هناك تصور عالمي بأن قيادة الحزب الشيوعي تملي أجندة السياسة الخارجية للبلاد، في الواقع فإن صنع القرار السياسي داخل الصين مدفوع بمجموعة من المصالح ويتشكل من قبل مختلف أصحاب المصلحة .

فبالإضافة إلى الحزب الشيوعي هناك جهات فردية فاعلة في صياغة السياسة الخارجية للصين، وعملية التنفيذ تغطي هذه الجهات الفاعلة مجالات الدولة الإقتصادية والأمنية والقوة الناعمة، يعني مثل هذه القرارات غالباً تكون نتيجة البحث عن أوسع توافق في الآراء بين عدد لا يحصى من الجهات الفاعلة.

غالباً ما يتم التعامل مع الصين ككيان واحد وموحد هذا التقييم معيب لأنه يتجاهل المساومة التي تتم بين مختلف الجهات الفاعلة اثناء تخطيط السياسة وتنفيذها.

وتماشياً مع الإتساع والعمق المتزايد لأجندة السياسة الخارجية لبكين وسع صانعوا السياسة الصينيون تفكيرهم إلى ما هو أبعد من الفهم الجيوسياسي للشؤون الخارجية، وبالتالي فإن العديد من مؤسسات الحكومة المركزية المتخصصة في السياسات الإقتصادية والصناعة المحلية تشارك الآن في وضع أجندة السياسة الخارجية .

أصحاب المصلحة الرئيسيون الاخرون في صياغة السياسة الخارجية الصينية هم الشركات المملوكة للدولة ،الخاضعة للسيطرة المركزية والتي تتراوح مشاركتها في السياسة الخارجية من استثمارات مبادرة حزام الطريق إلى الأنشطة الإستفزازية في بحر الصين الجنوبي. حيث يقوم العديد من أصحاب المصلحة بتشكيل النتائج عبر مجالات السياسة المختلفة.

أولاً، الحزب الشيوعي ومؤسسات الحكومة المركزية:

إن الحزب الشيوعي الصيني حاضر في كل مكان في صنع القرار عبر الجهاز السياسي في الصين، يقدم مجلس الدولة و اللجنة الدائمة المكونة من 7 أعضاء للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني نظرة عامة استراتيجية وأهداف السياسة طويلة المدى للشؤون الخارجية، ومع ذلك فإن تدابير السياسة الفردية تقع إلى حظ كبير ضمن اختصاص مختلف مؤسسات الحكومة المركزية والشركات المملوكة للدولة والحكومات على مستوى المقاطعات .

أصبح نهج الصين تجاه السياسة الخارجية تعددياً بشكل متزايد بعد عودة دنغ تشياو تشينغ إلى الظهور كزعيم رئيسي للبلاد عام 1978 أدخلت إدارة دينغ إصلاحات إقتصادية بارزة أدت إلى اللامركزية لديها ملكية كاملة لصنع القرار في الشؤون الخارجية في السعي لتحقيق تأثير سياسي أكبر يستخدم أصحاب المصلحة هؤلاء خبراتهم ومواردهم للوصول إلى المكتب السياسي يظل السعي إلى توافق في الآراء احد السمات الرئيسية لصنع القرار عبر القيادة العليا للحزب الشيوعي الصيني وكذلك بين المؤسسات الحكومية .

لطالما لاعبت مجموعات المصالح الخاصة دوراً حاسماً في صنع القرار، فهم يقدمون مدخلات ذات صلة ووجهة نظرا أكثر تخصصاً في جميع المجالات السياسية التي تتراوح من اصلاح الاراضي إلى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تتكون هذه المجموعات من مؤسسات الحكومة المركزية والشركات المملوكة للدولة، غالباً ما تكون نتائج السياسة في الصين نتيجة البيروقراطيات المركزية والحكومات على مستوى المقاطعات .

