شارك الخبر

إعداد يارا انبيعة

اختتمت مساء الأحد 15أبريل/نيسان 2018، بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بمدينة الظهران في المملكة العربية السعودية أعمال القمة العربية الـ29، والتي عُقدت برئاسة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز والتي أطلق عليها “قمة القدس”.

وتضمّن جدول أعمال القمة العربية 18 بندا لمختلف القضايا العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي، والأزمة السورية، والتدخلات الأجنبية في الشؤون العربية.

وشهدت القمة تمثيلا كبيرا من حيث عدد الملوك والرؤساء المشاركين فيها، فكان عدد الملوك والرؤساء الذين حضروا 16 ملكا ورئيسا، وهو تمثيل كبير إذ أن جميع أعضاء جامعة الدول العربية يبلغون 22 دول، باستثناء سوريا المجمدة عضويتها منذ 16نوفمبر/تشرين الثاني 2011، تغيب 5 زعماء عن قمة المملكة ولكل سببه.

أعمال القمة

وبدأت أعمال القمة بكلمة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، حيث سلم رئاسة القمة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، جاء فيها إن القدس الشرقية عاصمة الأراضي الفلسطينية، مؤكدا الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب المسلمين في القدس، وتابع، القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ونؤكد حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه، مشيرا إلى أنه سخرنا خلال رئاستنا القمة الماضية كل جهودنا لخدمة القضايا العربية وخاصة الفلسطينية.

وأضاف “الفلسطينيون دعاة سلام وعلينا الوقوف معهم في صمودهم لتحقيق دولتهم، وبارك الملك الأردني للعراقيين انتصارهم على تنظيم داعش الإرهابي، متابعا، قمنا بدعم جميع المبادرات السياسية لتسوية الأزمة السورية للحد من التصعيد في سوريا، كما أن أستانا ليست بديلا عن جنيف في التسوية السورية.

 من جهته استهل الملك السعودي كلمته بالقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها قضية العرب الأولى وأكد تمسكه بحصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه، واعتبر أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.

 في الشأن اليمني أكد العاهل السعودي على ضرورة حل الأزمة اليمنية ووصول المساعدات الإنسانية

وأنه ملتزم بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله، ورحب بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية.

الشأن الليبي كان حاضرا في كلمته، حيث أكد على دعم مؤسسات الدولة الشرعية والتمسك باتفاق الصخيرات معتبرا أنهما الأساس لحل الأزمة الليبية، كما رحب بما توافقت عليه الآراء حول القمة العربية آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية.

من جهته قدم أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، تعازيه لضحايا الطائرة الجزائرية التي راح ضحيتها أكثر من 250 قتيلا، وذكر أمير الكويت الأمن ما يزال بعيد المنال عن عدد من الدول العربية، مضيفا، مطالبون ببذل جهود مضاعفة لحل الخلافات في العالم العربي.

وتابع مطالبون بتدارس الآليات لتحديد الخلل والقصور الذي يعتري القضايا العربي، وأضاف، التصعيد في سوريا أدى إلى كارثة إنسانية، مشيرا إلى أن مجلس الأمن عجز عن إيجاد حل سياسي للأزمة.

كما ذكر الأمير الكويتي أن ندين الهجمات الصاروخية المتكررة على المملكة ونشيد بجهود التحالف.

بدوره قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إنه يثق بحكمة الملك سلمان في منح آليات العمل العربي المشترك زخما كبيرا، وأضاف الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة، وتابع، جيش دول إقليمية موجود على أرض دولتين عربيتين وهذا يمثل احتلال، مضيفا، هناك طرف إقليمي يبني نفوذا داخل المنطقة العربية.

كما لفت إلى أن ما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات يضع الضمير الإنساني على المحك، وتابع العرب لا يزالون يتمسكون بالسلام خيارا استراتيجيا، مضيفا، أن الأوان قد آن لرأب الصدع واستعادة وحدة الصف الفلسطيني.

كما أضاف، تؤكد مصر رفضها لأي استخدام لأسلحة محرمة دوليا في سوريا، كما تطالب بإجراء تحقيقا دوليا، وتابع سوريا أرض عربية ولا يجوز أن تعالج قضاياها من دون شعبها”.

وأضاف، مصر لن تقبل قصف الأراضي السعودية من جهات يمنية بالصواريخ الباليستية، مشيرا إلى أنه لا مستقبل لليمن من دون حل سياسي.

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن الحديث عن خطة سلام أمريكية باتت أمرا غير ذي مصداقية، وأضاف، المملكة دعمت الشعب الفلسطيني ووقفت إلى جانب حقوقه المشروعة، كما ذكر عباس، في كلمته أمام القمة العربية، أن القدس تشهد هجمة استيطانية غير مسبوقة بدعم من الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل جعلها طرفا في الصراع وليست وسيطا.

وأضاف، القدس الشرقية كانت وستبقى إلى الأبد عاصمة لدولة فلسطين، مؤكدا أنه لم نرفض المفاوضات يوما واستجبنا لجميع المبادرات التي قدمت لنا، وأكد الرئيس الفلسطيني ضرورة توحيد الجهود العربية لمنع إسرائيل من نيل عضوية مجلس الأمن الدولي.

كما حمل الرئيس الفلسطيني حركة “حماس” مسؤولية محاولة اغتيال رئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات، وتابع، مساعينا لتحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، مؤكدا أنه لم ولن نتخلى عن شعبنا في غزة وقدمنا نصف موازنتنا الحكومية لشعبنا في غزة.

