تعتزم دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل الاتفاق على التخلي الكامل عن إمدادات النفط الروسية بحلول نهاية العام (2022)، وحتى ذلك الحين، يخطط الاتحاد الأوروبي لفرض قيود تدريجية على روسيا.
ضغط شديد
الجديد في هذا الأمر أنه قد يتم فرض قيود جديدة ستدرج في الحزمة السادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، الأسبوع المقبل، إلا أن هذه القيود المزعومة لم يتم اقتراحها بعد بشكل رسمي بعد، وهي قابلة وعرضة للتغيير.
كما أن الاتحاد الأوروبي سيدعو أيضاً إلى فصل المزيد من البنوك من روسيا وبيلاروسيا، بما في ذلك سبيربنك، عن نظام الدفع SWIFT الدولي بين البنوك، وبالإضافة إلى ذلك، تخطط الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمناقشة القيود المفروضة على تقديم الاستشارات والخدمات السحابية وعلى شراء العقارات.
لم يتوقف الأمر هنا، أيضاً من الممكن فرض عقوبات شخصية على العسكريين ورجال الأعمال والأشخاص المرتبطين بهم، كما تضغط بعض دول الاتحاد الأوروبي من أجل قيود أكثر صرامة على التجارة البحرية والموانئ.
صراع عالمي
قد تؤدي استراتيجية ما يسمى بإضعاف الاتحاد الروسي، التي اختارتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول الاتحاد الأوروبي، جراء تلك التصرفات، إلى تصعيد الأزمة الأوكرانية إلى صراع عالمي، من خلال الضغط الأقصى الممارس عليها في كل الاتجاهات.
ومن خلال استراتيجية المعسكر الغربي في” إضعاف “روسيا، يمكن للرئيس الأمريكي تحويل الحرب في أوكرانيا إلى حرب عالمية”، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أجرى بايدن وحلفاؤه في الناتو “سلسلة من التغييرات الجذرية، وحولوا سياستهم المتمثلة في مساعدة أوكرانيا في الدفاع ضد العدوان الروسي إلى سياسة تقويض قوة ونفوذ روسيا نفسها”، ويخشى بعض الخبراء من أن الغرب بفعله ذلك “لا يترك أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي خيار سوى الاستسلام وهذا الذي من المستحيل أن يحدث، أو مضاعفة جهوده العسكرية، مما يزيد من احتمالية توسيع حربه إلى ما بعد أوكرانيا”.
الموقف الروسي
من وجهة نظر الكرملين، يسعى الغرب إلى إلحاق الضرر الأكبر بروسيا، وبالنظر إلى تصريحات الغرب، فكل هذا يحول هذه الحرب الإقليمية إلى مواجهة أوسع، كما يمكن لهذا الوضع أن يجعل التفاوض على تسوية لإنهاء الحرب في أوكرانيا أكثر صعوبة أو حتى من المستحيل في الوقت الحالي، في هذا السياق، يقول شون موناغان، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: وفقاً لمحلل وكالة المخابرات المركزية السابق جورج بيبي، فإن إدارة واشنطن تخاطر بنسيان أن “أهم مصلحة وطنية للولايات المتحدة هي منع نشوب صراع نووي مع روسيا”، وأن” لدى الاتحاد الروسي فرصة للتأكد من أنه إذا خسر، فإن الجميع سيخسرون أيضاً قد يكون هذا ما نتجه نحوه. وقال بيبي “هذا المنعطف قد يكون خطيراً”.
خلط الأوراق
وفي وقت سابق من هذا الأسبق، كان قد أرسل بايدن إلى الكونغرس طلباً إضافياً بقيمة 33 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في “المجالات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، ووفقاً لمجلة فورين بوليسي، قال الرئيس الأمريكي أيضاً إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى “معاقبة روسيا على العدوان وتقليل مخاطر النزاعات المستقبلية، في الوقت نفسه، قلل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قبل أيام قليلة من قدرة الولايات المتحدة التي تريد أن ترى “روسيا ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً مشابهاً لما فعلته” في أوكرانيا.
بالمقابل، حذر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أناتولي أنتونوف في وقت سابق من أن عسكرة الغرب لأوكرانيا يهدد بشكل مباشر الأمن الأوروبي والعالمي، وأشار الدبلوماسي ، أن موسكو تدعو رعاة نظام كييف إلى التوقف عن التشجيع على إراقة الدماء والتفكير بجدية في عواقب أنشطتهم.
بالتالي، التطورات التي تحدث في أوكرانيا، من الخطأ التقليل من خطورتها، وعلى روسيا قبل أي بلدٍ آخر، رغم أن المواجهة الروسية لا خوف عليها، لكن هناك مخطط لجر لامنطقة والقارة الأوروبية ككل إلى فوضى خطيرة قادمة، فإن كان على الصعيد الاقتصادي، لن تصمد أوروبا كثيراً حتى وإن عوضتها الولايات المتحدة قليلاً، أما من الناحية العسكرية، فستصبح أوروبا مقراً للإرهاب العابر للقارات، وستنشط السوق السوداء للأسلحة خاصة تلك التي تتلقاها كييف، وإلى ان يتغير هذا الوضع، ستتغير الخارطة الجغرافية والاستراتجيية العالمية بكل تأكيد.
مصدر الأخبار: سيتا + وكالات أنباء.
مصدر الصورة: AP – GETTY.
موضوع ذا صلة: الغرب – أوكرانيا.. بين “العصا والجزرة” الروسيتين