اعداد: يارا انبيعة
اختتمت في روما أعمال المؤتمر الدولي الثالث لـ “الحوار الأورو- متوسطي”، انعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 2 ديسمبر/كانون الأول 2017، والذي نظمته الجامعة الإيطالية للأبحاث السياسية الدولية، حيث شارك فيه حوالي 800 شخصية من أكثر من 50 دولة بمن فيهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، حيث تناول أربعة محاور رئيسة هي “الأمن المشترك، والازدهار المشترك، والهجرة، والثقافة والمجتمع المدني”.
حضر الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا مراسم افتتاح المؤتمر، في اليوم الأول للمؤتمر، حيث القيت فيه عدد من الكلمات ابرزها كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري. كما شاركت في المؤتمر المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، فيديريكا موغيريني، والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، ومدير البنك الشعبي الصيني جو سياو تشويان، ووزيرا الخارجية المصري سامح شكري والتركي مولود جاويش أوغلو، ونائب وزير الخارجية الأمريكي توماس شينون. أما روسيا فمثلها في المؤتمر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ما يجري في بلادنا ينعكس على أوروبا
“الإرهاب الذي يضرب عالمنا اليوم هو الأكثر خطورةً لأنه أوسعها انتشاراً وأحدثها سلاحاً”، كلمات افتتح بها الرئيس اللبناني ميشال عون خلال إلقائه كلمة الإفتتاح التي خصّصها للحديث عن الإرهاب. وأشار الرئيس عون الى أن لبنان على خط التماس بين أوروبا والمشرق، مشدداً على أن أي خسارة هنا لن تكون من دون انعكاسات هناك، وتابع قائلاً: “لبنان الذي يحاولون ضربه هو أرض يشكل فيها الحوار الإسلامي – المسيحي ثقافة جوهرية وأسلوب حياة طالما تميزنا بهما عن باقي العالم.”
وقال الرئيس عون بأنه حذر “مراراً وتكراراً وأبلغت كل من زارني بأن ما يعد للمشرق لن تقتصر أضراره علينا بل ستكون له انعكاسات كبرى في أوروبا”، لافتاً الى أن “تحذيراتنا لم تلقَ آذاناً صاغية لأن أحداً لم يرد الإصغاء فإن كان المتضررون من الإرهاب كثراً فإن المستفيدين منه كثر أيضاً ولا إرهاب يكبر ويتمدد ويقوى من دون دولٍ راعية”. وخلُص في كلمته الى طرح حل يكمن في ضرورة “وضع أسس لمعالجة مزدوجة آنية تقضي على الواقع الحالي وجذرية تمنع تكرار قيامه مستقبلاً”، داعياً الى “تبني رسالة لبنان بأن يكون مركزاً دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق ومدرسة لإعداد مربين يحملون القيم الإنسانية والعيش المشترك.”
الملف النووي غير قابل للنقاش
في تصريح للإعلاميين، أشار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، لدى وصوله إلى ايطاليا، أن المحاور الأصلية التي سيتناولها المؤتمر الدولي للحوار الأورومتوسطي هي القضايا الاقليمية والظروف الخطيرة جداً التي تمر بها إلى جانب موضوع الاتفاق النووي. وأكد ظريف على أن الاتفاق النووي ليس أمراً قابل لنقاش، مشيراً إلى ما قاله قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بأن الدعم الذي يقوم به الاتحاد الاوروبي مناسب، ولكن يجب تقديم خطوات عملية أكثر.
واكد ظريف أنه تم هزيمة داعش عسكرياً لكن من الضروري محاربة الفكر الداعشي في كل أنحاء العالم، مضيفاً ان محاربة الإرهابيين يجب أن تتم من منظور ثقافي وايدولوجي وسياسي ومالي
ضرورة مغادرة الأمريكيين لمنطقة التنف
لفت وزير الخاريجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة الى أن روسيا تريد للشرق الأوسط الاستقرار والتنمية والحفاظ على حضارة شعوب المنطقة وحقوق المسيحيين المتعايشين منذ قرون، وأنه يجب حل المشكلة الفلسطينية بإقامة الدولة، وتجاوز التدخلات التي حصلت في العراق وليبيا وفي سوريا، مشيراً الى ان الحوار الوطني في سوريا والعراق وليبيا، ضروري وحتمي لأي حل سياسي. وتابع بكلمته إلى أنه “لو سمحنا بانهيار سوريا فان هذا سينعكس سلباً على جميع دول المنطقة ونحن تدخلنا في سوريا بناء على طلب الحكومة الشرعية بعد ان اقتربت تنظيم داعش الارهابي من دمشق وسيطرة النصرة على مناطق شاسعة في سوريا.”
كما لفت الوزير لافروف إلى أن الإيرانيين حاربوا الاٍرهاب لكن لم تتم دعوتهم، ورأى أن “كل القوات التي لم يتم دعوتها من قبل الحكومة السورية الشرعية يجب ان تخرج بعد الانتهاء من العلميات العسكرية.” وأكمل بأن القيادة في بلاده قد تواصلت مع الادارة الأميركية، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إلى تنسيق الضربات في سوريا ضد الاٍرهاب وكان يتعين على واشنطن التمييز بين المعارضة والارهاب”، مشيراً إلى ان “روسيا تأمل في خروج القوات الأميركية من منطقة التنف جنوب شرق سوريا”.
مصر والإرهاب
على هامش مشاركة بلاده في أعمال منتدى الحوار المتوسطي، استعرض وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، الجمود الذي يعتري المسار الفني لسد النهضة، مشيراً إلى محورية وأولوية إتمام الدراسات الخاصة بالتأثيرات المحتملة للسد وفقا للإطار الزمني المحدد.
وفي هذا الصدد، أعرب الوزير شكري عن اهتمام مصر بتوثيق وتوسيع التعاون في الإطار الأورو – متوسطي بهدف تنمية المصالح المتبادلة ومواجهة التحديات المشتركة، مشيراً إلى وثيقة أولويات المشاركة بين الجانبين التي تم اعتمادها في يوليو/تموز 2017، والتي تعد إيذاناً بمرحلة جديدة من التعاون بين مصر والشركاء داخل الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، أعادت موغيريني التأكيد على الموقف الأوروبي الداعم لمصر في حربها علي الإرهاب، مجددة إدانتها وسائر المؤسسات الأوربية للحادث الإرهابي الذي وقع بمسجد الروضة في شمال سيناء، كما أشادت بالجهود المصرية في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتي تمثل شاغلاً مشتركاً للجانبين المصري والأوروبي.
نزع سلاح حزب الله
في هذا الخصوص، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن حزب الله “خطفت” لبنان وإن هذا البلد لن يزدهر إلا بنزع سلاح الجماعة المدعومة من إيران. وتابع قائلاً بأن لبنان لن يكون قادراً على البقاء أو الازدهار إلا إذا تم نزع سلاح الحزب مضيفاً “لن يكون هناك سلام في لبنان ما دامت هناك ميليشيا مسلحة”.
من جهة أخرى، نفى الوزير الجبير وجود أي علاقة بين السعودية مع إسرائيل، قائلاً: “ننتظر مسار عملية السلام”، وأضاف أن هناك حاجة لإرادة سياسية للتوصل إلى حل لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
مصدر الصور: قناة العالم – دايلي ستار – موقع الناتو