إعداد: يارا انبيعة
بعد إدراك المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الدكتور غسان سلامة، بأن القوى السياسية الليبية تريد مخرجاً من الأزمة، بسبب الوضع الاقتصادي والأمني المتدهور إلى درجة يعاني منها جزء كبير من السكان، قام بإقتراح “خارطة طريق” للمضي قدماً في عملية الانتقال السياسي عبر إجراء انتخابات في النصف الثاني من العام 2018.
وعلى الرغم من إعلان إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا، والتي من المفترض أن تنهي حالة الانقسام التي تشهدها البلاد منذ 7 سنوات، إلا أن هناك جدلاً سياسياً واسعاً بشأن الاستحقاقات الانتخابية، خاصة مع اقتراب موعد إجرائها. رغم ذلك، لم يكن أمام الحكومة الليبية المعترف بها دولياً والجيش الوطني، سوى البدء في تسجيل الناخبين وتحديث السجل المدني تمهيداً للانتخابات، في الوقت الذي تعالت فيه بعض الأصوات المطالبة بالتأجيل خاصة في ظل عدم جاهزية البلاد على المستويين الأمني والسياسي.
لكن مع إصرار الفرقاء من جانب والحلفاء من الجانب الآخر على استكمال الاستحقاق الديموقراطي، أعلن عدد من الرموز السياسية الليبية خوضهم سجال الانتخابات الرئاسية، وإطلاق رؤية جديدة تعتمد على المصالحة ولم الشمل لا سيما نجل الرئيس السابق، معمر القذافي، سيف الإسلام.
طرح برنامج سياسي
يستعد سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة بحجة أنه لا يطمح إلى السلطة بمفهومها التقليدي بل إلى إنقاذ ليبيا، في الوقت الذي يواجه فيه عدة اتهامات مع المحكمة الجنائية الدولية. في المقابل، قال الناشط الحقوقي خالد غويل، إن المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب بمحاكمة سيف الإسلام لا تعنيهم، وأن ليبيا ليست طرفاً فيها، مبيناً أنه قد حوكم في محكمة ليبية ولا يجوز أن يحاكم مرتين، مبيناً أنه حصل على عفو عام، وأن الشعب الليبي هو الذي سيقول كلمته في هذا الخصوص.
فيما خص الترشيح، جاء هذا الإعلان المتوقع هذا عبر محاميه من تونس، إذ كشف فريقه أن سيف الإسلام سيكون مرشح الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، معلناً عن مبادرته لإصلاح الأوضاع في ليبيا وبرنامجه المستقبلي.
وقال المكلف بالبرنامج السياسي الإصلاحي لسيف الإسلام القذافي، أيمن بوراس، إن البرنامج الإصلاحي المستقبلي جاء لمصلحة الليبيين وإنقاذهم، معتبراً أنهم يعون جيداً صعوبة الوضع والأزمة التي تمر بها ليبيا، ولكنهم أيضاً لديهم ثقة في مساندة الشعب الليبي والتفافه حول هذا الخيار على حدّ تعبيره. وأضاف بوراس أن سيف الإسلام موجود حاليا في ليبيا ومحمي من قبل الليبيين وسيعلن عن تفاصيل برنامجه قريبا، وأن ما يشاع عن أنه لم يغادر الزنتان ولا يزال يعيش فيها ويلتقي أنصاره عار عن الصحة، بخلاف ما أشارته بعض المعلومات عن أنه لم يغادر الزنتان ولا يزال يعيش فيها ويلتقي أنصاره، فيما وأوضح المصدر نفسه، أن معلومات تفيد بأن القذافي يستقبل أنصاره بشكل سري في أحد المنازل بأطراف الزنتان وأحيانا في الرجبان المحاذية، وله اتصالات مكثفة بدول كبرى مؤثرة في الملف الليبي.
وفي إطار عرض برنامج القذافي وشعاراته التي يريد من خلالها العودة إلى السلطة، قال بوراس إن المبادرة منفتحة ولا تهدف إلى إقصاء أي جهة بل جاءت لخدمة الوطن، وهي مبادرة لكي تكون ليبيا دولة المؤسسات والحرية والبنية المتكاملة، معتبراُ أنهم يريدون وضع ليبيا على السكة مجدداً في إطار مصالحة وطنية والحوار الليبي – الليبي، والعفو تحت سلطة القضاء، وأنه سيتم مد الأيادي لكل من أراد السلم في ليبيا، ورأى أن اتفاق “الصخيرات” والاتفاق السياسي ولدا ميتين. وتابع بوارس أن فريق القذافي لا يرفض الجهود التي بذلت، ومبادرة المبعوث الأممي، غسان سلامة، إلا أن لديه تحفظات على بعض النقاط الواردة في المبادرة، خصوصاً أنها أقصت جزءاً كبيراً من الشعب، وهم القبائل الليبية وأنصار القذافي.
وفي إطار الترويج لسيف الإسلام وعودته إلى المشهد السياسي، أشار بوراس إلى أن هذه المبادرة تأتي لإصلاح ما تم تخريبه في ليبيا، ولصناعة واقع أفضل، وإعادة إعمار ليبيا فكرياً وتنموياً ولكي يعم السلام، مضيفاً أن البرنامج الذي يقترحه سيف الإسلام يقوم على توطيد التعاون مع دول الجوار، لأن مصلحتها من مصلحة الشعب الليبي وأمنها.
مواطن ليبي ويحق له الترشح
من جهته، أكد عضو مجلس النواب، صالح افحيمة، أن سيف الإسلام القذافي مواطن ليبي ولا توجد موانع حقيقية على الأقل حتى الآن تمنع ترشحه لمنصب رئيس الدولة، وأنه في حال انطبقت شروط الترشح التي سيضعها قانون الانتخاب عليه فإنه لا أحد يستطيع أن يحرمه من حقه في الترشح. وتابع افحيمة أنه “إذا ما أردنا أن نبني دولة حقيقية وعلى أساس ديموقراطي فيجب أن نؤمن بأن الديموقراطية هي فن إدارة الخلاف بين وجهات النظر، وليست القضاء على وجهة النظر المخالفة.”
إلى ذلك، سبق لرئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، التصريح بإن من حق سيف الإسلام القذافي الترشح في الانتخابات الرئاسية ما لم يوجد مانع قضائي يحول دون ذلك، حيث قال “لقد أصدرنا قانون العفو العام والعفو السياسي، وأي مواطن ليبي ليس عليه قيود قضائية من حقه أن يترشح، بما فيهم سيف الإسلام القذافي”، وتابع “بصرف النظر عن شعبيته، الصندوق هو الذي يقرر.”
بدوره، أكد عضو مجلس النواب المتنحي، د. محمد عامر العباني، أن سيف مواطن ليبي يحق له الترشح للانتخابات إذا توفرت فيه الشروط، مبيناً ان الترشح للانتخابات الرئاسية يتطلب توفر شروط مثل الجنسية والعمر والمؤهل. وأضاف العباني “من تنطبق عليه الشروط بإمكانه دخول اﻹنتخابات بغض النظر عن انتماءاته السياسية أو الفكرية، وسيف الإسلام القذافي ليس استثناء من ذلك لو استوفى الشروط ورغب في الترشح، والعبرة بنتائج الصندوق وقدرة المرشح على حصد اﻷصوات، التشريعات تنطبق على الجميع ولا أحد فوق القانون.”
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: حرية برس – العربية نت.