حوار: سمر رضوان

بعد الكثير من التطورات في العلاقات بين البلدين، حل الرئيس السوداني، عمر البشير، ضيفاً على نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، حيث تعتبر الزيارة مهمة بالتوقيت والمضمون. عن هذه الزيارة وتداعياتاها، سأل مركز “سيتا” الكاتب السوداني وائل علي.

يرى الكاتب علي بأن زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير إلى مصر، تأتي في وقت دقيق جداً، أي في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المصرية، وفي وقت وصلت فيه المفاوضات بشأن سد النهضة إلى نهاياتها، إضافة إلى أنه لا يمكن فصل هذه الزيارة عن تطورات إقليمية أخرى كاستقالة رئيس الوزراء الأثيوبي، إثر اضطرابات حادة، ما يعني اختلال موازين القوى في حوض النيل، وبالتالي مصر والسودان كون مصالح البلدين واحدة في هذا الشق بالذات. بالتوازي مع ذاك، كشفت بعض التقارير عن مبادرة مصرية في منطقة “حلايب” لإرضاء السودان. بالتالي فهما أنهيا خلافاتهما السابقة واتحدت مواقفهما من جديد لكي يتجاوزا هذا الوضع.

إلى ذلك، كشف الأستاذ علي عن أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور كبير في تقريب المواقف، حيث أن لها عدد من الأهداف تتمثل في الاستقرار الذي يؤدي إلى استمرار تدفق النفط في منطقة البحر الأحمر، وبمكافحة الإرهاب، والتمدد الإيراني اذ تحرص على بقاء السودان مع التحالف العربي في اليمن ضد النفوذ الإيراني. كذلك، تحرص واشنطن على مصر “قوية” غير مهددة بالإرهاب. من هنا، تأتي المبادرة الأمريكية في دعم التوافق السوداني – المصري ضد الأخطار، لا سيما الإرهابية منها والقادمة من ليبيا أو غيرها.

مع الهدف الأمريكي الأبعد، يقول الكاتب علي بأن الهدف الأساس بالنسبة للولايات المتحدة هو إزاحة اللاعب الروسي من الملعب الأفريقي لا سيما بعد ما شهدت العلاقات السودانية – الروسية تقارباً كبيراً وهو ما يغضب واشنطن. لذلك، ضغطت أمريكا على مصر من أجل استعادة السودان للحلف الأمريكي، وبالتالي جر السودان من الحضنين التركي والقطري بالتوازي.

مصدر الصورة: موقع دوت مصر.