التوتر بين المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي يخيف الرئيس الأمريكي جو بايدن وخاصة أن الانتخابات الأمريكية باتت قريبة، وخاصة أن إدارته تحاول بشكل جدي إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لاستخدامها كورقة سياسية وانتصار سياسي في انتخابات وخاصة أن استطلاعات الرأي تقول إنه سيخسر بفارق كبير ضد مرشح دونالد ترامب الرئيس الأسبق.

وصل المبعوث الخاص للولايات المتحدة، السيد أموس هوشتكين، إلى بيروت صباح يوم الثلاثاء مع جدول اجتماعات حافل. وهو المنسق الرئاسي الخاص للهياكل الأساسية العالمية وأمن الطاقة، ونجح في التوصل إلى اتفاق حدودي بحري بين إسرائيل ولبنان في عام 2022، ولكنه يحاول في هذه الرحلة عقد اتفاق لتجنب الحرب بين إسرائيل ومجموعة المقاومة اللبنانية، حزب الله.

وبعد الهجوم على “إسرائيل” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأ الصراع في غزة. وبدأ حزب الله ضرباته في 8 تشرين الأول/أكتوبر تضامناً مع المقاومة الفلسطينية، ودعا إلى إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

واحتل “الجيش الإسرائيلي” جنوب لبنان في الفترة من 1985 إلى 2000. وقد حكمت إسرائيل اللبنانيين بقبضة حديدية، فسجنت مئات اللبنانيين في معتقل الخيام الشائن السمعة، بمن فيهم النساء والأطفال. ونجح حزب الله في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

وفي آخر مرحلة من جولة هوشتكين الإقليمية لإزالة تصعيد التوتر، التقى مع رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي ظهرا، بعد اجتماع صباحي مع كل من الرئيس البرلماني نبيه بري، ورئيس الجيش اللبناني جوزيف عون.

وكان هوشتكين في فلسطين المحتلة يوم الأربعاء، حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حل مجلس الوزراء بعد استقالة الأعضاء الرئيسيين. ويكبل نتنياهو المتعصبون اليهود اليمينيون المتطرفون الذين يؤيدون حكومته، ويرفضون النظر في أي وقف لإطلاق النار في غزة. وهدفهم الوحيد هو الإبادة الكاملة للفلسطينيين في غزة.

قال وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن خلال جولة في الشرق الأوسط أن وقف إطلاق النار في غزة هو أفضل طريقة لإنهاء العنف بين حزب الله وإسرائيل، وقد طالب الرئيس بايدن باقتراح وقف إطلاق النار لإنهاء المعاناة في غزة.

وقد حذر مسؤولو الأمم المتحدة من احتمال وجود ” سوء تقدير ” على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية يمكن أن يندلع في حرب شاملة بين لبنان و”إسرائيل، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع يمكن أن يكون نهاية لإسرائيل.

اشتكى وزير الدفاع الإسرائيلي (غالانت) إلى (هوشتكين) من هجمات حزب الله اليومية تقريباً على المدن الشمالية لإسرائيل.

وقد قامت إسرائيل باغتيالات مستهدفة لكبار قادة حزب الله في غارات جوية عبر جنوب لبنان وعلى بعلبة في الشرق. وأدى استمرار الهجمات الإسرائيلية على لبنان إلى قتل المدنيين أيضا، وتسبب في مغادرة العديد من المجتمعات المحلية لمنازلها.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن هوشتكين يجري محادثات غير مباشرة مع حزب الله من خلال البرلمان، رئيس البرلمان نبيه بري، وهو زعيم جماعة مقاومة لبنانية أخرى، هي أمل، المتحالفة مع حزب الله.

بري مواطن لبناني أمريكي مزدوج، وكان رئيس البرلمان اللبناني على مدى العقود الثلاثة الماضية. وهو وهوشتكين يناقشان اتفاقاً محتملاً لإنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله.

وقد ذكر حزب الله أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يوقف الهجمات على شمال إسرائيل. بيد أن رفض إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي أيدته شركة بايدن أبقى الصراع مستمرا.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الاثنين أنه لا يريد أن يرى تصعيداً على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، واقترح أن تقدم الولايات المتحدة اقتراحاً لمنع نشوب صراع واسع النطاق.

وبينما هاجم حزب الله أهدافاً عسكرية أساساً، ردت إسرائيل بقصف القرى في جميع أنحاء جنوب لبنان واستهداف مواقع حزب الله.

وقد وعد المسؤولون الإسرائيليون بإبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية لبلدهم، بعد سقوط حوالي 5000 صاروخ عبر الشمال وطرد الإسرائيليين من ديارهم.

ودعا بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى رد أكثر قوة على هجمات حزب الله، ودعا بعضهم إلى تدمير المطار والميناء في بيروت. يقسم الشعب اللبناني على دعم حزب الله، مع أقلية صغيرة ضد مجموعة المقاومة، ويتحالف مع الولايات المتحدة وفرنسا.

في الأسبوع الماضي، رفض غالانت مقترحاً فرنسياً لإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة لتشكيل فريق عامل للمساعدة في تجنب الحرب على الحدود اللبنانية. ويمثل الشجعان أولئك الذين يؤيدون الإبادة الكاملة للفلسطينيين في غزة كهدف وحيد.

لقد كان للاحتجاجات العالمية ضد الإبادة الجماعية في غزة تأثير هائل على تعبئة الدعوة إلى إنهاء احتلال فلسطين، والمطالبة بقرار الأمم المتحدة الداعي إلى حل للصراع على أساس وجود دولتين يدوم 70 عاماً.

بيد أن بايدن واصل إرسال أسلحة ونقود إلى إسرائيل في نزاع مباشر مع لوائح وزارة خارجية الولايات المتحدة التي تمنع إرسال أسلحة الولايات المتحدة إلى البلدان التي يحتمل أن تخرق القوانين الإنسانية.

لقد اتهمت الأمم المتحدة وغيرها إسرائيل بالفصل العنصري وجرائم الحرب والإبادة الجماعية.

واقترح بايدن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؛ غير أن المتطرفين في حكومة نتنياهو رفضوا وقف إطلاق النار. ويبدو أن اليهود يشعرون أنهم يستطيعون تحدي وخيب أمل البيت الأبيض بدون أي انعكاسات.

مصدر الصور: أرشيف سيتا.

إقرأ أيضاً: تقنيات حزب الله.. من الإختراق والتصنيع إلى الإسقاط والتجميع

المصادر:

https://today.lorientlejour.com/article/1417586/after-arriving-in-beirut-hochstein-begins-the-latest-leg-of-his-regional-de-escalation-tour.html
https://www.aljazeera.com/news/2024/6/17/us-envoy-meets-with-israeli-leaders-as-tensions-with-hezbollah-escalate

ستيفن صهيوني

صحفي ومحلل سياسي – مختص بالشأن الأمريكي والشرق الأوسط – سوريا