مركز سيتا

بعد التوعد التركي بإطلاق عملية عسكرية مرتقبة في الشمال السوري، دقت قوات سوريا الديمقراطية – قسد ناقوس الخطر، وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، إن الغزو الوشيك للقوات التركية، سيؤدي إلى تقسيم سوريا، فضلاً عن حدوث أزمة إنسانية جديدة.

قلق كردي

الكرد الآن يشعرون بقلق بالغ من التهديدات القادمة من أنقرة، ليس خوفاً من مجابهتها، بقدر ما يكون هناك عملية مقايضة بينهم وبين دخول فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي – الناتو، فيكون انتهى دورهم وتخلت عنهم الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن الرواية التي يبررون بها قلقهم هي الخوف من حدوث نزوح جماعي جراء انطلاق العملية العسكرية التركية.

ويعول الكرد على المجتمع الدولي وكافة الأطراف المعنية وقف التصعيد العسكري ومنع المأساة، حيث حذر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية من أن زيادة الهجمات التي تشنها القوات التركية وميليشيات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة ستضعف انتباه الكرد إلى الخطر الذي يشكله تنظيم داعش، وشدد على أن “أي تصعيد للأعمال العدائية سيؤثر على الحملة العسكرية التي تقودها قسد والقوات الأمريكية ضد التنظيم.

الموقف التركي

لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً بشن عملية عسكرية على بلدتين في شمال سوريا تستهدف مقاتلين كرداً تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”، من جانبه حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنقرة من هجوم عسكري في سوريا قائلاً إنه سيعرض المنطقة للخطر.

وأكد أردوغان بالقول: “ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومتراً عند حدودنا الجنوبية، سننظف منبج وتل رفعت”، وكان قد أكد أردوغان في وقت سابق، من إن أنقرة لا تنتظر “إذناً” من الولايات المتحدة لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا، وأضاف “سنرى من الذي سيدعم هذه العمليات الأمنية المشروعة بقيادة تركيا ومن سيحاول معارضتها”، وفي ذلك مخالفة صريحة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في العام 2019.

وربما تستغل أنقرة انشغال روسيا في حربها الدائرة في أوكرانيا، لتحقيق مكسب إضافي لها، جراء رفضها إدانة روسيا ووقف شراء النفط والغاز الروسي، وهذا بعرف نظام المساومة الذي تبرع فيه تركيا، يبدو منطقياً في ضوء المستجدات الحالية.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا كانت قد نفذت في العام 2019 عملية “نبع السلام” في محافظتي الحسكة والرقة، وأوجدت منطقة أمنية بطول 30 كيلومتراً على طول الحدود التركية، ما دفع بالقوات الكردية الانسحاب من تلك المدن على خلفية القصف التركي الشديد، في سيناريو يبدو أنه سيتكرر في القريب العاجل.

الموقف السوري

في المعركة الأخيرة، سبق وأن تدخل الجيش السوري دفاعاً عن قسد ضد القوات التركية، وما إن هدأت المعارك حتى عاد التنظيم إلى حضن الولايات المتحدة وقواتها، متنكراً للدور السوري بعد تخلي القوات الأمريكية عن مساعدتهم، فمن المستبعد إن قامت المعركة المرتقبة التي أعلنت عنها تركيا، أن تتدخل سوريا فيها، في ضوء التلاعب الكردي الواضح بأبناء جلدتهم وإخوتهم في الوطن ما يعني إن لم ياخذ الكرد ضمانات من الولايات المتحدة ستكون المعركة حامية الوطيس.

من هنا، لطالما قال خبراء ومحللين إن الدور الكردي هو دور وظيفي وإن أرادوا لهم دوراً في سوريا الجديدة عليهم العودة إلى الحوار مع دمشق، لأن مسألة التخلي الأمريكي عنهم أمر قائم ومؤكد لكن في وقته، ولا يشكل الكرد أي ورقة رابحة للولايات المتحدة سوى موطئ قدم لإزعاج الروسي بالدرجة الأولى، لكن أن تقايضهم واشنطن بأنقرة فهذا من سابع المستحيلات، خاصة في ضوء ما يُخطط لأفغانستان لكن من بوابة المعارضة مع الإشارة إلى أن هناك تنسيق أمريكي – تركي – قطري في هذا الأمر لذلك سلمت الولايات المتحدة مفاتيح مطار كابول للدوحة وأنقرة.

مصدر الصورة: الميادين.

موضوع ذا صلة: ما هو سبب الحشد العسكري التركي في الشمال السوري؟