في خضم بداية المرحلة الجديدة والأساسية في الأزمة السورية، تأتي زيارة الرئيس بشار الأسد إلى سوتشي الروسية في توقيتين مهمين؛ التوقيت الأول، بعد الانتهاء من تنظيم داعش، كسيطرة جغرافية. أما توقيت الثاني، فقبل اجتماع القمة الثلاثة الروسية – الإيرانية – التركية.

وعن أبعاد تلك الزيارة، يقول الدكتور شاهر إسماعيل الشاهر، المستشار في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي لمركز سيتا، إنها:
1. أتت بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفائه والذي توج بتحرير مدينة البوكمال والقضاء نهائياً على تنظيم داعش الإرهابي. وهي الزيارة الثانية للرئيس الأسد منذ بدء الحرب في سورية حيث كانت الزيارة الأولى في أكتوبر 2015 والتي رسمت خارطة التحالف العسكري السوري الروسي لمحاربة الإرهاب. هذا التحالف الذي أثبت فعاليته وقدرته على تحقيق أهدافه.

2. لقاء للرئيس الأسد مع كبار المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع وهيئة الأركان الروسية وشكرهم على دورهم في المساعدة في مكافحة الإرهاب في سورية هو مؤشر لوضع تصور لنهاية العمليات العسكرية الروسية في سورية.

3. ترسم معالم عملية التسوية القادمة في سورية، حيث يسعى الرئيس بوتين لاطلاع الرئيس الأسد على تحضيرات القمة الثلاثية بشأن الأزمة السورية التي من المفترض أن تنطلق غداً الأربعاء، 22/11/2017، بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران. بإعتقادي، سيتم وضع أسس ومبادئ ومحددات الرؤية السورية للحل في هذه القمة. إضافة إطلاع الرئيس الأسد على آخر التجهيزات المتعلقة بمؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الذي من المفترض أن ينطلق في الثاني من الشهر القادم.

4. سعي من الرئيس بوتين للحصول على تفويض معين من قبل الرئيس الأسد لاطلاق العملية السياسية في سورية بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وتحت رعاية الأمم المتحدة.

5. هذه الزيارة تؤكد قناعة القيادة الروسية بأهمية ودور الحكومة السورية في عملية التسوية، وتعكس قناعة ورغبة وإرادة القيادة السورية بحل الأزمة السورية وعدم اغلاق الباب في وجه أي مبادرة بهذا الخصوص.

مصدر الصورة: بي بي سي