مركز سيتا

يمارس الغرب ضغوطاً على أبو ظبي في مسائل التعاون التجاري مع موسكو، في ظل هذه الظروف، توازن الإمارات وتحافظ على علاقات مثمرة مع رجال الأعمال الروس، فكيف كانت زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إلى الشرق الأوسط وماذا نتج عنها؟

محطة مهمة

خلال لقائه نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، هذا العام للمرة الرابعة، كان الموضوع الرئيسي، بحسب وكالة أنباء الإمارات، هو تعزيز التعاون الثنائي، ومع ذلك، فإن الأجندة العالمية والشرق أوسطية لم تقف جانباً، وحتى قبل بدء الاجتماع، حدد الوزير الروسي أن المتحدثين سيتطرقون إلى الوضع في اليمن وليبيا وسوريا والصراع العربي الإسرائيلي.

وقال بوريس دولغوف الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن العلاقات بين روسيا والإمارات تتطور بشكل ديناميكي، وهذا، ملحوظ في عدد الزيارات، كما من المهم اعتبار أن الإمارات عرضت وساطتها في العلاقات بين موسكو وكييف، إلى جانب القرار في أوبك + الذي هو أيضاً إشارة إلى أن العلاقات بين روسيا والدول العربية تتطور بنجاح، وهذا، يعطي الأمل في أن هذه الدول، من الناحية السياسية، ستقيم بشكل موضوعي على الأقل تصرفات روسيا، وبناءً على ذلك، للتعبير عن موقف في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

الإمارات عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى عام 2023، وأكد الجانب الروسي كثيراً أن مواقف الدولتين بشأن معظم القضايا المطروحة على جدول الأعمال الدولي تتقارب.

ميزان المصالح

يوحد الاتحاد الروسي والإمارات العلاقات التجارية إلى أقصى حد، حيث يعتبر اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط (بعد المملكة العربية السعودية)، الناتج المحلي الإجمالي لهذا البلد، وفقاً للبنك الدولي لعام 2020، يتجاوز 350 مليار دولار.

إلا أن الغرب يضغط على الإمارات في مسائل التعاون التجاري مع الاتحاد الروسي، ومع ذلك، فإن أبو ظبي تعمل على تحقيق التوازن، وتحافظ على العلاقات مع الأعمال الروسية، الأمر الذي له تأثير إيجابي على اقتصادها.

كما أن “الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يضغطان على الهياكل المالية وحكومة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بمزيد من التعاون مع روسيا”.

العقبة اليوم أنه أصبح وضع فتح الحسابات الجارية اليوم أكثر تعقيداً – في عدد من البنوك ذات الجذور الإنكليزية أو الأمريكية، كما يكاد يكون من المستحيل على رجل أعمال من روسيا القيام بذلك، ومع ذلك، تسعى الإمارات إلى الحفاظ على استقلاليتها في صنع القرار السياسي، حيث ترى فوائد في تدفق الشركات والاستثمارات الروسية، وفي تدفق الموارد البشرية “الجيدة”.

فقط في الربع الأول من عام 2022، وصل نمو اقتصاد الإمارات إلى 8.2٪ – وهذا أفضل مؤشر منذ 11 عاماً، كان أحد الأسباب هو تطوير القطاع غير الأساسي للاقتصاد، بما في ذلك بسبب نشاط الأعمال التجارية الروسية في الإمارات العربية المتحدة، لذلك، الإمارات ستوازن، للحفاظ على العلاقات مع كل من أمريكا وروسيا، ووضع المصالح التجارية لدولتهم أولاً، وهذا هو المنطق الطبيعي للسياسة التي تنتهجها حكومة أبو ظبي.

أظهرت المنطقة أيضاً هذا النهج في اجتماع أوبك + في 5 أكتوبر/ تشرين الأول واتفق المشاركون على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً اعتباراً من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مما تسبب في استياء في واشنطن.

وتجدر الإشارة إلى أنه في نهاية عام 2021، ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات بنسبة 64.5٪ مقارنة بعام 2020 – 5.36 مليار دولار، وبذلك أصبحت الإمارات رائدة شركاء روسيا التجاريين في العالم العربي، وفي الأشهر السبعة الأولى من عام 2022، اقترب حجم التجارة المتبادلة من 3 مليارات دولار.

بالمحصلة، مع الإمارات، لدى الاتحاد الروسي نقاط تقارب معينة، على سبيل المثال، قرار أوبك + والرغبة التقليدية للنخب السياسية العربية في الحفاظ على العلاقات مع موسكو كميزان للعلاقات مع واشنطن، لكن من الصعب التكهن وتحديد المدة التي سيستمر فيها هذا، الجميل أن معظم الدول الشرق أوسطية حافظت على موقف الحيادة من الصراع الروسي – الأوكراني، وتحل كل دولة في الشرق الأوسط قضايا التعاون مع روسيا بناءً على مصالحها الخاصة.

مصدر الصور: رويترز – ريا نوفوستي.

موضوع ذا صلة: دبلوماسية “أبناء زايد”.. هل تنجح الإمارات بضبط إيقاع المنطقة؟