مركز سيتا

الاقتصاد والفرص الاستثمارية، والدور الروسي في ملفات المنطقة، جميعها ملفات تعزز علاقة روسيا بدول الخليج، بحسب الخبراء الذين أكدوا أن الرسائل من الزيارة ليست مجرد سياسية، بل أنها تترجم تباعاً على الأرض من خلال الاتفاقيات وتوطيد العلاقات، وفعالية الدور الروسي في المنطقة، في ظل ما تسعى إليه إدارة بايدن بإحياء سيناريو “الفوضى الخلاقة”.

زيارة مهمة

زار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت، حيث التقى ملك البحرين وزملاء من دول شبه الجزيرة العربية ، فضلاً عن رؤساء المنظمات الدولية الإقليمية كمجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وقد تمت خلال الاجتماعات والمفاوضات مناقشة كافة القضايا المطروحة على جدول الأعمال العالمي.

وكانت الحرب الأوكرانية محور الجلسات واللقاءات كلها، خاصة ما يتعلق بالأمن الغذائي العالمي، حيث أشار لافروف إلى أن الجانب الروسي قد اتخذ إجراءات منذ أكثر من شهر لضمان التصدير الحر للحبوب الأوكرانية عن طريق السفن المحصورة الآن في الموانئ الأوكرانية، لكن هذا يتطلب من الممثلين الأوكرانيين تطهير المياه الساحلية الموجودة في البحر الإقليمي أوكرانيا، تم حلها، وقد جذب انتباه زملائنا الغربيين القلقين بشأن هذا الأمر لعدة أسابيع حتى الآن، ثم في أعالي البحار ستضمن البحرية الروسية مرور هذه السفن دون عوائق إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى وجهاتها التالية، موضحاً موقف موسكو بالتفصيل بعد محادثاته مع نظيره البحريني.

وأكد لافروف أن روسيا من جانبها بذلت كل ما هو ضروري لحل مشكلة الأمن الغذائي: “لكن الدول الغربية التي خلقت الكثير من المشاكل المصطنعة مع إغلاق موانئها أمام السفن الروسية، ومع قمع الحلول اللوجستية، بما يتعلق بالسلاسل المالية فبعد العقوبات لا يمكن الدفع مقابل هذه الشحنات، فلحل المشكلة القائمة يجب حل مشكلة العقوبات.

ملفات ساخنة

الملف السوري والإيراني والصراع العربي – الإسرائيلي ضمن الملفات التي باتت تتصدر الواجهة، خاصة في ظل التأكيد من أكثر من دولة على ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

قال وزير الخارجية الروسي، إن لافروف إن ما يعيق استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني “ظهرت بعض العقبات، ويرجع ذلك أساساً إلى موقف الولايات المتحدة التي تحاول التفاوض على شروط إضافية، وبالتالي تغيير الخطة الأصلية، وكذلك المحتوى الأصلي لخطة العمل المشتركية التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

الضخ التسليحي لأوكرانيا

وحول الإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا، أطلع لافروف نظرائه العرب على تفاصيل هذا الأمر، وقال، إن التصريحات الصاخبة من كييف، حيث يطالبون بالمزيد من إمدادات الأسلحة من الغرب، تثير تورط دول ثالثة في الأعمال العدائية.

ففي الاتحاد الأوروبي، وخاصة في الجزء الشمالي منه، هناك سياسيون مستعدون للذهاب إلى هذا الجنون من أجل إرضاء طموحاتهم، لكن الدول الجادة في الاتحاد الأوروبي بالطبع تدرك جيداً ورفض مثل هذه السيناريوهات”، بالإضافة إلى ذلك، سمعت موسكو “إشارات على التقييمات المعقولة فيما يتعلق بتزويد أوكرانيا بالأسلحة” من واشنطن.

العقوبات الغربية

تطرق لافروف أيضاً إلى مسألة العقوبات وخطورتها، وقال إن أوروبا بدأت تدرك ما ستؤدي إليه العقوبات في قطاع الطاقة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، حيث سيكون لهذا تأثير كبير، فعند تخفيض مشتريات موارد الطاقة من روسيا، ترتفع أسعار الطاقة العالمية، ونتيجة لذلك، روسيا تتلقى عائدات أكثر مما كانت عليه في العام الماضي، بالتالي، وبدأوا في محاولة معرفة ما يفعلونه وما هي عواقب هذه الإجراءات للحد من ذلك.

أخيراً، تم الاتفاق مع معظم الدول الخليجية التي تمت زيارتها، على زيادة التنسيق مع روسيا، ما يعكس أن هناك تطلعات شرق – أوسطية لزيادة التنسيق والتعاون بعد فقدان الثقة بالجانب الأمريكي، جراء بيع حلفائها في أول مطبات تواجههم.

مصدر الصورة: سبوتنيك.

موضوع ذا صلة: عوائق دخول أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي