إعداد يارا انبيعة
اختتم منتدى يالطا الاقتصادي الدولي السنوي في شبه جزيرة القرم الروسية أعماله بورشة عمل خاصة تحت عنوان “تطوير الاقتصاد السوري وإعادة إعمار سورية” 21 أبريل/ نيسان 2018، بمشاركة وفد من سورية يرأسه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري الدكتور سامر الخليل ويضم محافظ اللاذقية ابراهيم السالم و70 من المسؤولين في القطاع الاقتصادي ورجال الأعمال، حيث تحدث رئيس جمهورية القرم عن أفق التعاون مع بين المستثمرين من شبه الجزيرة ونظرائهم السوريين في مجالات عدة.
خط نقل بحري
المشاركون أكدوا في بيان لهم ضرورة تطوير الأعمال المشتركة بين سورية وروسيا والسعي لإقامة شركات مشتركة لتنفيذ مشاريع استثمارية وتنظيم خط نقل بحري يربط الموانئ السورية بالموانئ الروسية وخاصة في شبه جزيرة القرم.
وأكد رئيس جمهورية القرم سيرغي اكسيونوف، في كلمة أمام الندوة التي عقدت في قصر ليفادا التاريخي أهمية التعاون الروسي السوري في كل المجالات وخاصة إعادة إعمار سورية مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد على الدوام ضرورة التعاون مع سورية في جميع المجالات وخاصة التنمية الاقتصادية.
وقال اكسيونوف: إن أقوالنا لا تنفصل عن أعمالنا ونحن مع سورية على الدوام ونتفهم أوضاع الشعب السوري ومعاناته جراء الإرهاب.
بدوره أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل أن العلاقات السورية الروسية تاريخية وتمتد لعقود طويلة من الزمن مشيرا إلى أن سورية شرعت اليوم في عملية إعادة الإعمار بعد الانتصارات التي تحققت على التنظيمات الإرهابية بمساعدة روسيا.
وقال الخليل: توجد في سورية حاليا بيئة مناسبة من الناحيتين القانونية واللوجستية لتشجيع وحماية الاستثمارات وضمانات لنشاط ومصالح رجال الأعمال، ولدينا خارطة استثمارات هامة في شتى قطاعات الاقتصاد بموجب مبدأ التنمية المتوازنة.
وأضاف الخليل، هناك فرص استثمارية مضمونة العوائد والجدوى الاقتصادية في مجالات الطاقة المستدامة والصناعات النسيجية والتكنولوجيات المتطورة والأدوية البشرية والبيطرية، ومبيدات الطفيليات النباتية والأعلاف الخضراء والورق وقطع التبديل للسيارات والآليات والخميرة والإطارات والحليب المجفف وأجهزة الإنارة والجرارات الزراعية.
وتابع الخليل، تم وضع قائمة بأهم المواد والسلع غير المنتجة محليا من الأهم إلى الأقل أهمية والتي تريد الحكومة اقتراحها على الشركات والمستثمرين الروس وتشجيع القطاع الخاص السوري لتصنيعها لتكون بديلا عن المستوردات ما يوفر القطع الأجنبي ويجعل منها صناعات تصديرية إلى بلدان المنطقة على ضوء موقع سورية الجغرافي المتميز وكوادرها البشرية ذات الخبرة الغنية.
تعاون صادق
من جهته أكد محافظ اللاذقية أن العلاقات القوية التي تربط الشعبين السوري والروسي بنيت على الاحترام المتبادل والتعاون الصادق على مر العصور وتجلت في مساعدة روسيا لسورية في محاربة الإرهاب.
وبين المحافظ أن ظروف الحرب الإرهابية على سورية لم تؤثر في العلاقات الاقتصادية والثقافية مع روسيا بل تطورت تلك العلاقات إلى حد كبير وتجلى ذلك في الاتفاقيات ومشاريع الاستثمار وتواصل رجال الأعمال في البلدين مشيرا إلى استعداد سورية لتطوير هذا التعاون في مختلف المجالات ضمن أطر عملية إعادة الإعمار في سورية.
