اتخذت العلاقات الدولية الحديثة صفاتها الأساسية من اتفاقات السلام التي أنهت ثلاثين عاماً من الحرب العام (1648) ما أطلق سمات جوهرية بعد ذلك للسياسات الدولية.
ولتقديم تاريخ شامل للعلاقات الدولية، من الممكن رسم ملامح تاريخ لنشوء نظام التفاعل بين الدول ذات السيادة الذي أصبح السمة المميزة للسياسة الدولية، حيث كان هدف مفكري العلاقات الدولية الاشتقاق من تاريخ السياسة العالمية نماذج للتفاعل الساسي لكسب وسيلة قوية نقدية تمكن من التعميم حول طبيعة العلاقات الدولية، إذ غالباً ما يتم التضحية بأشكال السرد التاريخية المفصلة الخاصة بالفترة قيد الدراسة لصالح سرد تاريخي يضع توكيداً شديداً على السمات الأساسية لذلك التاريخ.
هذه السمات يُقال إنها تزودنا بنفاذ بصيرة حول السمة العامة للمجتمع الدولي في الفترة الحديثة، وواقع الحال أن هناك بعضاً من عدم الاتفاق حول ماهية السمات الأساسية للعلاقات الدولية المعاصرة، او حيال الطريقة الأمثل لفهمها، مع ذلك، هناك تاريخ أساسي للعلاقات الدولية يحتاج إلى التعرف عليه حتى وإن كان التعامل معه نقدياً.
تبلور الحداثة
اتخذت السياسة ضمن المجموعات وفيما بينها أشكالاً متعددة، خاصة التفاعل بين (الدول والمدن) في عالم الإغريق القدامى، أو الإمبراطورية التي بناها الرومان، كذلك لفحص التطور التاريخي لنظام السياسة الدولية الحديث يجب فحص قرون أوروبا قبل اتفاقية سلام وستفاليا وبعدها.
الدولة ذات السيادة في السياسة الدولية الحديثة
إن سبب ذلك يمكن إعادته إلى التطور التاريخي لظاهرة واخدة بامتياز هي الدولة ذات السيادة، إن الدولة ذات السيادة هي الفاعل الأساسي في العلاقات الدولية الحديثة، كما كانت المدن كذلك في عالم الإغريق القديم، فالدولة ذات السيادة هي حقيقة جيو – سياسية، ومفهوم قانوني وعلى القدر نفسه من الأهمية، فإن السيادة هي عقيدة سياسية بل ربما كانت العقيدة السياسية المحددة للحداثة، ويعتقد العديد من المتخصصين بالقانون الدولي أنها المفتاح لفهم العلاقات الدولية.
مصدر الصورة: سبوتنيك.
موضوع ذا صلة: العولمة والبُعد الاقتصادي
مستشار قانوني – الكويت