في 22 يونيو/حزيران 2021، نظّم المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية – ICSTI بالتعاون والشراكة مع جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا – RUDN University، مؤتمراً علمياً وعملياً دولياً ناجحاً بعنوان “الشرق الأوسط وروسيا: الخطوط العريضة للشراكة الاستراتيجية” من خلال تقنية الفيديو، ورعى المؤتمر المجلة العلمية “المعلومات والابتكارات” و MIA “روسيا اليوم”.

شارك في المؤتمر رجال دولة وعلماء أكاديميون وخبراء وأساتذة جامعات رائدة وباحثون شباب ورجال أعمال يمثلون 20 دولة في العالم (النمسا، الجزائر، البحرين، مصر، فنلندا، ألمانيا، إيران، الأردن، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، روسيا، سوريا، تركيا، الولايات المتحدة، اليمن، وغيرهم).

أشار د. يوري لونتشاكوف – Yuri Lonchakov، القائم بأعمال مدير المركز، في كلمته الترحيبية إلى أن برنامج المؤتمر يوفّر مناقشة ليس فقط للتحديات السياسية الحادة في عصرنا، ولكن أيضاً للتفاعل الاقتصادي بين الدول ومشاركتها في المبادرات الاقتصادية الدولية، وكذلك المشاركة في الرقمنة العالمية والوصول إلى البحث العلمي والمعلومات التقنية.

بعد ذلك، قام الدكتور محمد إبراهيم محمد السرجاني، الممثل المفوض لجمهورية مصر العربية في المركز وملحق التربية والثقافة بسفارة مصر في الاتحاد الروسي والقائم بأعمال مدير المكتب الثقافي المصري في موسكو، ود. ألبر ألب – Alper Alp، مستشار التعليم في سفارة الجمهورية التركية في روسيا الاتحادية، بمخاطبة المشاركين في المؤتمر. وبالنيابة عن وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، استقبل المؤتمر السيد ألكسندر ديانوف – Alexander Dianov، مدير إدارة تنمية التعاون الثنائي، الذي لفت الانتباه على وجه الخصوص إلى حقيقة أنه من بين أهم مجالات التجارة والتعاون الاقتصادي هو تبادل التقنيات واستخدام الخبرة الروسية في مجالات، مثل إنتاج النفط والغاز، والبتروكيماويات، وتقنية الاستشعار عن بُعد، وتحلية المياه، والصناعات النووية والفضائية والمعلوماتية، وكذلك إنشاء منصات أعمال مبتكرة لتكنولوجيا المعلومات، وتشكيل بيئة حضرية مريحة و”مدن ذكية”، وتطوير النُظم الإيكولوجية والمنصات الرقمية، وتخفيف نسب الكربون واعتماد الأجندة الخضراء، وما إلى ذلك. تعتبر وزارة التنمية الاقتصادية في روسيا زيادة كبيرة في حجم التجارة الثنائية إحدى المهام الرئيسية. كما ذُكر في التحية، يجب أن تعزز الاتصالات الجديدة لإزالة العقبات في التجارة المتبادلة، وتحسين ظروف المصدرين، وتوسيع نطاق المشاريع المنفذة بشكل مشترك.

تمت مناقشة العديد من الأهداف التي ذكرها الأستاذ ديانوف من قبل المشاركين في المؤتمر، الذي كان جدول أعماله مليئاً بالموضوعات ذات الصلة، مثل تجربة وآفاق التفاعل بين دول منطقة الشرق الأوسط وروسيا، ونتائج “الربيع العربي”، والتغلب على الصراعات والأمن الإقليمي، وأولويات السياسة الخارجية لدول المنطقة، ومشاركة الدول في المبادرة الصينية، والمشاريع الجيو – اقتصادية الإقليمية، والطاقة، تنسيق التجارة والتعاون الاقتصادي.

