بدأت الأصوات تتعالى محذرة من موجة ثانية من وباء “كورونا”، وأن استبشار العالم بتقلص أعداد الإصابات والوفيات لن يستمر طويلاً، بل إن المستقبل القريب ووفق تلك الأصوات يحمل الكثير من المفاجآت التي ربما لا تكون جالبةً التفاؤل للعالم.

يتذكر العالم التصريح الذي خرج به رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون عندما وصلت الجائحة إلى بلاده على وجه الخصوص وأوروبا بشكل عام، وذلك عندما حذر بصورة شديدة من التهاون بهذا الفيروس المميت، وقال يومها: “لمزيد من المصارحة عائلات أكثر وأكثر ستفقد أحباءها، والطريق أمامنا صعب للغاية، وسنفقد العديد من الأرواح للأسف”.

يومها قال المتابعون إن كلام جونسون يندرج في دائرة المبالغات، لكنه ومع مرور الأيام اتضح صدق كلامه بعد أن وصلت الوفيات في العالم إلى ما يقارب المليوني شخص.

هذه الأيام بدأ البعض يحذر من الموجة الثانية لـ “كورونا” وجاءت أشد التحذيرات على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت: “أطالب المواطنين بالاستمرار في الامتثال لإجراءات الحماية من جائحة كورونا… أرجوكم التزموا بالقواعد التي يجب أن نستمر بتطبيقها”. ووصف ميركل الشتاء في ظل بقاء فيروس “كوفيد 19” بأنه سيكون صعباً.

هذه المناشدة جاءت من مسؤولين لهم ثقلهم الدولي وكذلك لبلدانهم، وهم يدركون الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت سلباً على مجتمعاتهم والعالم بأسره، وبالتالي فهم لا يتفوهون إلا بما يدركون أضراره عليهم أولاً وعلى شعوبهم ثم على باقي الشعوب في حال عدم تطبيق هذه التحذيرات.

لا يرغب العالم بالعودة إلى حالة الهلع التي مرت به دوله طوال فترة الستة أشهر الماضية، ولا بحالة الهلع الذي تعرض لها سكان الكرة الأرضية، جراء الوفيات المتزايدة والأعداد المأهولة في عدد المصابين، وما نجم عن ذلك من فرض قيود على حركة الناس واقتصادهم وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية، وبالتالي فالخروج من سيناريو كهذا وكوابيسه يتطلب من الناس عدم الإفراط بالتساهل مع الفيروس القاتل، والامتثال طواعية للإرشادات الطبية التي تصدرها وزارات الصحة المعنية بمتابعة الوباء في دول العالم، وإلا فإن الخطة البديلة هي عودة الإغلاق من جديد وفرض البقاء في المنازل وتعطل الأنشطة المتنوعة، وهذا ما يمثل انحداراً في التعامل للوقوف في وجه هذا الوباء.

المصدر: جريدة الرياض.

مصدر الصورة: أرشيف سيتا.

موضوع ذا صلة: بعد “كورونا”.. هل ستغرق أوروبا في الفوضى؟