حوار: سمر رضوان

أثارت المعلومات الواردة حول زيارة وفد سعودي إلى العاصمة السورية دمشق جدلاً واسعاً بين تأكيد الزيارة ونفيها، حيث لم يصدر أي تعليق رسمي سواء من الحكومة السورية أو الجهات السعودية، تؤكد أو تنفي تلك المعلومة التي – وإن تحققت – ستكون خطوة تمهيدية أساسية في عودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الرياض ودمشق التي ستنعكس بالتأكيد على الوضع السوري العام.

حول هذه المعلومات ومدى تأثيراتها، سأل “مركز سيتا“، المهندس الأستاذ باسل خرّاط، رئيس حزب الشباب القومي العربي السوري، عن تداعياتها المستقبلية في حال صحت الأنباء عن حدوثها.

العمق العربي

طالعتنا وسائل الإعلام بتسريبات حول زيارة وفد سعودي كبير إلى دمشق ولقاءهم بالرئيس السوري، بشار الأسد، في وقت سبق وأن تحدث فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن العمق العربي والمد العروبي، وذلك بالتزامن أيضاً مع وجود خلط أوراق كبير لا سيما الحديث عن نوع من التقارب التركي – المصري، والتركي – الإيراني، والإيراني – السعودي.

ومن خلال معرفتنا التامة بسياسات تلك الدول ومصالحها، يستوقفنا السؤال التالي: ما هو الموقف الأمريكي من ذلك؟ وكيف للرياض أن تخطو خطوة كهذه دون موافقة واشنطن؟

مكسب سوري

لعل التسريب الأخير عن زيارة الوفد السعودي يشكل “جس نبض” للجماهير العربية، والتمهيد لجولة جديدة من ممارسات السياسة ودهاليزها، حيث سيكون الموقف السوري الرسمي – كما نعرفه دائماً – الحضن الدافئ لكل العرب؛ فمهما طال الزمن أو قصر، تبقى سوريا “قلب العروبة النابض”.

برأينا، يأتي الموقف السعودي هذا نتيجة جهود روسية كبيرة حيث يمكن من خلاله تحقيق مكتسبات كبيرة لجميع الأطراف؛ فالجانب السوري، سيكسب مساحة واسعة من إعادة ترتيب أوراقه الداخلية والعسكرية، وسيتم وقف التجييش العربي والغربي ضد شرعية الدولة ومؤسساتها الدستورية، وسيتوقف الخزان المالي للمسلحين وأدواتهم السياسية. أيضاً، سيتعزز البُعد القومي بهذا التقارب خصوصاً في بعض الملفات المهمة، كالملف الفلسطيني واللبناني والليبي واليمني والبحريني.

مكاسب سعودية

أما الجانب السعودي، يمكن القول بأن الرياض تسعى – من خلال هذا التقارب – إلى لملمة الملف اليمني وتخفيف الاحتقان في منطقة الخليج العربي مع الجانب الإيراني عبر مهادنة طهران، بالإضافة إلى حلحلة الملف الليبي والوقوف بوجه المشاريع التركية، وهذا كله سيعني تخفيفاً للأعباء الاقتصادية التي تتطلبها تلك الملفات والتي استنزفت السعودية لوقت طويل.

أيضاً، لا يمكننا أن نتغافل عن مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي يطرح على الطاولة مع السعودية، بالخفاء تارة وبالعلن تارة أخرى.

ملف شائك

إن هذا الملف كبير وشائك ولا يمكن حله من خلال “صُلحة عشائر” أو “تقبيل وجنات”، وإنما هي تأمين لمصالح الدول وشعوبها، وسوريا – بقيادتها الحكيمة وحنكتها على مر أعوام الحرب العصيبة – قادرة على المضي في هذا الملف كغيره من الملفات.

من هنا، إن كانت تلك التسريبات صحيحة، يمكننا القول إن مكسبنا من التقارب مع السعودية سيكون كبيراً رغم الجراح والآلام والدماء، خصوصاً مع وجود قيادة حكيمة ومتماسكة تحظى بالثقة والقبول الشعبيين لا سيما أنها قد حققت إنتصارات سابقة، فكل الأزمات والصعاب لن تثنيها عن تحقيق انتصارات جديدة لاحقة وحاسمة.

مصدر الصورة: رويترز.

موضوع ذا صلة: الحسابات السعودية لمواجهة المشروع الإيراني في سوريا