افتتح الجلسة العامة الأولى، والتي جملت عنوان “الحقائق والتوقعات”، أليكسي فاسيليف، الأكاديمي في الأكاديمية الروسية للعلوم والرئيس الفخري لمعهد الدراسات الأفريقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم ورئيس تحرير مجلة “آسيا وأفريقيا اليوم” وعضو مجلس السياسة الخارجية بوزارة خارجية روسيا الاتحادية، الذي أعد تقريراً بعنوان “الشرق الأوسط: تجربة ونتائج الربيع العربي بعد 10 أعوام”.

أيضاً، شارك كل من الدكتور أسامة عمار، رجل الدولة السوري المعروف والذي اقترح عدة محاور للتعاون ومن بينها تأسس فروع اقليمية للمركز الأم في عدد من الدول، ومنها سوريا، حيث لاقى هذا الاقتراح ترحيباً كبيرا من قبل المشاركين، كما تحدث الدكتور بسام أبو عبد الله، مدير مدرسة حزب البعث المركزية وكاتب عمود في صحيفة “الوطن” والخبير في مجال العلاقات الدولية، كما قدم السيد ناصر قنديل، رئيس تحرير جريدة “البناء” اللبنانية والنائب السابق في مجلس النواب اللبناني، تقييماً للعلاقات الحالية بين روسيا ودول المنطقة واحتياجاتهم وآفاقهم.

تميزت مشاركة دول المنطقة وروسيا في المبادرة الجيو – اقتصادية الصينية “حزام واحد ، طريق واحد” بالدكتور علوان أمين الدين، مؤسس ومدير “مركز سيتا” اللبناني، الذي قدّم بحثاً بعنوان “النفوذ الروسي على ممرات الحرير”، بالإضافة إلى السيد عمّار بريبدان، الباحث من سوريا، حيث واصلت الموضوع الدكتورة إيلينا سافيشيفا – Elena Savicheva، الأستاذ المشارك في جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا، حيث تحدثت عن سياق التعاون والصراعات فيما يتعلق بالموارد الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط.

أيضاً، قدم السيد جونار نوربرت ليندمان Gunnar Norbert Lindemann، النائب في البرلمان الألماني، والسيد باتريك بوبيل – Patrick Poppel، الأمين العام للجمعية النمساوية – الأبخازية، مداخلتين، ليعود الدكتور يوهان باكمان – Johan Backman، الأستاذ المساعد في جامعة هلسنكي، ويعرض وجهة النظر الأوروبية للجغرافيا السياسية والاقتصاد الجغرافي من منطقة الشرق الأوسط بمشاركة روسيا.

كما قدمت الدكتورة تاتيانا تيوكاييفا – Tatiana Tyukayeva، الباحثة في مركز دراسات الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دراسة جماعية بعنوان “الشرق الأوسط: السياسة والهوية”.

أما عن دور روسيا في تسوية الصراع السوري وكذلك أنشطة المركز في الشرق الأوسط -ICSTI for the Middle East، فقد تم التقديم لها من قبل رئيسها الدكتور نواف إبراهيم، المراقب والمنتج السياسي ومنسق المديرية المتحدة للبث الدولي التابع للـ MIA “روسيا اليوم” ومراسل خاص لوكالة سبوتنيك والخبير في العلاقات العربية – الروسية.

افتتحت الجلسة العامة الثانية “السياسة والاقتصاد والأمن” بتقرير د. ماندانا تيشيار – Mandana Tishehyar، مديرة التعاون الأكاديمي الدولي في جامعة العلامة طباطبائي، حيث تم الحديث عن مشاركة إيران في المشاريع الجيو – اقتصادية في الشرق الأوسط، وموضوع إيران في سياق أولويات سياستها الخارجية على ضوء الانتخابات الرئاسية لعام 2021، وكذلك دور السياسي الإيراني الشهير اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في ضمان الشراكات الشرق أوسطية. أيضاً، تحدث فلاديمير بيلوف – Vladimir Belov، أستاذ في جامعة الصداقة، ود. إيلينا دونيفا – Elena Dunaeva، باحثة أولى في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ود. لانا رافاندي فاداي – Lana Ravandi-Fadai، باحثة أولى في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية وأستاذ مشارك في جامعة الدولة الروسية للعلوم الإنسانية.

