خاص “سيتا”

علوان أمين الدين*

ان الدخول “النووي” الروسي على الساحة الايرانية كان سبباً هاماً في حماية ايران، وانجاز هذا الملف، بالرغم من الموقف الاميركي المستجد منه، مما فتح الباب ايضاً على التعاون الدفاعي، صفقة صواريخ “إس.300″، وانشاء تفاهمات عسكرية اقليمية تصب في مصلحة الطرفين، مثال الازمة السورية.

في ذات الاتجاه، أعلن المكتب الصحفي لشركة “روس آتوم” الروسية، أن روسيا والسودان، وقعتا اتفاقية حول تطوير مشروع لإنشاء محطة كهروذرية على الأراضي السودانية، حيث وقع الاتفاقية عن الجانب الروسي، شركة “روس آتوم أوفرسيز” التابعة لـ “روس آتوم”، وعن الجانب السوداني، وزارة الموارد المائية والري والكهرباء.(1)

ترافق هذا الامر مع دعوة الرئيس السوداني، عمر البشير، روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية على ضفاف البحر الاحمر، خلاله زيارته الى موسكو، مبرراً ذلك بمسألة تدخل الولايات المتحدة في سياسة المنطقة، ومشيراً إلى أن انفصال جنوب السودان، في العام 2011، كان نتيجة لسياسة واشنطن، اضافة الى التدخل الأمريكي في وضعية البحر الأحمر ككل.(2)

هذه المقدمة البسيطة تأخذنا الى حصر الحديث عن سياسة روسيا في البحر المتوسط عبر الطاقة بأنواعها، النفط والغاز والمحطات الكهروذرية، الذي يعتبر ملتقى القارات الثلاث ومن اهم المناطق البحرية الحيوية في العالم.

“إمساك” العصب التركي

تعتبر الطاقة عصب الحياة الاقتصادية لا سيما اذ تم النظر الى الامر من ناحية الانتاج، بالاضافة الى موضوع توافر المواد الخام. فإن احد اسباب منافسة السلع المنتجة من قبل الدول الاوروبية يكمن في كلفة الانتاج العالية التي ترافق هذه العملية، ومن بينها على سبيل المثال كلفة الطاقة الكهربائية المرتفعة.

من هنا، وقعت تركيا وروسيا اتفاقاً ثنائياً لبناء خط أنابيب نقل الغاز “ترك ستريم”، او ما سمي بـ “السيل الازرق”، الذي سيمر عبر البحر الأسود الذي ينقسم الى فرعين؛ الاول، الى تركيا اما الثاني فإلى اوروبا. في هذا المجال، قال ألكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة “غاز بروم” الروسية، إن الاتفاق يمهد لبناء خطي أنابيب عبر البحر الأسود، موضحاً أنه من المقرر أن تكون قدرة الضخ السنوية لكل خط 15.75 مليار متر مكعب من الغاز، مما يعني ضخ أكثر من 31 مليار متر مكعب. وأشار ميلر إلى أن الاتفاقية تهدف إلى بناء الخطين بحلول العام 2019. وكان بوتين قد كشف عن هذا المشروع الإستراتيجي، نهاية العام 2014، عندما تخلت روسيا عن مشروع “ساوث ستريم” الذي يمر عبر بلغاريا، اضافة الى المشاكل التي قد تواجهها في الخط الذي يمر عبر اوكرانيا بعد تفجر الأزمة فيها.(3)

الى ذلك، أعلنت شركة “غاز بروم” زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى تركيا في الثلث الأول من العام 2017، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016. وذكرت الشركة الروسية في بيانها أن كمية الغاز المصدرة إلى تركيا، بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2017، زادت بنسبة 22.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016. ولفتت إلى أن الشركة زادت إجمالي إنتاجها من الغاز الطبيعي في الأشهر الخمسة الأولى بنسبة 15.7%، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016، ليبلغ إنتاجها 198.5 مليار متر مكعب من الغاز. وأكدت ارتفاع إجمالي صادرات الشركة بنسبة 13.3% ليصل إلى 81.2 مليار متر مكعب مقارنة بالأشهر الخمسة من العام 2016.(4)

