وجهت المحكمة الفيدرالية الأمريكية للعالمة الصينية، يو شياورونغ، 5 تهم تتعلق بالتآمر لسرقة الأسرار التجارية والتجسس الاقتصادي والتحيّل الإلكتروني. ومؤخراً، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن دعوى قضائية ضد شياو مينغ تشينغ، أستاذ الرياضيات الصيني بجامعة جنوب إلينوي، موجهة له تهمتان تتعلّقان بالتحيّل الإلكتروني وأخرى تتعلق بالبيانات الكاذبة. ويرجح المتابعون بأن كلتا القضيتين تتعلقان بخطة “المبادرة الصينية” للحكومة الأمريكية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، اقترح المدعي العام الأمريكي آنذاك جيف سيشنز خطة “المبادرة الصينية”، والتي تم البدء في تنفيذها منذ أكثر من عامين. وأشارت الحكومة الأمريكية إلى أن سبب صياغة هذه الخطة يعود إلى أن “جامعي المعلومات الاستخبارية غير التقليديين قد غزوا مجال حقوق الملكية الفكرية. ويستخدم باحثون من بينهم مختبرات وجامعات وقواعد صناعية دفاعية لتنفيذ عمليات نقل التكنولوجيا التي تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.”

منذ العام 2013 إلى العام 2016، لم تسجل وزارة العدل الأمريكية أية اتهامات تجاه أفراد شاركوا في أنشطة تجسس لصالح الصين. لكن بعد أن أطلقت وزارة العدل الأمريكية خطة “المبادرة الصينية”، قامت برفع ما لا يقل عن 23 قضية جنائية ضد باحثين مشاركين في برامج التعاون مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي الصينية، شملت باحثين أمريكيين وصينيين، بينها 5 قضايا تتعلق بأسرار تجارية ودعوى واحدة تتعلق بالتجسس الاقتصادي. وانتهى الأمر بمعظم هذه القضايا إلى تهم بالبيانات الكاذبة والتحيل الإلكتروني، وحتى الإقرارات الضريبية المزيفة.

يعد المعهد الوطني للصحة – NIH من أكثر المؤسسات البحثية التي تتلقى تمويلاً فيدرالياً. لكن وفقاً لبيانات المسح التي تم الكشف عنها في يونيو/حزيران 2020، فقد قام المعهد الوطني للصحة بإجراء استطلاع على 189 عالماً، تبين وجود 4% فقط منهم (7 أشخاص) لديهم قضايا متعلقة بالملكية الفكرية، في حين أن معظم العلماء تعلقت بهم مشاكل حول عدم الكشف عن التمويل الأجنبي في الوقت المناسب أو بشكل غير دقيق، وهو ما يدحض اتهامات الحكومة الأمريكية السابقة بأن “خطة الكفاءات الصينية تهدف إلى سرقة الملكية الفكرية الأمريكية.”

لكن وتحت الضغوط السياسية الشديدة المتزايدة والتوصيف العرقي، يواجه العلماء الصينيون في الوقت الحالي موقفاً خطيراً غير مسبوق. حيث تم إجبار بعض العلماء الصينيين على تعليق تعاونهم في البحث العلمي بشكل فجائي، وتحويلهم على الفور إلى التقاضي والسجون. وفي وقت سابق، تم اتهام العالمين الصينيين تشين شيافن وشي شياوشينغ زوراً بالتجسس من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. وعلى الرغم من أنهما قد أثبتا في النهاية براءتهما، إلا أنهما تعرضا إلى أضرار لا يمكن إصلاحها في حياتهما المهنية وسمعتهما الشخصية.

وفي 14 أبريل/نيسان 2021، صرح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، كريستوفر راي، بأن المكتب بحوزته ما يزيد عن 2000 تحقيق ضد الصين. وأن أكثر من 1000 قضية تتعلق بمحاولة الصين سرقة التكنولوجيا الأمريكية، معلقاً بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي يفتح بمعدل قضية “مكافحة تجسس” ضد الصين كل 10 ساعات. غير أن نتائج تقرير خطة “المبادرة الصينية” الذي صدر مؤخراً عن وزارة العدل الأمريكية أظهر وجود 80 قضية فقط خلال العامين الماضيين، كما شملت قضايا تتعلق بتهريب حيوانات برية وسلاحف بحرية.

وخلال العام 2020، وجّه المدعون الفيدراليون اتهامات ضد 10 أكاديميين من جامعات ومؤسسات بحثية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بينها ثلاثة فقط تتعلق بسرقة الأسرار التجارية والتجسس الاقتصادي أو نقل حقوق الملكية الفكرية. ولم يكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تفاصيل الاتهامات المتعلقة بـ 2000 حالة التي تحدث عنها. وفي هذا الصدد، أشارت الباحثة الأمريكية، مارغريت لويس، في مقال بعنوان “تجريم الصين” أن الولايات المتحدة تستخدم خطة “المبادرة الصينية” كمظلة لتعميم مفهوم الأمن القومي، وافتراض الذنب في كل من تربطه علاقة بالصين.

المصدر: صحيفة الشعب اليومية أونلاين.

مصدر الصورة: الشرق.

موضوع ذا صلة: كابلات البحر الأحمر.. هكذا يتجسس الغرب علينا