د. إيغور ريجوف – Igor Ryzhov، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والسياسة في جامعة ولاية نيجني نوفغورود، ود. ألكسندر بولشوك – Alexander Polishchuk، الأستاذ الفخري والباحث الأول في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية وأستاذ مشارك في جامعة موسكو الحكومية اللغوية، و. سيرجي ميدفيدكو – Sergei Medvedko، باحث أول وأستاذ مشارك في قسم الأمن الدولي من الجامعة الروسية الحكومية الإنسانية، حيث لفتوا انتباه المشاركين إلى قضايا الأمن الإقليمي.

هنا، تم تقييم جوانب معينة من العلاقات الاقتصادية في كلمات د. أنيس بو دياب، أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية وعضو المجلس الاقتصادي الأعلى في لبنان، ود. هينينج زوز – Henning Zoz، الأستاذ والمدير العام لمجموعة زوز، والسيدة غالينا عباس، رئيسة جمعية خريجي جامعة الصداقة في لبنان.

وفي عرض لنتائج مشروع “الطائفية العرقية في السياسة في الشرق الأوسط ومصالح روسيا”، ضرب د. فلاديمير بيلوف – Vladimir Belov ود. إيلينا سافيشيفا – Elena Savicheva على وتر خاتمة جدير بالاهتمام للدورة الثانية.

افتتحت الجلسة العامة الثالثة بعنوان “التنسيق والتفاعل” بعرض قدمته الدكتورة أولغا بيلوفا – Olga Belova، مستشارة مدير اللجنة الدولية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار وأستاذ مشارك، حول موضوع “اللجنة الدولية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار كمنصة للتعاون متعدد الأطراف المفيد للطرفين”، والتي أعلنت عن مشروع واعد للجنة الدولية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار المسمى بـ “تنسيق التعاون التجاري والاقتصادي في مجتمع المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية وبين الدول الأعضاء والشركاء في المركز”.

يكمن الهدف من المشروع في مساعدة الهياكل العامة والخاصة في اختيار الحلول المُثلى في مسائل التجارة الثنائية والتعاون الاقتصادي مع البلدان الأخرى، والتفاعل متعدد الأطراف في مواقع المنظمات الدولية (بريكس، الاتحاد الاقتصادي والاجتماعي، منظمة شنغهاي للتعاون). أبرز نتائج هذا المشروع تتمحور في تقليل التكاليف المالية والمادية والوقت والتكاليف الأخرى والخسائر المباشرة، ونمو الربحية، والحصول على موارد إضافية للتوسع شبكات الشركاء وتوسيع نطاق التداول.

تمت الموافقة على تطلُّع المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية لإنشاء منصّة معترف بها دولياً لتسهيل التعاون الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة روسيا ودعمها من قبل المشاركين في الحدث، كما تم تسليط الضوء على جوانب معينة من المشروع الواعد من قبل خبراء معروفين.

أيضاً، تحدثت الدكتورة إيرينا عيدروس، رئيسة برنامج “الاقتصاد العالمي” والأستاذة المشاركة في قسم العلاقات الاقتصادية الدولية بجامعة الصداقة، عن النماذج المالية الحالية والواعدة للتعاون التجاري والاقتصادي. كما تحدث الدكتورة مارينا نيكراسوفا – Marina Nekrasova، الأستاذ المساعد ونائب الرئيس والشريك الإداري للمؤسسة الوطنية للدعم القانوني للمنظمات والمواطنين، عن التقنيات الخضراء والبصمة الكربونية والرقمنة بأنها الاتجاهات الرئيسية ضمن التنمية المستدامة في العلاقات التجارية والاقتصادية.

