مركز سيتا

قالت وزارة الدفاع في الإمارات العربية المتحدة إن شراء مقاتلات “رافال” الفرنسية مكمل لصفقة مزمعة لشراء المقاتلات الأمريكية “إف – 35” التي تباطأت خطوات تنفيذها بسبب مخاوف واشنطن من علاقة أبو ظبي بالصين.

هذا وقد طلبت الإمارات من باريس 80 طائرة “رافال” من إنتاج شركة “داسو” للطيران و12 طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز كاراكال من إنتاج “إيرباص هليكوبترز” في إطار تعاقد لشراء السلاح قيمته 17 مليار يورو (19.2 مليار دولار).

تبادل أدوار؟

يأتي “الجنوح” الفرنسي تجاه منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط وإفريقيا من أجل إعادة التوازنات السابقة التي كانت عليها باريس، قبيل ما عُرف بـ “الربيع العربي”، حيث خسرت الأخيرة الكثير من مصداقيتها الدولية – وحتى المحلية – أمام شعبها، كونها وخلال عقد كامل كانت دولة تابعة للولايات المتحدة، وآخر هذه التبعية – رغم تبيان غضبها ظاهرياً – كانت خسارتها لصفقة الغواصات مع كانبرا.

بالتالي، جاءت الجولة الفرنسية – الخليجية لـ “سد الفراغ” الحاصل بسبب الغياب الأمريكي، الذي إعتبره بعض المحللين بأنه فقدان لبعض عناصر القوة التي تتمتع به واشنطن، ولكن يبدو بأن هذا الرأي غير صحيح تمامأً لأن الاهتمام الأمريكي الآن منصب على منطقتي المحيطين الهادئ والهندي، لتطويق الصين، وكذلك البحر الأسود وتحديداً أوروبا وأوكرانيا، بهدف تطويق روسيا؛ فالشرق الأوسط لا يشكل الأهمية ذاتها التي ترديها الولايات المتحدة لأنها أصلاً حتى في ظل غيابها عن المشهد، لكن لا يزال سلاح العقوبات أشد الأوراق بيد الإدارات الأمريكية – في السابق وحالياً – كما أنه بالنسبة لدول الخليج هناك العديد من ملفات الضغط وأبرزها على الإطلاق مسألة حقوق الإنسان التي تخفت وتعود بحسب السياسات الأمريكية وتوجهاتها المصلحية.

مخاوف خليجية

بالنسبة لدول الخليج، من حقها البحث عن مصادر بديلة في ظل الغياب الأمريكي، مع ترك صلة الوصول مستمرة من دون قطع، ما يعني أن هناك تخوفاً من ازدياد أو ظهور أطماع قد يستغلها الخصوم في الخليج؛ لذلك، نجد أن الجنوح الخليجي نحو فرنسا مبرر، إلى جانب أن الولايات المتحدة نفسها التي سمحت بأن تكون فرنسا بديلاً مؤقتاً عنها، كتعويض عن فشل صفقة الغواصات.

هذه الأمور تلقفتها الحكومات الخليجية، ما يعني بأن الصفقات الجديدة تبيّن أن “الكرم” الأمريكي السخي جداً لحلفائها، لأن ما تنتظره من نجاح مخططها في أوكرانيا والمحيطين الهادئ والهندي سيعوضها أضعافاً مضاعفة عن بضعة صفقات خليجية لا تعني لها شيئاً في ظل وجود أدوات فاعلة بيدها على المستوى العالمي بدءاً من الدولار وليس أخيراً أسعار النفط، والمنظمات الدولية وغير ذلك الكثير.

أخيراً، تأتي الإمارات في المرتبة الخامسة من بين الزبائن الأكثر أهمية للصناعات الدفاعية الفرنسية في الفترة ما بين العامين 2011 – 2020، مع طلبات شراء بلغت قيمتها 4.7 مليارات يورو، بحسب تقرير تم تقديمه للبرلمان حول صادرات الأسلحة الفرنسية. لكن خلال الأعوام الأخيرة، تعرضت باريس لانتقادات على خلفية استخدام هذه الأسلحة في بعض النزاعات، على غرار اليمن.

مصدر الصورة: روسيا اليوم.

موضوع ذا صلة: إلغاء صفقة الغواصات: حرب على فرنسا أم ضد أوروبا؟