الرئيس اللبناني ميشال عون كان حاضرا من خلال كلمته، حيث أكد على ان خطورة المرحلة تحتم علينا ان نقرر اليوم وقف الحروب بين الاخوة بجميع اشكالها، العسكرية والمادية والاعلامية والدبلوماسية والجلوس الى طاولة الحوار، لتحديد المصالح الحيوية المشروعة لكل فريق واحترامها “والا ذهبنا جميعا عمولة حل لم يعد بعيدا سيفرض علينا”. وأبدى استعداد لبنان الكامل، بما له من علاقات طيبة مع جميع الدول العربية الشقيقية، للمساعدة في اعادة مد الجسور واحياء لغة الحوار، لافتا الى ان اللبنانيين عاشوا حروبا متنوعة الاشكال لم تنته الا بالحوار.

ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي

قالت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، إن هذه المنطقة عانت من النزاعات لفترة طويلة، وأضافت يجب محاسبة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وتابعت، يشرفنا التعامل مع الأمم المتحدة حول مستقبل سوريا، قضينا على إرهاب داعش بالتعاون المشترك.

وأضافت “يشرفنا استقبال الاجتماع السادس مع جامعة الدول العربي بشأن القدس، متابعة نسعى لإيجاد حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت مظلة الأمم المتحدة، كما لفتت إلى أن العالم العربي يمكن أن يتحول لمنطقة ذات رفاهية ورخاء.

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي

قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه، أفريقيا والعالم العربي بحاجة ماسة لتفعيل القرارات، وأضاف ندد باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا ونطالب بحل سياسي للأزمة السورية، وتابع، الإرهاب والتطرف والغلو الديني أكبر خطر في عالمنا اليوم.

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي    

وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، إن الدول العربية تنبهت منذ وقت مبكر لآفة الإرهاب، وتابع العثيمين، القضايا العربية تأتي في مقدمة اهتمامات منظمة.

الأمين العام لجامعة الدول العربية

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الأزمات المشتعلة في المنطقة تزعج كل عربي، متابعا، استمرار الأزمات في المنطقة تضعفنا جميعا.

وتابع أبو الغيط “شهدت قضيتنا المركزية في فلسطين انتكاسا كبيرا، مؤكدا أن دعم الرئيس الفلسطيني أمرا ضروريا، وذكر أبو الغيط “المملكة العربية السعودية تقوم ببناء تنمية مستدامة وعمل دؤوب لخدمة المواطن العربي”.

القمة حققت أهدافها

قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس مكتب الأمين العام: إن القمة العربية “29” ، حققت أهدافها في وضع الموقف العربي أمام العالم بالشكل المطلوب سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهي التي لا تزال قضية العرب المركزية إضافة إلى قضايا أخرى أهمها التدخلات في الشأن العربي.

وأضاف زكي، أن مجرد تسمية القمة باسم قمة القدس وما خرجت به القمة من قرارات في القضية تعتبر موقفا في غاية الإيجابية إزاء هذه القضية خاصة في ضوء ما كان يردده البعض من تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، فوجدنا القادة في وسط كل هذه الأقاويل يجتمعون ويعدون الاعتبار للقضية الفلسطينية ويضعوها محورا رئيسيا لنقاشاتهم وقرارتهم وهذا أمر في حد ذاته يستحق التقدير.

وحول التدخلات الإيرانية أكد أنه لم يخل بيان من أي من القادة الذين تحدثوا وكذلك الوثائق الختامية للقمة من إشارات واضحة لرفض هذا التدخل، وبالتالي أصبح الموضوع محل اجماع عربي واضح يتحدث بشكل إيجابي عن علاقات حسن الجوار، ولكنه يحذر إيران من التدخل في الشأن العربي وهذا يبعث بالرسائل المطلوبة لكل الأطراف الإقليمية والدولية بالامتناع عن التدخل في الشأن الداخلي العربي.

غياب رؤساء وأمراء

تغيب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن القمة العربية في السعودية ومثّل الدوحة مندوبها الدائم لدى الجامعة، ويعود ذلك إلى الأزمة الخليجية بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها، السعودية، الإمارات، البحرين، مصر، وأما السبب الثاني هو إعلان الجامعة العربية رسميا أن ملف الأزمة الخليجية غير مدرج على جدول أعمال القمة العربية الـ29 على مستوى القادة في السعودية.

فيما غاب عن القمة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وحل مكانه محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم إمارة دبي، ولم تذكر أسباب تغيب الرئيس خليفة.

أما بخصوص التمثيل المغربي فقد اقتصر على الأمير رشيد بن الحسن الثاني نيابة عن ملك المغرب محمد السادس، وأفادت وسائل إعلام مغربية بأن الملك محمد السادس سيتواجد في السعودية، لأداء مناسك العمرة تزامنا مع انعقاد قمة الظهران، لكنه لن يحضرها.

وأرسلت الجزائر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ممثلا للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ويعود ذلك أساسا إلى أن الرئيس بوتفليقة لا يتمتع بصحة جيدة بعد إصابته عام 2013 بجلطة دماغية.

كما تغيب سلطان عمان قابوس بن سعيد لأسباب غير معلنة.

مصدر الأخبار: وكالات

مصدر الصور: موقع الخبر _ صحيفة المنار


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •