حوار: سمر رضوان
الشمال السوري مجدداً في عين العاصفة، هو أصلاً لم يخرج من دائرة الخطر والاستهداف. تتصاعد الأحداث فيه بشكل دراماتيكي ما يعني حكماً إنعكاس لحال المنطقة عموماً، وحال الجار التركي خصوصاً، ما سيلقي بالمزيد من الثقل على “الاردوغانية” بعلاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة الأميركية وعدم الثقة والاستقرار مع روسيا وتأزمها الداخلي والتجاذب الاقليمي.
فهل سيكون الهروب التركي، كما عادته، بالقفز الى الامام عبر المزيد من التورط في وحول الشمال السوري، وليس آخرها النية بدخول منطقة عفرين؟ أم بالعودة الى لغة العقل والديبلوماسية والتنسيق مع دول الاقليم؟ هل تذهب أنقرة باتجاه تطبيع كامل للعلاقات مع سوريا بما فيها عودة السفارات والتنسيق على كافة المستويات؟
مدير مكتب قناة “أولوصال” التركية في سوريا الاعلامي التركي دنيز البستاني، يؤكد لمركز “سيتا” أن “التهديدات التركية بالدخول الى عفرين يذكرنا بعملية “درع الفرات” سابقاً، حين كانت أميركا تبدي انزعاجها من فشل قيام مشروع دولة كردية بالشكل واسرائيلية بالمضمون.” ويؤكد البستاني أن “الدخول الجيش التركي الى عفرين هو مصلحة تركية وسورية ونحن كمحبين للبلدين، نتمنى أن يقوم التنسيق بينهما في هذه العمليات وهذا ما سيساعد على تحقيق نتائج ناجحة وسيمنع أي تقسيم للمنطقة والأهم أنه سيقف سداً في مواجهة المشروع، او المشاريع الامريكية.”
ويشير البستاني الى أن “تركيا تنظر الى “جيش سوريا الجديد” التي تريد واشنطن بناءه على أنه “جيش إرهابي”، وتركيا تقف ضده لا بل يقفز الموقف التركي بإتجاه العداء لأميركا التي تقف خلفه، وهناك اصرار على محاربته وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية.” ويتابع “تصريحات وزير الخارجية التركي، ان العملية في عفرين ستُكمل إلى منبج ومن ثم إلى الرقة، فكيف يمكن لذلك ان يتم دون تنسيق حقيقي وفعلي بين دمشق وانقرة؟ وطالما ان الامر مستحيل دون تنسيق فإنه وبإعتقادي ان لدى الحكومة التركية حالياً مشروع لإعادة بناء جسور العلاقات مع دمشق كي تستطيع ان تكمل عملياتها العسكرية للوصول الى الرقة.”
وعن نيه تركيا في إقامة قواعد عسكرية على الاراضي السورية على غرار الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية، يرى البستاني أن بلاده “ليس لها أي هدف الآن في انشاء قاعدة عسكرية على الاراضي السورية، بحسب تأكيد المسؤولين الاتراك، لأنها تعلم أنه غير قابل للتحقيق، وينحصر هدفها الاساسي حالياً بالحفاظ على حدودها وأمنها، وبعد انتهاء العملية المقترحة، ستقوم بسحب كل القطعات العسكرية المتواجدة في المنطقة.”
أما فيما يخض موقف المعارضة التركية من هذه التطورات ومدى انعكاسها على الداخل، يقول البستاني “إن العمليات التركية الحالية في الشمال السوري ستؤثر حتماً في السياسة الداخلية لأن الشعب التركي، وفي اللحظات الأخيرة، انتبه الى ان الاحداث في سوريا ألقت بظلالها عليه وتسببت له بأضرار جمَّة، خاصةً بالامن والاقتصاد، وهذا ما تجمع عليه كل الاحزاب والقوى السياسية.”
وعن العلاقات التركية – السورية يعتقد البستاني جازماً أنها “ستعود في الوقت القريب جداً، وأقول تأكيدي هذا بعدما قابلت عدداً من المسؤولين في الحكومة التركية، ومن الأحزاب المعارضة في البرلمان كـ “حزب الشعب الجمهوري”، وجميعهم اتفقوا على انهم يرون بأن لا حل بدون التنسيق بين دمشق وأنقرة.”
وفي الختام يكشف البستاني عن “معلومات بتشكيل لجنة برلمانية خاصة تسمى “لجنة سوريا”، حيث سيقتضي تشكيلها فترة ما بين عشرين يوماً إلى شهر، وعن طريقها ستبدأ الخطوات السياسية ومنها اعادة فتح أبواب السفارة التركية في دمشق والسفارة السورية في أنقرة قريباً.”
مصدر الصور: السورية نت – الجزيرة.