تدرك بعض الدول الأوروبية، التي اضطرت إلى دفع أسعار مرتفعة للغاز الطبيعي المسال الأمريكي (LNG)، أنها أصبحت ضحية لاستراتيجية واشنطن العالمية.
وتعتقد صحيفة “غلوبال تايمز” في الصين، أن الغاز الطبيعي المسال يكلف الأوروبيين أكثر من غاز خط الأنابيب من روسيا، فضلاً عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز أعربا عن استيائهما من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
استياء غربي
بالإضافة إلى ذلك، تستشهد الصحيفة بموقف وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لو مير، الذي قال إن الصراع في أوكرانيا لا ينبغي أن يؤدي إلى الهيمنة الاقتصادية الأمريكية وإضعاف الاتحاد الأوروبي.
ومع اقتراب أوروبا من شتاء قاسٍ مع ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم المرتفع والركود المحتمل، تشترك بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الرغبة في تحديد سقف أسعار جميع أنواع الغاز، وليس الكميات الصغيرة التي لا تزال تأتي من روسيا .
يشير جي تي إلى أن أوروبا تقف حالياً عند مفترق طرق: إما الاستمرار في اتباع الولايات المتحدة، أو منع واشنطن من الاستفادة من الوضع الحالي.
في وقت سابق، اتهمت صحيفة Huanqiu Shibao الولايات المتحدة بمحاولة الاستفادة من الأزمة الأوروبية، على وجه الخصوص، تضطر الشركات الأوروبية إلى تعديل هيكل أعمالها على خلفية الأزمة الأوكرانية، فهي تنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تكون تكاليف الإنتاج أقل.
في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، لفت الكاتب ويليام مولوني، في مقال له في صحيفة The Hill، الانتباه إلى الانقسام بين دول حلف شمال الأطلسي – الناتو، والذي يزداد مع نمو المشاكل الاقتصادية داخل دول الحلف.
لكن المؤكد أن الدول الغربية واجهت صعوبات ومشكلات اقتصادية في قطاع الطاقة بسبب سياسة العقوبات ضد الاتحاد الروسي، والتي تنص على تقليص الإمدادات من روسيا، وفي المستقبل، تم رفض استيراد موارد الطاقة الروسية.
هذا يقود إلى أن الاتحاد الأوروبي وقع الآن بين فكي كماشة، إما إنقاذ اقتصاده المهدد بشكل كبير، أو الاستمرار بتبعيته للولايات المتحدة التي تعمل بقوة لتدمير الاقتصاد الأوروبي وإضعافه صناعياً لتستحوذ على الاقتصاد العالمي من جميع جوانبه، في ضوء استمرارها إزعاج الصين من بوابة تايوان، وروسيا أصبح بديهياً أنها استثمرت الأزمة الأوكرانية بشكل كبير، لتفرض أكبر كم من العقوبات في العصر الحديث.
مصدر الصورة: غلوبال برس.
موضوع ذا صلة: أوروبا على حافة الكارثة.. والجزائر باتت وجهة الساسة الأوروبيين