اضافة الى مشاريع الغاز، أوعز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ببدء إنشاء مشروع محطة “أكويو” النووية في تركيا، من قبل شركة “روس آتوم” الروسية، بناء على اتفاق حكومي سابق بشأن التعاون في بناء وتشغيل المحطة التي تقع بالقرب من مدينة “مرسين”، على البحر المتوسط، جنوبي تركيا.(5)

هذا المشروع، يعتبر الأول من نوعه في تركيا، ويتضمن بناء 4 مفاعلات تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل واحد منها 1200 ميغاواط، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 20 مليار دولار. وستوفر محطة “أكويو” استيراد غاز طبيعي خلال السنوات العشر القادمة بقيمة 14 مليار دولار.(6)

سوريا “في الجيب”

في العام 2013، منح نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، روسيا امتياز التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، التي يعتقد أنها تضم واحداً من أكبر الاحتياطات في البحر الأبيض المتوسط، ويمتد العقد على مدى 25 عاماً، بتمويل روسي. كما نقلت بعض المعلومات عن مدير المؤسسة السورية العامة للنفط، علي عباس، ان العقد “هو الأول الذي يبرم للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية السورية”، مشيراً الى ان “التمويل من روسيا، لكن اذا اكتشف النفط أو الغاز بكميات تجارية، ستسترد موسكو النفقات من الانتاج”.(7)

وعن هذه الخطوة، اكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن وزارة النفط والثروة المعدنية وقعت مع شركة “سيوزنفتا غاز إيست ميد” الروسية عقد “عمريت” البحري للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في المياه الإقليمية السورية في “البلوك 2″، ويتضمن التنقيب عن البترول بين جنوب شاطئ طرطوس حتى مدينة بانياس وبعمق 70 كيلومتراً طولاً، ومتوسط عرض 30 كيلومتراً.(8)

الى ذلك، يقول الدكتور حيان سلمان، معاون وزير الكهرباء السوري والخبير في الاقتصاد السياسي، ان “ما طرحته انا في عدة ندوات اقتصادية وهو عند المرور بظرف غير طبيعي نكون بحاجة إلى إجراءات غير طبيعية. فالدول التي امتزج دم أبنائها مع الدم السوري، يجب أن يكون لهم مزايا بالشكل الطبيعي، وفي مقدمتهم إيران وروسيا، وبالتالي هناك عقود تكون بالتراضي مع هذه الدول ونقولها بصراحها يجب أن تفضل على غيرها من الشركات لأن هؤلاء لم يتعاملوا مع سوريا تعاملاً نقدياً واقتصادياً، أو ربح وخسارة، وإنما تعاملوا على مبدأ رابح – رابح وعلى مبدأ ان ما تحتاجه سوريا يسعون لتأمينه حتى على حساب مواطنيهم.”(9)

في هذا الشأن، يرى الكاتب الاميركي سايمون هاندرسون انه “على الرغم من أن مشاركة موسكو في أنشطة الطاقة البحرية السورية تأتي ظاهرياً ضمن إطارات فنية وتجارية، إلا أنه لن ينظر إليها على أنها حسنة النية. وسوف تلبي هذه الأنشطة مصلحة أصيلة لروسيا”، مضيفاً “إن اكتشافات الغاز الطبيعي في شرقي البحر الأبيض المتوسط، والتي تعد كبيرة من المنظور الإقليمي رغم كونها صغيرة من المنظور الدولي، لا تزال قادرة على تقويض الوضع المهيمن لروسيا كمورد للغاز الطبيعي إلى غرب أوروبا.”(10)

في تكملة لما سبق، يقول سمير رمان، الخبير الاقتصادي، أن احد اسباب استثمار روسيا للطاقة في سوريا ناتج عن الكلفة الكبيرة للوجود الروسي فيها حيث تشير تقديريات حزب “يابلوكو” الروسي المعارض، بحسب الكاتب، بأن هذه التكلفة قد وصلت الى 140 مليار روبل، أي نحو 2.4 مليار دولار. ويضيف الخبير رمان انه وبـ “حسب الخبراء السوريون، فقد وضعت روسيا يدها على النفط والغاز في المنطقة الوسطى (ريف حمص وسط البلاد) وهي الأغنى بالغاز، لكنها لا تقارن بنفط حقول شمال شرق سورية التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة والمغطاة أميركياً. كما أن روسيا سيطرت على حقول جحار والمهر وجزل، وتسعى للتفرد بإعادة تأهيل قطاع الطاقة وتشغيل معامل الغاز وإنتاج الفوسفات.”(11)

في ملاحظات على ما سبق من اقوال، يمكن القول بأن الدول، عامة، تسعى الى تحريك عجلة اقتصادها بالمقام الاول، لكن المسألة السورية بالنسبة لموسكو تعتبر اولوية من جهة العمق الامني الروسي، وحماية منطقة “المياه الدافئة” كي لا تكون مكاناً يمكن ان يؤثر على روسيا مستقبلاً.

اما بالنسبة الى تمويل نفقات الجيش الروسي، فبطبيعة الحال ستكون روسيا اول المستثمرين، وبشروط مخففة كما سبق واشار الدكتور سليمان، حيث ان الرابط السوري – الروسي ليس بجديد بل انه يمتد الى حقبة الاتحاد السوفياتي، وهذا امر طبيعي بالنسبة للبلدين خصوصاً مع المساهمة الكبيرة لروسيا في عمليات ضرب الارهاب، والحفاظ على كيان الدولة السورية ومؤسساتها، وابرزها الجيش.

لبنان بين “عملاقين”

كشف وزير الطاقة والمياه، اللبناني، سيزار أبي خليل، أن كونسورتيوم يضم “نوفاتيك” الروسية و”توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية، الجهة الوحيدة التي تقدمت بعرض للتنقيب عن النفط والغاز. وقال الوزير أبي خليل إن الكونسورتيوم قدم عرضين للامتيازين الرابع والتاسع، مضيفاً أن نتائج جولة التراخيص الأولى كانت إيجابية من حيث أن لبنان نجح في اجتذاب شركات عالمية ذات خبرة واسعة في التطوير والتنقيب عن النفط والغاز وفي إدخال البترول إلى الأسواق العالمية.(12)

في المقابل، ينطلق مشروع السفارة الاميركية الضخم، في منطقة عوكر شمال غرب بيروت، يضم، بحسب مخططاته، مبانٍ على مساحة 174 ألف متر مربع. وبحسب موقع السفارة، سيوفر المجمَّع منبراً آمناً ومستداماً وحديثا وداعماً لموظفي السفارة في تمثيل الحكومة الأميركية في لبنان وفي الإدارة الدبلوماسية اليومية،(13) حيث يتم الحديث بأن هذا المبنى سيكتمل نهائياً في العام 2023 وهو العام، بحسب كثير من المراقبين، الذي سيبدأ به لبنان استخراج هذه الطاقة بعد انهاء التوافقات الدولية حوله.

هذا الامر صحيح من الجهة الدبلوماسية، اما من الجهة السياسية فهناك سؤال كبير يطرح نفسه: لماذا تقوم الولايات المتحدة ببناء احد اكبر سفاراتها في لبنان وقبالة البحر المتوسط؟ ان ما يعلمه كثيرون، لبنان دخل في “الفلك الاطلسي” منذ العام 1958، أي منذ ان وطئت اقدام قوات المارينز بيروت، لمنع التمدد الناصري العربي اليه.

هناك مشكلة اخرى تواجه لبنان وهي عدم قدرته ربط انتاجه بالخط الاسرائيلي الواصل الى اوروبا (مشروع خط أنابيب بالبحر المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا بحلول العام 2025 اذ يهدف المشروع إلى مد خط أنابيب بحري لمسافة 2200 كلم من حقول الغاز التي اكتشفتها إسرائيل وقبرص في شرق المتوسط وصولاً إلى اليونان وإيطاليا، بتكلفة تصل إلى ستة مليارات يورو اي ما يوازي 6.4 مليارات دولار(14) )، وبالتالي فهو مرغم على التشبيك مع خطوط غاز بروم الواصلة الى اوروبا. من هنا، سيكون لبنان امام مفترق طرق مهم لاقامة نوع من التوازن بين روسيا والولايات المتحدة والا سيكون هناك خوف من عدم القدرة على استثماره لهذه المخزونات التي قد تنقذه من ازمة الديون الباهضة، من جهة اولى، والازمة الاقتصادية الداخلية، من جهة اخرى.

الدخول الى مصر من بوابة “الخلاف” مع أمريكا

أعلنت شركة روس نفط الروسية، عن بدء إنتاج الغاز في مشروع حقل “ظهر”، وأضافت الشركة أن إنتاج الغاز من الحقل، هو الأكبر في البحر المتوسط، وسيبلغ ما يصل إلى 28 مليار متر مكعب سنوياً بحلول 2020.(15) ولقد كشف طارق الملا، وزير البترول المصري، أن بدء التشغيل التجريبي لحقل الغاز المصري الجديد العملاق سيرفع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى 5.5 مليار قدم مكعبة يومياً، مضيفاً ان “الآبار بدأت الإنتاج بطاقة 200 مليون قدم مكعبة يومياً على أن ترتفع في وقت لاحق إلى 350 مليونا”.(16)

ما يجدر ذكره هنا، ان شركة “روس نفط” اصبحت طرفاً فى مشروع تطوير أكبر حقل للغاز فى البحر الأبيض المتوسط، جنباً إلى جنب مع شركات عالمية بحيث توزع الحصص بقيمة 30% للشركة الروسية، و60% لشركة “إيني” الإيطالية، و10% لـ”بريتش بتروليوم” البريطانية.(17)

في هذا السياق، استبعد أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، أن يكون وراء هذه الصفقة أي بواعث أو أهداف سياسية سواء من روسيا ضمن علاقتها مع مصر. ومن ناحية “إيني” الإيطالية، فإن بيع 30% من حقل ظهر للشركة الروسية، بعد بيعها 10% أخرى لشركة “بريتش بتروليم” البريطانية، يأتي بهدف توزيع المخاطر، خاصة مع سعر البترول المنخفض، وتوفير سيولة توظفها في استثمارات أخرى.(18)

في المقابل، يجري الحديث عن امكانية اقامة قاعدة عسكرية روسية في مصر، او على الاقل ما تم تحضيره من مسودة اتفاق تقضي بإمكانية استخدام الطائرات الحربية الروسية للقواعد المصرية والعكس صحيح(19) لمكافحة الارهاب، وهو امر لا يمكن استبعاده نظراً لاهمية مصر في الاستراتيجية العامة لموسكو كون التوجه العالمي اليوم يسير بإتجاه القارة السمراء لما فيها من موارد اكتسفت ام سيتم اكتشافها.

بالاضافة الى الغاز، أعلن أليكسي ليخاتشيوف، رئيس شركة “روس آتوم” الروسية للطاقة، عن بناء أربعة مفاعلات نووية بمنطقة “الضبعة” في مصر سينجز بين 2028-2029، بتمويل سيبلغ 21 مليار دولار. وقال ليخاتشيوف “في الأرقام الأساسية، نرى حجم المشروع يصل إلى 21 مليار دولار (85% روسية و15% مصرية)، ومدة بناء الوحدات الأربعة، أظن، يفترض إنجازها في عام 2028-2029.”(20)

العودة الى ليبيا عبر “الوساطة السياسية”

هناك تاريخ طويل يجمع بين ليبيا وروسيا الاتحاد السوفياتي منذ تولي الرئيس الراحل معمر القذافي لمقاليد الحكم في البلاد، حيث “شهد التعاون الاقتصادي والتجاري الليبي السوفياتي تطوراً كبيراً في الفترة بين 1970 و1990 وأقامت روسيا خلالها عدداً من المشاريع في ليبيا، منها مركز للبحوث الذرية ومشاريع طاقة كهربائية وخطوط أنابيب غاز، كما جرى حفر مئات آبار النفط من قبل الشركات الروسية.”(21)

ومع رفع الحضر على لبيبا، أيقنت موسكو “أنها لم تعد اللاعب الوحيد في الساحة الليبية، وأن عليها أن تدخل في منافسة شرسة، خاصة مع إيطاليا وفرنسا وبريطانيا الساعية إلى انتزاع عقود سخية في بلد يحتوي احتياطات كبيرة من النفط والغاز”(22) ، ومع مجيء “الربيع العربي”، خسرت روسيا عقوداً بأكثر من أربعة مليارات دولار، وبلداً يعد حليفا في شمال أفريقيا ومنطقة المتوسط حيث “ويبقى الرهان الروسي كبيرا على تجديد نفوذها في ليبيا رغم الانقسامات السياسية والعسكرية، والمنافسة الغربية، وهي تقارب هذه العلاقة استناداً إلى أسس قديمة مردها الإرث السوفياتي من خلال الرهان على شخصية عسكرية تعتبرها قوية ومؤثرة مثل (المشير) خليفة حفتر.”(23)

