يوسف القبلان*

أزمات صحية واقتصادية واجتماعية وسياسية تسبب بها وباء كورونا على مستوى العالم. بعض الدول (المتقدمة) زادت طينتها بلة بسبب وباء العنصرية. وفي اختبار كورونا نجحت دول تصنف نامية وفشلت دول تصنف متقدمة.

وفي اختبارات أخرى، فشلت دول (متقدمة) في حل مشكلات مزمنة مثل العنصرية والفقر والجريمة. ثم انتقلت هذه الدول المتقدمة الى مرحلة أخرى (متقدمة) وهي التشكيك في الانتخابات. تفتخر الدول المتقدمة بحرية التعبير، وتسيء التعبير والتدبير، وتمارس داخل البلاد وخارجها أعمالاً تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان.

المنظمات الإنسانية التي تتابع موضوع حقوق الإنسان كثيراً ما يكون تركيزها على تمكين المرأة وليس على حقوق الإنسان بشكل عام ومن أهم هذه الحقوق حق الأمن. وقد تتحرك هذه المنظمات بكامل قوتها الإعلامية من أجل قضية فردية شكلية، وتتجاهل حالة مجتمعات إنسانية تتعرض للتشريد والجوع والقتل بسبب اعتداءات دول توسعية على دول أخرى، وتستعين في ذلك بالمرتزقة.

يبدو أن المنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان تعاني نفسها من مشكلة التمييز في تقييم أداء الدول في مسألة حقوق الإنسان.

هذه المنظمات ربما بسبب التأثير الإعلامي تأخذ قضية فردية من الوارد حدوثها في أي مكان، ثم تجعل منها قضية عالمية. كما أن هذه المنظمات التي تدرك أن الأمن حق للجميع تتبنى أحياناً قضايا مخلة بالأمن بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان. وهي بهذا السلوك تقف مع إنسان واحد يهدد أمن وحقوق الجميع.

منظمات حقوق الإنسان تحتاج إلى مراجعة شاملة محايده لمعاييرها. هناك قضايا أساسية أهم من حق التعبير الذي يتجاوز الحدود أحياناً فيكون سبباً في نشر الكراهية والعنصرية، وقد يصل إلى ارتكاب أعمال إرهابية.

القضايا الأساسية التي تحتاج إلى تركيز أكثر من قبل منظمات حقوق الإنسان هي تلك المتعلقة بحاجات الإنسان الأساسية مثل الأمن والتعليم وفرص العمل والرعاية الصحية ومكافحة الفقر وفوضى انتشار السلاح وارتفاع نسبة الجريمة.

لعل من حقنا أن نسأل منظمات حقوق الإنسان: هل كون الدول مصنفة (متقدمة) بمعايير معينة يعفيها من أن تخضع للتقييم في قضية حقوق الإنسان؟ ويتبع ذلك سؤال آخر: هل تقدم الدول علمياً واقتصادياً وعسكرياً، يعني حتماً أنها متقدمة أو قدوة في مجال حقوق الإنسان؟ ماذا عن الرعاية الصحية، والأمن، والرعاية الاجتماعية، والخدمات الإنسانية. ماذا عن الإعانات الإنسانية التي تقدمها الدول لدول أخرى بمعايير إنسانية؟ هل تأخذ منظمات حقوق الإنسان الإيجابيات في الاعتبار أم تبحث بالمجهر عن الأخطاء ليتم تضخيمها تحت تأثيرات سياسية؟ هل تتعامل مع الحروب بمعايير إنسانية أم سياسية.

سؤال المقال: هل هي منظمات إنسانية أم سياسية؟

*كاتب سعودي.

المصدر: جريدة الرياض.

مصدر الصور: جريدة الرياض – دي دبليو

موضوع ذا صلة: لقاح “كورونا” والسباق المحموم