مركز سيتا

استضافت أستانا قمة الذكرى السنوية العاشرة لمنظمة الدول التركية تحت شعار “الحضارة التركية”، وناقش رؤساء دول المشاركين في الاجتماع القضايا الرئيسية للاقتصاد والتجارة والنقل والجمارك، وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يلعب دوراً خاصاً في اللقاء، وأدلى رئيس الوزراء المجري بدوره بتصريح غير متوقع.

حول غزة

اليوم، أصبح المدنيون في قطاع غزة، وخاصة الأطفال وكبار السن، ضحايا المواجهة، والمهمة الرئيسية هي ضمان سلامتهم، وقال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف في قمة منظمة الدول التركية التي تضم أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وتركيا وأوزبكستان مع تركمانستان وأوزبكستان والمجر بصفة مراقبين: “في هذا الصدد، قررت تقديم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني بمبلغ مليون دولار”.

بدوره، قال رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، إن طشقند تدعم حق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته الخاصة، وأعلن عن قرار بتخصيص 1.5 مليون دولار لمساعدة سكان قطاع غزة، وقال: “إن الاشتباكات المسلحة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين، وأشار إلى أن الأطفال والنساء يموتون، ويفقد الناس المأوى فوق رؤوسهم ويضطرون إلى مغادرة منازلهم.”

وفي اجتماع أستانا، تم إيلاء الكثير من الاهتمام للوضع في غزة، وعلى وجه الخصوص، أدان توكاييف حل المشاكل من خلال العنف والهجمات الإرهابية، ودعا إلى احترام سيادة الدول وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معلناً الحاجة إلى الارتقاء بالتفاعل السياسي والاقتصادي والثقافي إلى مستوى جديد.

ودعا وزير الخارجية الكازاخستاني مراد نورتليو إلى فتح ممرات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة، وقد تم التركيز بشكل خاص على خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتطرق إلى العديد من المواضيع: من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة إلى أهمية إرساء الاستقرار في أفغانستان، مشيراً إلى أن أهم قوة لدينا في مكافحة التحديات العالمية هي وحدة وتضامن العالم التركي، وقال الرئيس التركي: “إننا نرى الحقيقة في الأحداث التي نواجهها مؤخراً”.

وأضاف أردوغان، أن “مأساة إنسانية غير مسبوقة تتكشف حاليا في فلسطين”، “إن الجرائم ضد الإنسانية تُرتكب في قطاع غزة منذ 28 يوماً بالضبط، لقد اتخذنا موقفاً إنسانياً مبدئياً منذ بداية هذه الأزمة”. وقال أردوغان إن أولويتنا هي التوصل بسرعة إلى وقف إنساني لإطلاق النار، وأضاف أن “وحدة موقف الدول المشاركة في التوقيت العالمي ينبغي أن تصبح مثالاً للدول الأخرى”.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي جمع بين زيارة رسمية إلى كازاخستان والمشاركة في القمة، في محادثة مع توكاييف إلى أنه “من الجيد دائماً العودة إلى الوطن”، وأضاف أيضاً أن المجريين وكازاخستان لديهما آلاف السنين من الجذور المشتركة.

على وجه الخصوص، أعربوا عن تقديرهم الكبير لحالة العلاقات الثنائية بين الدول، وشددوا أيضاً على أهمية مواصلة التعاون، بما في ذلك في إطار مكتب التجارة الخارجية.

وفي حديثه في القمة، أولى أوربان اهتماماً أكبر لما يحدث في الاتحاد الأوروبي وليس في الشرق الأوسط، وذكر أن أوروبا تحتاج إلى نظام أمني جديد يكون مقبولاً لكل من روسيا وأوكرانيا، وأيضاً “يجب أن يشمل تركيا”.

وأشار إلى أن حسابات الزعماء الأوروبيين بأن روسيا ستهزم في الصراع الأوكراني “لا أساس لها من الصحة”، وبحسب السياسي، فإن أوروبا بحاجة إلى استراتيجية مختلفة، وأضاف أن زعماء الاتحاد الأوروبي يريدون أن تواصل أوكرانيا القتال وسيتم تزويدها بالتمويل والأسلحة. ومن وجهة نظر أوربان، فإن مثل هذه الاستراتيجية “لا يمكن الدفاع عنها”.

التفاعل الاقتصادي

كنتيجة لهذا الاجتماع، وقع زعماء الدول الأعضاء في القمة على 12 وثيقة، بما في ذلك قانون أستانا والإعلان، وشددت القمة بشكل خاص على ضرورة وأهمية التكامل الاقتصادي، وفقاً للأمين العام لـ القمة كوبانيشبيك أومورالييف، فقد وصل حجم التجارة بين الدول التركية إلى 42 مليار دولار سنوياً.

ووفقاً له، ومنذ إنشاء المنظمة، “زاد عدد مجالات التعاون” في إطارها بشكل ملحوظ، “وعلى مدى العامين الماضيين وصل إلى 30 مجالاً للتفاعل”، وترتبط إنجازات المنظمة بالتنفيذ الناجح لمبادرات قادة الدول الأعضاء في الرابطة.

على وجه الخصوص، منذ عام 2015، تم اعتبار مجالات مثل الاستثمار والخدمات اللوجستية والنقل والاتصالات وقطاع الطاقة بمثابة “محركات للتنمية الاقتصادية” للمنظمة، وأضاف أومورالييف أن الدول المشاركة بحاجة إلى تنفيذ مشاريع تجارية مشتركة. على وجه الخصوص، نحن نتحدث عن زيادة المساحة المواتية الشاملة للتجارة في الخدمات والسلع وحركة رأس المال، وكذلك لتطوير البنية التحتية للنقل والمراكز اللوجستية.

أما بالنسبة لتركيا فهي تحاول أن تأخذ دور زعيمة العالم التركي، وتصريحات السياسيين وتشكيل صورة الوريث لجميع التشكيلات التركية (وليس فقط) التي كانت موجودة في التاريخ تشهد بوضوح على ذلك. ومن خلال تطوير منظمة الدول التركية، وإنشاء مؤسسات مختلفة فيها (على سبيل المثال، إنشاء صندوق استثمار تركي)، تسعى أنقرة إلى أن تصبح رئيسة عمليات التكامل في المنطقة.

بالتالي، إن إخفاقات أنقرة في مجالات أخرى من السياسة الخارجية حددت إلى حد كبير أهمية الاتجاه التركي للسياسة بالنسبة لتركيا، وأصبح من الواضح أن أنقرة لن تكون قادرة على تنفيذ استراتيجية إنشاء نظام فرعي خاص بها للعلاقات الدولية سواء في الشرق الأوسط أو في البلقان.

بالنتيجة، إن دول آسيا الوسطى الأعضاء في المنظمة التركية ترتبط اقتصادياً ارتباطاً وثيقاً بالقوى الأخرى، ولا سيما روسيا، وأنقرة ليس لديها الفرصة للتنافس في هذا الصدد مع روسيا أو الصين في تطوير العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول، بما في ذلك في سياق التعاون الاستثماري.

مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.

مصدر الصور: رويترز.

إقرأ أيضاً: فن المتغيرات الدولية والإقليمية.. تركيا إنموذجاً