حوار: سمر رضوان
بعد فشل محادثات “جنيف 8” وما دار حولها من اسباب كانت خلف انتهاء هذه الجولة من دون حل يذكر، ابرزها الخلاف حول اولوية الملفات التي يجب البحث فيها، يجدر الحديث عن مدى امكانية ايجاد حل جذري وحقيقي، في وقت قريب، ينهي الصراع الدائر في سوريا منذ العام 2011.
لمعرفة تفاصيل ما حدث، استضاف مركز “سيتا” الاستاذ محمود مرعي، الأمين العام لهيئة العمل الديمقراطي والأمين عام الجبهة الديمقراطية السورية، للحديث اسباب فشل جولة “جنيف 8″، اضافة الى مستقبل الجولات المقبلة وكيفية تطور مساراته المقبلة.
عن احد ابرز اسباب فشل الجولة الثامنة، يقول الاستاذ مرعي “أعتقد إن تشكيلة وفد الهيئة العليا للتفاوض لم تشمل المعارضة الداخلية بشكل خاص والمكون الكردي، لذلك لا بد من إعادة تشكيل الهيئة العليا للتفاوض أو الوفد الواحد بإشراك معارضة الداخل وإشراك المكون الكردي لأن المادة /10/ من قرار مجلس الأمن /2254/ نصت على تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية، بينما الجولة الثامنة وما قبلها كانت محصورة بالهيئة العليا للتفاوض، وبذلك يكون المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا قد خالف نص المادة /10/ من قرار مجلس الأمن /2254/.”
ويضيف الاستاذ مرعي “إن منصة الرياض هي منصة مثلها مثل منصتي موسكو والقاهرة، لا تمثل كل المعارضة. لذلك، نحن نرى ضرورة تمثيل المعارضة الحقيقية في جنيف، وخاصة معارضة الداخل بالتساوي مع وفد الهيئة العليا للتفاوض، لذلك نحن نؤكد على دور وأهمية وتفعيل المعارضة الداخلية ومشاركتها في الحل السياسي، ولا نقبل بوضع شروط مسبقة لم ينص عليها القرار /2254/ مثل شرط رحيل الرئيس الأسد وحكومته، بل قال بهيئة حكم انتقالي بمشاركة الطرفين. من هنا، ترى المعارضة الوطنية الداخلية إن الانتقال السياسي يكون عبر حكومة وحدة وطنية تشاركية بين المعارضة الوطنية التي تريد الحل السياسي، وبين الحكومة السورية الحالية.”
وفي معرض سرده للاسباب، يرى الاستاذ مرعي بأن المبعوث الاممي ستيفان ديميستورا، وعبر تصريحاته الأخير حول فشل جولة “جنيف 8” وخطورة الأمر وانعكاسه على سوريا ومنها التقسيم، كان “يحابي الرياض ووفد الهيئة العليا للتفاوض فهو موظف أممي كبير يعمل لدى الدول العظمى، إن كانت الولايات المتحدة أو روسيا. لكن الكلام عن تقسيم وتفتيت سوريا أصبح من الماضي. سوريا ستبقى واحدة وموحدة ولن يُسمح بتقسيمها، لأنه لا المعارضة الوطنية الداخلية تقبل بذلك ولا الدولة السورية. فقط جزء من مكونات المجتمع السوري لديها رغبة بأن يكون هناك صيغة ما حول فيدرالية أو كونفيدرالية، أو إدارة ذاتية بهذه المنطقة او تلك. انا أعتقد أن مصلحة الشعب الكردي تكمن بحل الأزمة الكردية ضمن إطار الدولة السورية، فلا أحد يقبل بالتقسيم، ولا أحد سيقبل بهذه الصيغ التي تطرح من قبل قوات “قسد” الكردية.”
وعن مستقبل المفاوضات، يقول الاستاذ مرعي بأن “هناك معلومات مؤكدة تقول أن المبعوث الأممي ديميستورا ينوي دعوة لمفاوضات “جنيف 9″ في 15 – 20 من شهر يناير/كانون الثاني 2018، أي قبل مؤتمر سوتشي، لكن هذا الموعد لم يتأكد حتى الآن، لكن توجد تسريبات تقول أن هناك دعوة للجولة التاسعة من جنيف.”
وحول ما يرجى من “جنيف 9″، يشير الاستاذ مرعي الى ضرورة “تمثيل المعارضة الداخلية والمكون الكردي في الوفد المفاوض، وأن يكون هناك تمثيلاً وزاناً وحقيقياً لمعارضة الداخل، اضافة الى عدم وضع شروط مسبقة من كل الأطراف لبدء الحوار السوري – السوري، ضمن إطار تثبيت قرار مجلس الامن رقم /2254/، اذ لا أمل من جنيف إلا بالصيغة التي تحدثت بها.”
وعن مؤتمر سوتشي المزمع عقده العام المقبل، يقول الاستاذ مرعي “نحن في الجبهة الديمقراطية السورية نرى أن سوتشي هو مسار وليس مؤتمر. لذلك، نحن نعول على سوتشي ومساره لأن يكون بداية ودافعاً للحل السياسي لأن هذا المؤتمر سوف يحضره عدد كبير من ممثلي الشعب السوري، من المعارضة والموالاة. لهذا، ان الحضور سيكون كبيراً جداً وسوف يعبر عن آمال وطموحات الشعب السوري للوصول إلى حل سياسي وممكن أن يكون هذا المسار مبتدئاً بسوتشي ومنتهياً بـ “دمشق 1″.”
مصدر الصورة: المدن