكويتي، على المستوى الشعبي، مع القضية الفلسطينية قلباً وقالباً؛ ومن الناحية القانونية، فقلد صادق مجلس الأمة الكويتي، المجلس النيابي، على ها القرار؛ بالتالي، إستمد هذا المرسوم الأميري قوته وحيويته من الشعب الكويتي عبر ممثليه في البرلمان.

منذ العام 1976 وإلى يومنا هذا، تتوارثت الأجيال هذا المبدأ، جيل بعد جيل، حيث إنطبع في عقله صورة مجزرة دير ياسين، وصور تهجير أهلنا في فلسطين، العام 1948، وجرائم العصابات الصهيونية من حرق للخيام وطرد الناس وغلى التنكيل بهم.

في المقابل، يحاول البعض يحاول العزف على أحداث الكويت، التي حصلت في العام 1990، من قبل بعض الناس الذين كانوا في صف نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، عندما غزا دولة الكويت. فهناك بعض الفلسطينيين الذين تعاونوا مع النظام العراقي على غزو الكويت؛ لكن في مقابل ذلك، كان هناك فلسطينيون آخرون تعاونوا وإنخرطوا في صفوف المقاومة، وقاتلوا وصمدوا مع الشعب الكويتي، وكانوا أوفياء للدولة التي إستضافتهم.

من هنا نقول، مهما حاول البعض العبث بموقف الكويت أو يحاول أن إيجاد شرخ بين الكويتيين والقضية الفلسطينية فهو لن يستطيع ذلك بالتأكيد. إن القضية الفلسطينية تعني كل كويتي، وهذا ليس موقفاً شخصياً أو كلاماً إرتجالياً، بل هو لسان حال أغلب الكويتيين الرافضين للتطبيع مع العدو الصهيوني ويقفون ضده. إنه موقف رسمي وشعبي.

*كاتب ومفكر كويتي.

مصدر الصورة: العربي الجديد.

موضوع ذا صلة: هل تعلمت الشعوب العربية الدرس؟