في هذا الخصوص، قال أندريه ستيبانوف، المحلل السياسي الروسي، أن روسيا “تسعى للحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها من خلال تجميع كل الفرقاء في حكومة وطنية يكون المشير خليفة حفتر له دور بارز فيها في حفظ أمن البلاد”، فروسيا “ستكون ضامناً لحل الأزمة الليبية بشكل يحافظ على وحدة ليبيا، لأن العديد من الدول الأوروبية لا يهمها سوى مصالحها في ليبيا”.(24)

مع زيادة على الدعم اللوجستي لقوات المشير حفتر وإرسال أخصائيين روس في نزع الألغام، اكدت بعض المعلومات “نشر طائرات الروسية بدون طيار وقوات الخاصة روسية في مصر بالقرب من الحدود الليبية”(25) ، وهذا ما حدا بوزير خارجية مالطا، جورج فيلا، للقول أن روسيا التي “دعمت حفتر، لها مصلحة إستراتيجية في وضع موطئ قدم في وسط البحر الأبيض المتوسط”(26) وهو ما يعتبر بعض المحللين “انقلاباً في الجغرافيا السياسية لمنظومة البحر الأبيض المتوسط.”(27)

في مجال الطاقة، أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط عن وصول احتياطي الغاز في البلاد إلى 54.6 ترليون قدم مكعب، ما وضع ليبيا في المرتبة الـ 21 عالمياً في احتياطيات الغاز. وقالت المؤسسة إن “هذا الاحتياطي ليس بالكبير، إذا علمنا أن لدى قطر، على سبيل المثال، احتياطي غازي يفوق ما لدى ليبيا بـ24 مرة”.(28)

الى ذلك، أعرب أحمد معيتيق، نائب رئيس وزراء حكومة التوافق الليبية، أن “روس نفط” وقعت، في العام 2017، على عقد مع “شركة النفط الوطنية الليبية NOC وعادت لشراء النفط الليبي”(29) ، آملاً “بتوسيع حدود هذا التعاون. ويجب كذلك ذكر شركة “غاز بروم” التي كان لدى إحدى شركاتها الفرعية مشاريع واعدة جداً في ليبيا.. ونحن نأمل في عودتها لتنفيذها لاحقاً. الاقتصاد الليبي أخذ يستعيد عافيته بما في ذلك قطاع النفط.”(30)

ومن هنا، يقول الاستاذ بداد قنصو، وزير الحكم المحلي المفوض بحكومة الوفاق “نعلم جيداً ان روسيا هي من اهم الدول المنتجة للغاز، وستكون شريكاً مهماً لنقل الغاز الليبي عبر منظومة شركه غاز بروم المتخصصة.”(31)

في الختام، ان تواجد مصالح للدول الكبرى، يستتبع بالتالي وجوداً عسكرياً يحمي هذه المنشآت. فروسيا، ضمن البحر المتوسط، اصبح لها العديد من القواعد (في سوريا وقبرص) والنقاط العسكرية (حال الاتفاق على البروتوكول مع مصر). من هنا، يرى العديد من الباحثين بأن الدخول الروسي سيشكل عامل استقرار، اذ ما تمت معاملة الدول على اساس احترام حقوقها ومصالحها قاعدة “رابح – رابح”، كي يستطيع “ملء الفراغ” الاميركي الذي يقوم على اساس مبدأ “التبعية والهيمنة”.

*مؤسس ومدير مركز “سيتا”

مصدر الصور: الجزيرة – روسيا اليوم – سبوتنيك – اليوم الجديد – الصين بالعربي – لبنان 24.

