اعداد: يارا انبيعة
بعد المناورات التي قامت بها كل من روسيا ومصر، في العام 2016 بمصر والعام 2017 في روسيا بإقليم كراسنودارالروسي والتي حملت عنوان “حماة الصداقة”، أعلن مسؤول عسكري روسي، أن القوات المظلية الروسية ستجري، العام 2018، مناورات مع نظيرتها المصرية، دون ذكر موعد دقيق لتلك المناورات.
جاء الاعلان بعد أيام من توقيع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوماً لاستئناف الرحلات الجوية المدنية المنتظمة بين موسكو والقاهرة بعد انقطاع دام عامين.
الرحلات الروسية للقاهرة كانت قد توقفت إثر تحطم طائرسياحاً روس، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد وقت قصير من إقلاعها فوق شبه جزيرة سيناء، ومقتل كل من كان على متنها وعددهم 224 من الركاب اضافة الى أفراد الطاقم.
مناورات جديدة على أراضٍ مصرية
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها العقيد أليكسي سغيبنيف، رئيس إدراة التنظيم والتخطيط لعمليات حفظ السلام في قوات المظلات الروسية، اذ قال “تمت دعوتنا لإجراء مناورات على أراضي مصر العام الجاري (2018)”، مشيراً إلى أنه تم تحديد المدة الزمنية والتاريخ لهذه المناورات وأن الاستعدادات بدأت بالفعل منذ ديسمبر/كانون الأول 2017.
تشير بعض المعلومات بأن هذه المناورات ستتركز على عمليات الإنزال المشترك، وتنفيذ مهام الاستطلاع، واقتحام المدن، وتمارين الهبوط والسيطرة على الممرات الجبلية، وايضاً تدريب الطيارين المصريين على المقاتلات الروسية، وغيرها من المهام العسكرية، وقد أشارت وزارة الدفاع الروسية سابقاً إلى أن الجانبين المصري والروسي اتفقا على موعد محدد للمناورات المشتركة بالتزامن مع زيارة للأماكن التي ستقام فيها هذه التدريبات.
مناورات مشتركة في ظل توتر مصري – اميركي
تأتي تصريحات العقيد سجيبنيف وسط توتر العلاقات المصرية – الأمريكية، في ظل التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي لمصر وقرار الرئيس دونالد ترامب حول القدس المثير للجدل. في المقابل، ان العلاقات بين مصر وروسيا في نمو بشكل متزايد، فالتعاون العسكري بين مصر وروسيا من شأنه تعزيز القدرات العسكرية للجيش المصري، خاصة في ظل الصفقات العسكرية الكبيرة التي تبرمها كل من موسكو والقاهرة، لاسيما وان العلاقات المشتركة، في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تشهد تقارباً ملحوظاً في المواقف حيال ملفات المنطقة لا سيما الملف السوري.
الى ذلك، منحت السلطات المصرية روسيا الهق في فتح جميع مطاراتها أمام الطيران الحربي الروسي، في أي وقت لتنفيذ طلعات جوية او تتبع اهداف عسكرية، مع معاملة مصر بالمثل، وهو الأمر الذي وصفه خبراء بأنه “ذر للرماد” في العيون، إذ إن الطيران الحربي المصري ليس في استطاعته الوصول للقواعد العسكرية في روسيا، كما أنه ليس لمصر أية مصالح في محيط روسيا، بينما لروسيا أهداف عسكرية في عدد من دول الشرق الاوسط مثل ليبيا وسوريا.
اضافة الى ما سبق، تفيد بعض المصادر الصحفية الى ان روسيا تجري محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة “سيدي براني” شمال غرب مصر.
“خمسة عشر” مقاتلة روسية الى القاهرة
حصل الجيش المصري على 15 مقاتلة روسية، صنعتهم روسيا من أجل التصدير للخارج خلال عام 2017، من طراز “ميغ – 29 إم” و”ميغ – 29 إم/2″. ويضيف تقرير موقع “لينتا.رو” أن القوات الجوية الروسية حصلت على 43 مقاتلة في عام 2017، بينما صنعت روسيا للتصدير إلى الخارج 33 مقاتلة، بينها 15 التي بيعت لمصر.
اصبحت مناورات “حماة الصداقة” تتم بشكل دوري، منذ العام 2016، فالقاهرة تصب اهتمامها بشكل كبير على القوات الجوية، والروس لديهم افضل التتيكات في هذا المجال، كما أن قوتهم المحمولة جواً اصبحت تعادل جيوشاً كاملة، بحيث يمكن ان تتوسع المناورات المصرية – الروسية الى قطاعات اللبحر والجو والبر.
مصر بوابة افريقيا
يعتبر موقع مصر من اهم المواقع الاستراتيجية، في الشرق الاوسط حيث انها تتوسط قارات ثلاث، ولروسيا مصالح مهمة في هذه المنطقة، لا سيما بعد الازمة السورية وحسم مسألة التواجد العسكري الدائم في المتوسط هذه المنطقة الحساسة من العالم، وهي تزداد بشكل متنامي. فلقد سبق لروسيا ان استأجرت من مصر مناطق عدة على ضفاف قناة السويس الجديدة، كما انها تتباحث مع السودان من اجل وضع موطئ قدم عسكري لها على البحر الاحمر، وهو الذي يثد اهم البحار العالمية لجهة الامن، أمن الطاقة بالتحديد، وطريقاً حيوياً للتجارة العالمية.
يبدو ان روسيا بدأت بالتواجد العسكري الفعلي في افريقيا، التي تنبئ بصراع عالمي مستقبلي عليها لما فيها من خيرات وثروات بدأ العديد منها يتكشف.
مصدر الاخبار: وكالات
مصدر الصور: SDArabia – سبوتنيك – سي ان ان عربية