مركز سيتا

قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إن منح أوكرانيا وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي ليس متوقعاً الآن بسبب اعتراضات معظم الدول الأوروبية، لكن المفوضية الأوروبية تدرس إمكانية إجراء سريع.

خلفية الاعتراض

إن فكرة توسع الاتحاد الأوروبي مرفوضة في الوقت الحالي لأن ذلك يشكل أعباء مالية كبيرة على بروكسل، لانضمام بعض الدول الفقيرة كرومانيا وهنغاريا، والىن أوكرانيا تُعاني ظروفاً هي أشد وأقوى حتى لو انتهت الحرب، إن تكلمة النهوض بها ستكون مكلفة على عاتق دول الاتحاد، فألمانيا سابقاً قالت إن الأمر سيحتاج إلى بضعة سنوات، فيما رأت فرنسا أن الأمر قد يطول إلى أكثر من 10 سنوات، وهذا يعني أن الاتحاد وحّد رأيه لكن لا يريدون القول بشكل علني لكييف، ما كاد أن يسبب أزمة دبلوماسية مع كييف التي صرحت خارجيتها ورئيسها في أكثر من مناسبة عن القول علناً إما بالرفض أو القبول.

لكن الآن هناك حل آخر، وفقاً لإيطاليا التي إلى الآن وضعت خطتين لحل الأزمة الأوكرانية، روما تؤيد دخول أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي منذ البداية، بينما اعترضت جميع دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية على وضع مرشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، باستثناء إيطاليا، وهذا ما اعتبره دارجي مؤشراً حول إمكانية وضعها مرشح، لكن حتى هذا الأمر من الممكن أن يلقى اعتراضاً من بقية الدول الأخرى، فهناك دول قبل أوكرانيا بكثير مثل تركيا وصربيا وغيرهما، إلى الآن لم يتم قبول دخولهما إلى الاتحاد الأوروبي.

إجراء سريع

في الوقت الحالي تدرس المفوضية الأوروبية إدخال إجراء سريع، لكن وفقاً لرئيس الوزراء الإيطالي، هذا “مسار غير موجود حالياً، ولكن يمكن اقتراحه، حيث ستقوم المفوضية الأوروبية بإعداد تقرير حول هذا الموضوع.

كما أن قرار منح وضع المرشح لأوكرانيا يمكن اتخاذه في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في نهاية يونيو/ حزيران، ولكن رغم ذلك، أعرب العديد من البلدان وممثلي المفوضية الأوروبية عن شكوكهم بشأن هذه القضية، كما أعربت معظم الدول الأوروبيةعن دعمها لأوكرانيا، لكنها أشارت إلى وجوب استيفاء معايير قبول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهكذا، ضمن هذا الإطار، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق سنوات و”حتى عقود”.

وفي وقتٍ سابق، سلمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي استبياناً، وسيسمح استكماله للمفوضية بتقديم توصية إلى مجلس الاتحاد الأوروبي لبدء مناقشة مسألة بدء المفاوضات، بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن كييف أعادت الاستبيان المكتمل إلى بروكسل.

الجدير بالذكر أن توصية المفوضية الأوروبية لبدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هي الخطوة الأولى على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ومن ثم بعد ذلك، يجب أن تتفق الدولة مع المفاوضين الأوروبيين على مجموعة من الشروط، أو ما يسمى بفصول التفاوض، التي يجب أن تمتثل لها.

بالنتيجة، تفتقر أوكرانيا إلى المعايير المطلوبة بشكل كبير، ما يثبت ذلك أن تصرفاتها الأخيرة في الحرب إلى جانب موقفها المتبع مع الرئيس الأوكراني السابق بورشينكو الذي منعته من السفر مرتين، هذا الأمر وإن لم تتحدث به الدول الأوروبية علناً لكنه يعبر عن انتفاء أهم شرط من شروط العضوية، فضلاً عن يقين أوروبا بأن أوكرانيا هي الدولة الأولى عالمياً بالفساد حتى ما قبل الحرب، وهذا إن دل على شيء إنما يدل أن الدعم الغربي المقدم لكييف ليس إلا لتقويض روسيا، بعيداً عن أي مشاعر مرتبطة بأوكرانيا، في ضوء معاملة اللاجئين الأوكرانيين التي بدأت تتغير في عدد من الدول الأوروبية، لتكون مسألة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، مجرد حلم تعيشه كييف على خلفية الظروف المستجدة التي حدثت وما إن تنتهي سيُعلن عن الرفض بكل تأكيد.

مصدر الصورة: GETTY.

موضوع ذا صلة: أوكرانيا.. “معزاة البوزكاشي” الأفغانية في الصراع الأوراسي – الأطلسي