أما بالنسبة إلى د. ناديجدا كوليكوفا – Nadezhda Kulikova، الخبيرة فيدرالية وكبيرة الباحثين في الأكاديمية الخارجية لعموم روسيا، فلقد أثبتت فعالية نماذج أعمال المجموعة والنظام البيئي للتجارة الدولية المستدامة والعلاقات الاقتصادية (في إطار المشاريع الموجهة نحو البيئة والموحدة). كما تحدثت السيدة ماريا أوشاكوفا – Maria Ushakova، المحللة النفسية المتخصصة، عن ماهية التحليل النفسي ولماذا يُعتبر “أداة تأثير صديقة للبيئة”، وكيف يمكن أن يساهم في تنسيق العلاقات الاقتصادية الدولية. ولقد كان هناك عرض قدمته السيدة ماريا تشيرنياك – Maria Chernyak، نائب رئيس اتحاد المصممين في روسيا والمدير الفني لشركة LLC “الحل المركب”، حول موضوع “مساهمة برامج المهرجانات الدولية في التنمية المستدامة للعلاقات التجارية والاقتصادية”.

ضمن المؤتمر، تم الاستماع إلى 35 تقريراً وكلمة، وقد تلقى منظمو هذا الحدث العلمي الدولي المهم المقترحات التالية:

– دعم مشروع المركز الدولي للمعلومات العلمية والتقنية من خلال مشاركة الشركات المتخصصة والخبراء.

– عقد مؤتمر مماثل مع التركيز على أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛

– قيام المركز بتعزيز إنشاء وتشغيل مركز المعرفة العربي في سوريا للعالم الناطق بالعربية.

– على المركز، وبالشراكة مع مركز الكفاءات المنهجية لنقابة التنمية المستدامة التابعة لغرفة التجارة والصناعة في موسكو، مساعدة المشاركين المهتمين في العلاقات التجارية والاقتصادية في تحسين الآليات التنظيمية ونماذج الأعمال للتعاون على أساس تطبيق نموذج الدور الوظيفي للكتلة؛

– قيام المركز، وبالتعاون مع المركز التحليلي “المنتدى” وأكاديمية عموم روسيا للتجارة الخارجية التابعة لوزارة التنمية الاقتصادية و”الحل المركب”، بدمج الجهود في إنشاء أنظمة بيئية للمنصات الرقمية في أكثر الصناعات والقطاعات الواعدة من السوق متعدد الأطراف؛
– إن على المركز، بالشراكة مع جمعية الشعوب الأوروبية الآسيوية والمؤسسة الوطنية لدعم أصحاب الحقوق، العمل على تنفيذ مشروع دولي مشترك للاندماج العالمي لدول الشرق الأوسط في إطار مبادرة ثقافية عالمية (كأداة القوة الناعمة وتنفيذ الأعمال والاتصالات الإبداعية والحد من التوتر)؛

– على المركز، وبالشراكة مع المؤسسة الوطنية للدعم القانوني للمنظمات والمواطنين، العمل على تقييم كثافة الكربون في محفظة المشاريع، وتطوير برامج إزالته منها في إطار العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية؛ بالإضافة إلى وضع أهداف لخفض الانبعاثات على طول سلسلة القيمة الكاملة لمشاريع برنامج الممر الاقتصادي، وإجراء أبحاث حول البصمة الكربونية والمائية لسلاسل التوريد في ثلاثة مشاريع بنية تحتية ثنائية الاتجاه، وتطوير وتنفيذ تدابير لإزالة الكربون من ثلاثة مشاريع ثنائية وثنائية للبنية التحتية، ووضع وتنفيذ تدابير للتحول الرقمي لمشاريع البنية التحتية الثلاثة والثنائية الجانب في إطار المشاريع الاستثمارية المشتركة، وتطوير وتنفيذ تدابير للانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الكربون في القطاعات ذات الأولوية لمنتجي المواد الخام في بداية سلسلة القيمة.