في حين أكد رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي أن عملية إعادة الإعمار والبناء في سورية تتطلب التعاون مع الشركات الروسية مشيرا إلى عدم وجود أي مخاوف من العمل في سورية.
سورية بحاجة الكثير بعد سرقة الأتراك
من جانبه أعلن رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي أن سورية تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات وتريد النهوض بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية مع روسيا، وقال الشهابي: لدينا اهتمام بإقامة مصارف مشتركة وكذلك شركات طيران ومشاريع طاقة وإسمنت وتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية التي فككها وسرقها النظام التركي، مشيرا إلى أهمية ضمان حرية ومرونة تدفق السلع والأفراد والخدمات بين الجانبين.
وأكد المشاركون الروس في الندوة استعدادهم للعمل في سورية والتغلب على جميع العوائق والصعوبات وعرضوا قدراتهم الاقتصادية المؤهلة لتلبية حاجات كثيرة لسورية وخاصة في مجالات البناء وصناعة وتصليح السفن وصيد الأسماك والصناعات الكيميائية مشيرين إلى أن الطريق البحري بين القرم وسورية هو الأقصر على الإطلاق وهذا ما يسهم في زيادة تبادل البضائع والسلع بين الجانبين.
صورة منحازة!
من جانبه طالب النائب في البرلمان الألماني أولدو مارتن وسائل الإعلام الغربية بالكف عن تغطية الأحداث في سورية بصورة منحازة وأحادية الجانب، وقال مارتن: لا نستطيع أن نبقى غير مبالين بما يحدث في سورية وقد أعربنا عن إدانتنا للعدوان الثلاثي عليها وسنعمل على إلغاء الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها.
وكانت افتتحت في وقت سابق اليوم حديقة للصداقة الروسية السورية في مدينة يالطا وغرست مئة شجرة زيتون فيها تم جلب خمسين منها من اللاذقية وشارك في مراسم افتتاح الحديقة وغرس الأشجار محافظ اللاذقية ونائب رئيس وزراء جمهورية القرم غيورغي مرادوف.
في نفس الوقت كانت قد افتتحت محافظة اللاذقية حديقة الصداقة السورية ـ الروسية وذلك ضمن احتفالية أقيمت في مدينة الأسد الرياضية بالتزامن مع افتتاح حديقة مماثلة في مدينة يالطا في روسيا الاتحادية.
وأعلنت مدينتا اللاذقية ويالطا، توءمة العلاقة بينهما من خلال زرع شجرة زيتون في حديقة الصداقة في كلتا المدينتين.
البيان الختامي
أقرّ البيان الختامي لمؤتمر يالطا، اعتماد النافذة الواحدة من قبل مجلس الخبراء في منتدى يالطا لتنفيذ مشاريع تجارية، ومما أقرّه المؤتمر إنشاء مؤسسة سورية – روسية مشتركة بهدف إنشاء المشاريع الاستثمارية بفعالية، بالإضافة إلى إنشاء مركز الحبوب الروسي – السوري، وترتيب تجهيز منطقة الجرف البحري.
البيان أشار أيضاً إلى أنه سيتم النظر في إمكانية إنشاء أداة منفصلة على أساس المنطقة الحرة في القرم، وكذلك تشكيل فريق عمل لتنفيذ قرارات المؤتمر.
البيان الختامي أعلن أيضاً إن مؤتمر يالطا الخامس سيُعقد في سبتمبر/ أيلول 2018 في العاصمة السورية دمشق.
من جهته قال رئيس الوفد السوري إلى منتدى يالطا الاقتصادي وزير الاقتصاد والتجارة محمد سامر خليل إن المؤتمر كان جيّداً وبنّاءً، مضيفاً أن الأفكار الاستثمارية والمشاريع التي طرحت في المؤتمر ضرورية.
وأشار خليل إلى أن هناك أفكاراً طُرحت للتبادل التجاري مع روسيا من خلال استثمار موانئ القرم، لافتاَ إلى أنه تم الاتفاق على جدول زمني في تنفيذ مشاريع الاستثمار والمرافق البحرية بين سوريا والقرم.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: الميادين