شارك الخبر

بعد فترة غياب كبيرة، باتت الولايات المتحدة أكثر انخراطاً في الملف الليبي، وازداد زخمها لتفعيل أدواتها الدبلوماسية والاقتصادية وتنشيط دور حلفائها الأوروبيين في البلد الذي مزقته الصراعات على مدار عقد من الزمان.

فبعد أن باركت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما أحداث فبراير/شباط العام 2011، اختفى دورها تدريجياً حتى تلاشى نهائياً بتولي دونالد ترامب مقاليد الحكم، إلا أن الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن، تولي أهمية كبرى لهذا الملف، ودخلت على حلبة النزاع الليبي بثقلها منذ اللحظة الأولى، حتى باتت الأزمة الليبية في صدارة أولويات السياسة الخارجية الأميركية بعد الملف النووي الإيراني.

تحركات واشنطن

تتحرك الإدارة الأميركية في ليبيا عبر مسارات سياسية وعسكرية ودبلوماسية، على الصعيد العسكري، ترعى القوات الأميركية العاملة في إفريقيا “أفريكوم”، مباحثات اللجنة العسكرية 5+5، وأمنت مطار معيتيقة الذي عقدت فيه اللجنة آخر اجتماعاتها، كما أطلقت تحذيراتها للمليشيات المسيطرة على غرب البلاد بعدم تحريك أية آليات عسكرية تابعة لها تنفيذا لقرار وقف إطلاق النار، وكذلك فإنها ستتابع عملية خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وعلى الصعيد السياسي، تُلقي الإدارة الأميركية بثقلها في رعاية كل المباحثات السياسية، حتى أصبحت شريكاً للأمم المتحدة في رعاية كل المفاوضات السياسية الرامية إلى الوصول إلى الانتخابات، ودبلوماسيا، تستثمر أميركا علاقاتها بحلفائها التقليديين في المنطقة خاصة دول الجوار الليبي وعلى رأسها مصر وتونس من أجل توحيد وجهة نظر شاملة نحو عدم انزلاق ليبيا مجدداً إلى الحروب والاقتتال الداخلي، وتنتهج نفس السياسة تجاه دول الاتحاد الأوروبي.

وهو ما ظهر جلياً خلال جولة مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في أغسطس/ آب الماضي حيث ركز على الضرورة الملحة لوضع الأساس الدستوري، والإطار القانوني المطلوب لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وشدد على ضرورة قيام القادة الليبيين بتقديم التسويات اللازمة لتلبية توقعات الشعب الليبي بانتخابات حرة ونزيهة، والتي تمثل خطوة أساسية باتجاه تحقيق الاستقرار والوحدة والديمقراطية في ليبيا.

سياسة مغايرة

أستاذ العلوم السياسية والدولية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، قالت إن الولايات المتحدة الأميركية لم تغب يوماً عن المشهد الليبي ولكنها اتخذت مسلكاً مغايراً لما كانت عليه في عهد أوباما.

تحجيم الدور الروسي

وأوضحت الشيخ،أن بايدن كان “مهندس” السياسة الخارجية الأميركية في عهد أوباما، ويرى أنه يجب على واشنطن لعب دور مباشر في ليبيا يتأسس على تحجيم الدور الروسي هناك.

مناطق نفوذ

الكاتب الصحفي الليبي، محمد يسري، أشار إلى أن هناك قلقاً أميركياً من تداعيات الأزمة الليبية على متطلبات الأمن في مناطق نفوذ حلف الناتو، وإمدادات الغاز والنفط وكذلك منطقة الساحل والصحراء، التي تشهد اضطرابات أمنية متسارعة، يمكن بسببها أن تخسر إدارة بايدن نفوذها أمام قوى دولية وإقليمية أخرى مثل الصين وروسيا.

بدوره، قال محمد دوما، عضو المؤتمر الوطني السابق والدبلوماسي بوزارة الخارجية الليبية، إن الأيام المقبلة ستشهد تغيراً كبيراً في إدارة بادين في منطقة الشرق الأوسط كلها بهدف استعادة دور بلاده كإحدى أهم الدول الفاعلة في المنطقة، وإبعاد الكرملين عن ليبيا وشغلها بما يحدث في أفغانستان.

تخلي واشنطن عن الإخوان

وأشار دوما، إلى أن واشنطن تراجعت بشكل ملحوظ عن دعمها لتيار الإخوان، خاصة بعد سقوطه المدوي في تونس والمغرب، فأصبحت لديها رغبة كبيرة في تحجيم دور هذه الجماعة كحركة سياسية، فيما اعتبر “يسري”، أن الإدارة الأميركية تستشعر أن هناك خطراً كبيراً من بعض التكتلات الليبية خاصة تلك المنبطحة لتركيا، والتي تريد عرقلة إجراء الانتخابات.

وأكد على أن واشنطن أرادت الحفاظ على مصالحها في المنطقة ككل، وتوجيه رد عملي على ممارسات أنقرة الساعية إلى عدم استكمال المسار السياسي وعودة الاستقرار إلى البلاد.

المصدر: سكاي نيوز عربية.

مصدر الصورة: أرشيف سيتا.

موضوع ذا صلة: ما الخطة التي يملكها بايدن في ليبيا؟*


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •