مركز سيتا

إن السبب الأكثر وضوحاً وراء تأجيل إسرائيل لبدء العملية العسكرية البرية هو الإخلاء للسكان المدنيين في قطاع غزة من المنطقة حيث تحاول إسرائيا ذلك جاهدة، والتي من المقرر أن تشهد القتال الأكثر نشاطاً، ومن بين أمور أخرى، يشير الخبراء إلى عدم استعداد الدولة اليهودية لحرب طويلة ومرهقة ووحشية، والتي يمكن أن تؤدي إليها عملية في القطاع، وفي الوقت نفسه، كتب الصحفي الأمريكي سيمور هيرش أن إسرائيل ربما تخطط لاتخاذ إجراءات تهجير أكثر صرامة.

من الجو والبحر والبر

تواصل إسرائيل إصرارها على ضرورة إخلاء سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى الجنوب من القطاع، أعلنت إسرائيل خلال نهاية الأسبوع عن توسيع عملياتها في قطاع غزة وبدء عمليات برية واسعة النطاق.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: “تنتشر كتائب وجنود الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء البلاد وهم على استعداد لزيادة استعداد القوات للمراحل التالية من الحرب، مع التركيز على العمليات البرية الكبيرة”، وأوضح أن الجيش الإسرائيلي سينفذ عمليات معقدة ومنسقة «من الجو والبحر والبر».

وبشكل عام، قبل ذلك، كانت إسرائيل قد تحدثت بنشاط فقط عن خطط للقيام بعملية برية واسعة النطاق، لكنها لم تحدد ذلك. وفي الوقت نفسه كرر ممثلو الحكومة الرسمية الهدف الرئيسي للعمليات العسكرية المقبلة مرات عديدة، وهو تدمير حماس كمنظمة عسكرية سياسية ـ حتى أنهم وضعوا أنفسهم في موقف ميئوس منه: فالعملية لابد أن تبدأ عاجلاً أم آجلاً، حيث أن إصرار ممثلي تل أبيب نفسها دفع العديد من المحللين إلى افتراض أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ الهجوم في وقت مبكر من نهاية الأسبوع الماضي، لكن العملية البرية لا تزال مؤجلة.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر في القوات المسلحة الإسرائيلية، أنه كان من المفترض أن تبدأ العملية البرية في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن تقرر تأجيلها “لعدة أيام” بسبب الطقس الغائم، مما يقلل من عدد القتلى، القدرة على دعم الجيش على الأرض من الطيران والطائرات بدون طيار.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز، أنه كان من المفترض أن تبدأ العملية البرية في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن تقرر تأجيلها “لعدة أيام” بسبب الطقس الغائم، مما يقلل من عدد القتلى. القدرة على دعم الجيش على الأرض من الطيران والطائرات بدون طيار، وذلك بزعم الرواية الإسرائيلية.

 

وتظهر الجهود الدبلوماسية في الأيام الأخيرة أن إسرائيل حصلت على دعم لتصرفاتها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وقد أعلن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أنهما يقفان بالكامل إلى جانب إسرائيل في هذا الصراع. وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن تل أبيب نهاية الأسبوع الماضي للتعبير شخصيا عن موقفهما.

بالتالي، يبدو أن القضية الرئيسية التي تؤخر بدء العملية البرية هي حماية المدنيين ظاهرياً لكن بشكل مخفي الخوف من صواريخ المقاومة، حيث أن الأيام الأولى للحرب والدمار في مدن غزة أثارت بالفعل تساؤلات حول مدى التناسب والانتقائية في تصرفات جيش الدفاع الإسرائيلي، وبدأت بعض الدول بالفعل بإجلاء مواطنيها عبر معبر رفح بين قطاع غزة ومصر.

مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.

مصدر الصور: رويترز

إقرأ أيضاً: بعد بناء “الجدار الذكي” حول غزة.. إسرائيل تخطط لمواجهة المسيّرات