المصادر:

(1) روسيا والسودان توقعان اتفاقية لتطوير مشروع إنشاء محطة كهروذرية في السودان. 22.12.2017. قناة المنار. على الرابط التالي:
http://www.almanar.com.lb/3116749
(2) هل تقيم روسيا أول قاعدة عسكرية في أفريقيا؟ 4.12.2017. سبوتنيك. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2FnxW3m
(3) روسيا وتركيا توقعان اتفاق خط الغاز “ترك ستريم”. 10.10.2016. الجزيرة. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2dsl0uR
(4) روسيا تزيد من صادراتها من الغاز الى تركيا خلال 2017. 5.6.2017. العربي الجديد. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2ANh8iQ
(5) روسيا تبدأ بتنفيذ مشروع نووي في تركيا. 11.12.2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2B8iAAk
6) روسيا تبدأ بتنفيذ مشروع نووي في تركيا. 11.12.2017. قناة المنار. على الرابط التالي:
http://almanar.com.lb/3054445
(7) روسيا تنفرد بامتياز النفط والغاز في بحر سوريا. 26.12.2013. اليوم. على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/article/3111631
(8) لوانا خوري. 8.1.2014. شركة روسية تنقب عن النفط والغاز في المياه السورية 25 عامًا. ايلاف. على الرابط التالي:
http://elaph.com/Web/Economics/2013/12/861438.html
(9) سليمان: خطط إعمار سوريا أُعدت بعناية. 27.11.2017. مركزسيتا. على الرابط التالي:
https://sitainstitute.com/?p=802
(10) سايمون هندرسون. 10.1.2014. اتفاق الغاز البحري بين روسيا وسوريا يدعم الأسد. معهد واشنطن نقلاً عن: قناة العالم. ترجمة: بسام أبو عبد الله. على الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/1550245
(11) لتغطية خسائر تدخلها العسكري في سوريا.. روسيا تسعى للسيطرة على الغاز والنفط والطاقة. 29.12.2017. شبكة شام. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2Dv9uve
(12) روسيا تدخل لبنان للتنقيب عن النفط والغاز. 14.10.207. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2AMgpOS
(13) بتكلفة مليار دولار.. سفارة أميركية جديدة في بيروت. 21.4.2017. قناة الحرة. على الرابط التالي:
http://arbne.ws/2DjuBSF
(14) أوروبا تطلب غاز إسرائيل عبر أطول أنبوب بحري. 4.4.2017. الجزيرة. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2AMVprd
(15) “روس نفط” تعلن بدء إنتاج الغاز من أكبر حقل مصري في المتوسط. 21.12.2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2EsHZTx
(16) مصر تكشف عن احتياطيات حقل “ظُهر” العملاق من الغاز. 19.12.2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2CNo0OY
(17) روسيا تشترى حصة فى أكبر حقل غاز مصري بالمتوسط. 9.10.2017. جريدة اليوم السابع. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2AMsHXE
(18) لماذا اشترت روسيا 30% من حقل غاز “ظهر” العملاق؟ 11.10.2017. مصراوي. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2CXQPMW
(19) مسودة اتفاق.. السماح لطائرات روسية باستخدام قواعد مصرية. 30.11.2017. العربية نت. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2mesK9m
(20) موسكو تعلن حجم تمويل مشروع “الضبعة” النووي في مصر. 12.12.2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2AMUtTY
(21) روسيا في ليبيا.. رهانات جديدة على أسس قديمة. 26.4.2017. الجزيرة. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2CZ8oMA
(22) المرجع السابق نفسه.
(23) المرجع السابق نفسه.
(24) محلل روسي يكشف لـ”سبوتنيك” ما ستفعله روسيا في ليبيا. 15.3.2017. سبوتنيك. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2CNdveK
(25) د. خطار ابو ذياب. 19.3.2017. لدخول الروسي على خط الأزمة الليبية. اذاعة مونتي كارلو. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2DeuOX0
(26) المرجع السابق نفسه.
(27) المرجع السابق نفسه.
(28) الكشف عن احتياطيات الغاز في ليبيا! 28.6.2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2qNWWxN
(29) معيتيق: الاقتصاد الليبي يتعافى والشركات الروسية يجب أن تنفذ مشاريعها السابقة. 15.9.2017. روسيا اليوم. على الرابط التالي:
http://bit.ly/2D0BnyS
(30) المرجع السابق نفسه.
(31) الوزير قنصو: “غاز ليبيا” ثروة دولية تبحث عن الاستثمار. 20.12.2017. مركز سيتا. على الرابط التالي:
https://sitainstitute.com/?p=1178