الشركات المملوكة للدولة ومجموعات الفكرية المستقلة

تشكل الوزارات المتعددة أجندة السياسة سبب القدرة المحدودة لقيادة الحزب ليس الوقت ولا الخبرة لإصدار أحكام سريعة بشأن مجموعة من قضايا الشؤون الخارجية .

تجتمع قيادة الحزب ولجنة الشؤون الخارجية المركزية للحزب الشيوعي الصيني برئاسة الدبلوماسي المخضرم “يانغ جيه تشي”، بشكل دوري ولا يكاد يحل كل بند من بنود جدول الأعمال وبهذه الطريقة تمنح المؤسسات الحكومية ذات الصلة فرصاً أكبر وقنوات أكثر لتشكيل أولويات الشؤون الخارجية للصين.

فمنذ أن أصبحت الصين لاعباً رئيسيا على المسرح العالمي، تتطلب عمليه صنع القرار في السياسة الخارجية الآن المزيد من الوقت والخبرة مما كان مطلوباً في الماضي، نتيجة لذلك شهدت أجندة السياسة الخارجية للصين تحولا كبيرا في القوة المؤسسية من الوزارات التي تقودها الدبلوماسية التقليدية ألى الوحدات المتخصصة ، في حين أن الشؤون الخارجية ليست بالضرورة من اختصاص معظم المؤسسات الحكومية المتخصصة إلا أنها لا تزال قادرة على التأثير على أجندة السياسة الخارجية لبكين وينطبق الشيء نفسه على الشركات الصينية المملوكة للدولة والتي غالبا ما ينظر اليها على أنها أدوات لتعزيز طموح بكين الجيوستراتيجي. عندما تعتقد الشركات المملوكة للدولة أن مصالحها التجارية تتعرض للخطر بسبب السياسات الحكومية تنشأ الصراعات والخلافات.

في الحقبة الماوية لم يكن القادة الصينيون بحاجة إلى مشورة الساسة الخارجية بسبب مشاركة الصين المحدودة في المجتمع الدولي والنمط الأيديولوجي والشخصي من الأعلى إلى الأسفل في صنع القرار في ظل ماوتسي تونغ، كان إطلاق سياسة الإصلاح والإنفتاح التي اتبعها دنغ شاو بينغ في أواخر السبعينيات بمثابة بداية لعملية التحول التدريجي في السياسة الخارجية الصينية من الأيديولوجيا إلى براغماتية ومن الإقصاء الذاتي إلى المزيد من المشاركة والمشاركة الفعالة في الشؤون الدولية .

وظهرت مجموعات فكرية مستقلة انقطاع الاقتصادي في الصين توفر مدخلات مبتكرة في صنع القرار بشأن القضايا الإقتصادية، لا توجد مجموعات فكرية مستقله حقا تجري أبحاثا حول قضايا السياسة ولها تأثير كبير على التفكير والسياسات الحكومية .

المنظمات البحثية

هي الأكثر تأثيراً في السياسة الخارجية هي تلك التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحكومة والجيش والحزب يرجع ذلك جزئياً إلى أنها تتمتع بقنوات مرخصة موثوقة لنقل نصائحها الى القيادة العليا ومع ذلك هناك تطور جديد ومهم يتمثل في أن الباحثين الجامعيين الذين ليسوا جزءا من النظام الحكومي أكبر تقديم تحليلات وتوصيات سياسية المسؤولين والقادة .

معاهد أبحاث السياسة الخارجية الصينية

حيث أن لديها فرص أكبر من المؤسسات البحثية الأكاديمية والجامعية للمساهمة والمشاركة في عملية صنع السياسات كما أيضاً بإمكانية الوصول إلى للوثائق الداخلية والاستخبارات.

المراجع :

1/Yu jie and Lucy ridout ,Who decides China’s foreign policy?,Asia-pacific programme,(November 2021).
/Who decides China’s foreign policy ?in Https://www.chatthanhous .org

مصدر الصور: أرشيف سيتا + رويترز.

موضوع ذا صلة: رسائل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي.. للصين والعالم

بختة نعمة

باحثة في العلاقات الدولية – الجزائر