حوار: سمر رضوان

تتصاعد أزمة بيلاروسيا، وهو ما يثر قلق روسيا إزاء محاولات غربية للتدخل في شؤون مينسك، متمنية أن يبقى الوضع فيها ضمن إطاره القانوني، إلى جانب تفعيل قيام حوار داخلي، ووقف التدخلات الخارجية، لكون المسألة تعتبر شأناً داخلياً بحتاً.

عن الأزمة البيلاروسية والسيناريوهات المتوقعة وموقف روسيا من الأزمة، سأل مركز “سيتا” الأستاذ أندريه أونتيكوف، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي الروسي، حول الأوضاع المستجدة.

دلائل على تدخل خارجي

بعد الإنتخابات الرئاسية البيلاروسية، غادرت زعيمة المعارضة، سفيتلانا تيخانوفسكايا، إلى إحدى دول البلطيق وهي متواجدة فيها الآن. وليس سراً أنه بعد تلك الإنتخابات وبعد بدء الإحتجاجات، إقترحت بعض دول البلطيق مشروعاً لإخراج الدولة البيلاروسية من هذه الأزمة.

فبالإضافة إلى مواقف بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي لا تعترف بنتائج تلك الإنتخابات ولا تعترف بألكسندر لوكاشينكو، كرئيس للدولة، يوجد تنسيق لتلك الإحتجاجات عن طريق قنوات في شبكة “التلغرام” حيث إتضح أن المنسقين هم أشخاص متواجدون في بولندا، وهناك أكثر من دليل على تلك التدخلات، هذا من جانب.

من جانب آخر، يوجد في بيلاروسيا بعض المواطنين غير راضين عن الرئيس لوكاشينكو، وهم يريدون إحداث بعض التغييرات في الحياة السياسية بشكل عام. برأيي، يعتبرهذا الأمر مطلباً محقاً لهم على أن يبقى الموضوع بعيداً عن أي تدخل خارجي ممن يحاولون إستغلال هذه المطالب لتحقيق مصالحه خاصة، وأقصد هنا الدول الأجنبية مثل بولندا، ودول البلطيق.

تفعيل لبرنامج قديم

وهنا من الممكن القول، إن روسيا وبيلاروسيا تعتبران دولة واحدة. وبإعتقادي، إن أفضل الحلول للخروج من هذه الأزمة هو تشغيل البرنامج القديم الذي تحاول البلدين تطويره، وأقصد برنامج الدولة الموحدة والمتحالفة. ففي ضوء هذه الظروف الصعبة والإعتداءات السياسية على الرئيس، يبقى أفضل السيناريوهات هو عودة هذا البرنامج والعمل فيه كدولة واحدة وذلك عن طريق إجراء إستفتاء بهذا الخصوص. (على غرار شبه جزيرة القرم)

هنا، أستطيع أن أؤكد بأن الغالبية العظمى من المواطنين البيلاروسيين لصالح هذا الإنضمام بصرف النظر عن الدبلوماسية لكون الشعبين، الروسي والبيلاروسي، أشقاء أو بالأحرى إنهم شعب واحد بجنسيتين، وتوجد بينهما صلات قرابة كبيرة وعميقة.

إن شعوب المنطقة كلها تريد التحالف والإنضمام تحت مظلة واحدة، لكن ومع الأسف في السنوات الأخيرة أصبح هذا الأمر بيد السياسيين وأصبح هناك نوع من التباطىء في تطوير برنامج الدولة الواحدة.

على خطى أوكرانيا

على ما يبدو، حان الوقت الآن لتشغيل هذا البرنامج والذي، بإعتقادي، من الممكن له أن ينقذ بيلاروسيا من هذه التطورات الخطيرة وتلك التدخلات الخارجية. فالسيناريو الآخر، هو نفسه المشابه لما جرى في أوكرانيا، وهو وصول أشخاص موالية للغرب إلى سدة الحكم، وإجراء بعض “الإصلاحات” التي ستنتج تدميراً لقطاعات عديدة، كالصناعة والإقتصاد، بالإضافة إلى القلاقات الإجتماعية للدولة والكثير غيرها.

ختاماً، أعتقد بأن توحيد الدولتين سيؤدي إلى دفع كبير بعجلة الإقتصادين، الروسي والبيلاروسي، بالتالي، هي مسألة حيوية لشعبي الدولتين. الغريب بالنسبة للجميع ولي شخصياً، أن هاتين البلدين أصبحتا منقسمتين، على عكس ما يجب أن يكون، خصوصاً وأننا كنا ندعو، طوال سنوات سابقة، إلى توحيد روسيا وبيلاروسيا معاً.

مصدر الصورة: الحرة.

موضوع ذا صلة: خاجيريان: على بيلاروسيا الإختيار بين الولاء لروسيا والتبعية الأوروبية