سمر رضوان

جاءت زيارة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى دمشق ولقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد يوم واحد من لقاء رؤساء هيئات الأركان السوري والإيراني والعراقي، بالتزامن مع جولة لوزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، للشرق الأوسط للوقوف على آخر المستجدات في المنقطة.

عن هذه الزيارات المهمة للمنطقة وللوقوف على أبعادها ودلالاتها، سأل مركز “سيتا”، الدكتور نضال قبلان، السفير السوري السابق لدى تركيا، عن هذا الموضوع.

العمل المشترك

ليس بالضرورة أن يكون هناك ربط بين الزيارات واجتماع رؤساء الأركان لأن هناك تنسيقاً سياسياً وعسكرياً مستمراً على أعلى المستويات بين سوريا وحلفاءها، بشكل خاص مع روسيا وإيران. فقد تكون هذه الزيارة هي لإطلاع الجانب الروسي على ما تم الإتفاق عليه في الإجتماع الثلاثي لرؤساء الأركان، وقد يكون هنالك تنسيق في مسألة أخرى ليس بالضرورة على خلفية الإجتماع لأن الملفات كثيرة التي يتم العمل المشترك عليها والتنسيق مع الجانب الروسي، فكل الإحتمالات واردة، لكن قرب الزيارة مع انتهاء الإجتماع يرجح احتمال أن يكون لذلك صلة أو علاقة.

بإعتقادي، أن الموضوع ليس حتمياً، وقد تكون زيارة شويغو لمهمة معينة، أو قد يكون إقتراحاً سورياً لإطلاع الأصدقاء الروس على نتائج اجتماع رؤساء الأركان لأن روسيا لم تكن حاضرة. كل الإحتمالات واردة، لكن المؤكد بأن هنالك تنسيقاً حثيثاً لعمل ما، أو عمليات ميدانية ما على المسرح السوري وبالتالي كان لا بد من التنسيق المسبق.

دلالات سياسية

إن وجود الأشقاء العراقيين في الإجتماع مهم جداً وهذا تأكد بتصريح رئيس الأركان العراقي حول إعادة فتح المعبر الحدودي الرئيس بين البلدين، وهذه خطوة بالغة الأهمية لأن المعبر السوري – العراقي أكبر من مجرد معبر حدودي. هذه الخطوة لها دلالات سياسية وإقتصادية وعسكرية وأمنية، لكن بالدرجة الأولى دلالاتها سياسية لأن إعادة فتح وتشغيل طريق دمشق – بغداد يعني إعادة فتح الطريق ما بين طهران وبيروت.

بالتالي، أعتقد أن الموضوع له دلالات ويجب أن تتوافر له ضمانات. من هنا، جاء الإعلام عن تشكيل قوة عسكرية نحو 200 ألف مقاتل رديف للجيش العربي السوري للمساعدة في مكافحة الإرهاب، وتأمين الممرات والمعابر والمناطق الحدودية بين البلدين. برأيي، هذا الإجتماع الأخير لرؤساء الأركان ربما كان الأهم منذ بداية الأحداث في سوريا.

الهيمنة الأمريكية

فيما يخص جولة وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، في منطقة الشرق الأوسط، والتي تضم جولة خليجية. أعتقد أن الأمريكي له مشروعه الخاص في المنطقة والذي يرمي إلى الهيمنة على مقدرات المنطقة، وتأجيج الحراك السياسي الفوضوي فيها لتسهل السيطرة عليها وعلى مقدراتها. وبالتالي، من لا يأتي بالترغيب يأتي بالتهديد.

من هنا، إن زيارة المسؤولين الأمريكان سواء التي يقوم بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أو وزير خارجيته أو وزير الدفاع ورئيس الأركان المتكررة إلى المنطقة تقع دائماً تحت سقف التهديد والوعيد وبالإنسحاب تارة، وتارة أخرى برفع الحماية عن دول الخليج وهكذا دواليك.

من هنا، أعتقد أن الأمريكي جاء إلى المنطقة لإدارة ما يخدم مصالحه الخاصة، فمن المعروف أن الأمريكي لا يأتي إلى أي بلد إلا لإظهار الدعم للتيارات الموالية له التي يكون الهدف الأساس منها، وبالدرجة الأولى، خدمة الصهاينة أو لأي مشروع فتنوي، فهو يأتي دائماً للعب على أوتار طائفية للتحريض على المقاومة والقوى المعادية للأجندة الصهيو – أمريكية.

مصدر الصورة: International News.