إن ثورة التكنولوجيا الحديثة جعلت من المستحيل حماية حرمة المسكن عن طريق التشريع؛ فمثلاً، أشعة اللايزر يمكن استخدامها لمعرفة ما يدور داخل المسكن من أحاديث، ونقلها إلى جهاز استقبال بعيد. كذلك الأمر عن طريق أجهزة التصوير الحديثة البعيدة المدى التي يمكن أيضاً أن يتم التصوير من خلالها لأي شخص وفي أي وضع كان.

لهذا، أصبح محل الإقامة الخاص شفافاً ومكشوفاً أمام التكنولوجيا الحديثة والتطورات العلمية الحديثة، فالمسكن لا يختلف بشيء عن الفرد الذي أصبح هو الآخر مراقباً أينما حل حيث الربط بين الحالتين قائم ولا يمكن فصل رقابة أيهما عن الآخر لأن تهديد حرمة المسكن يعني في الوقت نفسه تهديد الحرية الشخصية للفرد.

مؤلفات كثيرة تحدث عن أثر التكنولوجيا الحديثة على الحريات وقدرتها على انتهاك حرية الإنسان في منزله وعلى سرية حديثه وحياته الخاصة، من خلال وسائل كثيرة تُزرع وتُدس للتجسس تتطور كلما زاد التطور في هذا المجال. على سبيل المثال أيضاً، من الترتيبات التي طورت مؤخراً ما يسمح للمراقبين بتنشيط المكبرات دقيقة الحجم عن طريق التحكم عن بُعد هو “المودع” في هاتف شخص ما موضوع تحت المراقبة، وبذلك يستطيع المتنصت أن يتصل بالهاتف المراقب في أي مكان بالعالم.

ومن مخاطر التكنولوجيا الحديثة أيضاً، يمكن التقاط المكالمات عن طريق الأشعة تحت الحمراء وذلك عن طريق الاستعانة بميكروفون يعمل بأشعة اللايزر وقابل للحمل، وما يمكنه إرسال أشعة حمراء غير مرئية بسمك ربع بوصة.

وفي كل يوم يأتي، تشير أخبار التكنولوجيا الحديثة إلى أجهزة جديدة وأنواع جديدة من المكتشفات والمبتكرات التي يمكن القول معها إنه لم يعد هنالك سر يستطيع أن يحتفظ به الإنسان، وربما وصل الحال إلى ما كان قد تنبأ به جورج أوريل في كتابه حول إمكانية معرفة ما يفكر به الإنسان.

ليس هذا فقط، فهناك مخاطر للتكنولوجيا الحديثة تتعلق بعمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، العملات الافتراضية كـ “البيتكوين”، والنقود الالكترونية الاخرى، والألعاب الالكترونية وألعاب المائدة من خلال شبكة الانترنت وغيرها.

مصدر الصورة: WIRED.

موضوع ذا صلة: تنوع مفاهيم حقوق الإنسان وتقسيماتها

عبد العزيز بدر القطان

مستشار قانوني – الكويت