إعداد: مركز سيتا
إختار الناخبون في فنزويلا أعضاء جدد للبرلمان وسط غياب المعارضة، ما سيسمح للرئيس نيكولاس مادورو بإستعادة البرلمان، المسيطر عليه من قِبل المعارضة منذ العام 2015 والذي كان مؤسسة الحكم الوحيدة الواقعة الخارجة عن منظومته.
تأتي هذه الإنتخابات في بلد يشهد أزمات سياسية وإقتصادية عميقة ومتعددة، يخنقه تضخم متزايد وتشله طوابير لا نهاية لها من المواطنين للحصول على الوقود، وأنهكه نقص المياه والغاز، والإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث بلغ حجم التضخم، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، 4000%.
وعود “تشافية”
قال الرئيس مادورو، في واحدة من دعواته العديدة للمشاركة من أجل إضفاء الشرعية على “إنتصاره”، إنه “إذا كنتم تريدون أن ننعش الإقتصاد وننعش البلاد ونستعيد رواتبنا فعليكم التصويت” لذلك الحزب “التشافي” الحاكم الذي يحمل إسم الرئيس الإشتراكي، الراحل هوغو تشافيز، حيث وعد ببذل كل الجهود لجعل هذه الإنتخابات موعداً “تاريخياً” داحضاً توقعات مراكز إستطلاعات الرأي التي تتحدث عن مشاركة لا تتجاوز 30%. وتعليقاً على ذلك رأى، فيليكس سيخاس، مدير معهد دلفوس، أن التيار التشافي “لديه سقف إنتخابي يبلغ نحو 5.5 ملايين ناخب وهمه هو معرفة كيفية جذبهم إلى مراكز الإقتراع”.
أيضاً، دعا زعيم الحزب الإشتراكي الموحد لفنزويلا خورخي رودريغيز، الذي عقد تجمعات على الرغم من إنتشار وباء “كورونا”، المواطنون الذين “يدافعون عن العائلة الفنزويلية” والناشطين إلى التعبئة بالملايين “ليقولوا أوقفوا العقوبات وأوقفوا الحصار وإحترموا فنزويلا”.
سيطرة كاملة
إستعاد الحزب الاشتراكي الموحد سيطرته على البرلمان، الذي سيبدأ عمله في 5 يناير/كانون الثاني 2021 ولمدة 5 سنوات، إثر فوزه في الإنتخابات التشريعية التي قاطعتها أحزاب المعارضة الرئيسية، وإتسمت بنسبة “إمتناع عن التصويت” مرتفعة ما عرضها إلى إنتقادات دولية ولا سيما من الولايات المتحدة التي وصفتها بـ “المزورة”.
قالت رئيسة المجلس الوطني الإنتخابي، أنديرا ألفونزو، إن التحالف الداعم للرئيس مادورو حصل على ما نسبته 67.7% من أصوات الناخبين، البالغ عددهم 5.2 ملايين من أصل 20.7 مليوناً يحق لهم التصويت، وأضافت أن قسماً صغيراً من المعارضة شارك في الإنتخابات، 18% من الأصوات، في وقت تنافس فيه حوالي 14 ألف مرشح لشغل 277 مقعداً في الجمعية الوطنية – البرلمان.
كما أعلنت اللجنة الوطنية للإنتخابات في فنزويلا أن حزب مادورو “فاز في الإنتخابات التشريعية بعد فرز 82.35% من الأصوات، والتي تشكل أكثر من 5.2 ملايين صوت”، إذ رحب الرئيس مادورو بالنتائج، عبر حسابه على موقع “تويتر”، قائلاً “فزنا بالأصوات، وهزمنا المعارضة الشريرة. يمكننا القول إن التغيير قادم”.
مقاطعة دولية
دعا زعيم المعارضة خوان غوايدو، رئيس البرلمان المنتهية ولايته، الفنزويليين إلى المشاركة في إستفتاء شعبي يجري في 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، حيث ينوي غوايدو الإعتماد عليه من أجل تمديد ولايته في البرلمان إلى ما بعد 5 يناير/كانون الثاني 2021.
أيضاً، رفض الإتحاد الأوروبي الإعتراف بنتائج الإنتخابات التشريعية الفنزويلية إذ قال وزير خارجية الإتحاد جوزيب بوريل، في بيان صدر نيابة عن الأعضاء الـ 27، أن الإقتراع “فشل في الوفاء بالحد الأدنى من المعايير الدولية”، مضيفاً “إن عدم إحترام التعددية السياسية وإستبعاد ومحاكمة زعماء المعارضة لا تسمح للإتحاد الأوروبي بالإعتراف بهذه العملية الإنتخابية على أنها ذات مصداقية وشاملة وشفافة ونتائجها تمثل إرادة الشعب الفنزويلي.”
وتابع بوريل بالقول أن وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي حضوا السلطات الفنزويلية على بدء عملية إنتقالية نحو “حل سلمي وشامل ومستدام للأزمة السياسية من خلال إنتخابات رئاسية وتشريعية موثوقة وشاملة وشفافة”.
من جهتها، أعلنت بريطانيا أنها لا تعترف بنتائج الإنتخابات وإعتبرتها “غير شرعية”، حيث أكدت الخارجية، في بيان نشرته على موقعها، أن “المملكة المتحدة لا تعترف بنتيجة الإنتخابات غير الشرعية للجمعية الوطنية الفنزويلية”، مضيفة أن “إنتخابات الجمعية الوطنية الفنزويلية لم تكن حرة ولا نزيهة، ولم تستوف الشروط المقبولة دولياً، التي دعت إليها مجموعة الإتصال الدولية بشأن فنزويلا، والتي تضم بريطانيا العظمى ومنظمة الدول الأمريكية والإتحاد الأوروبي وغيرها، ولم تستوف أيضاً شروط التشريع الفنزويلي”، مشددة على “إعتراف بريطانيا بالجمعية الوطنية المنتخبة ديمقراطياً العام 2015، وزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤقت للدولة.”
في نفس السياق، وصف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عملية الإنتخابات بأنها “مزورة”، وقال في تغريدة على “تويتر” إن النتائج التي يعلنها نظام الرئيس مادورو لن تعكس إرادة الشعب الفنزويلي وإن ما يجري هو تزوير وخداع وليس انتخابات.
أخيراً، بالرغم من حملة العقوبات والضغط الدبلوماسي التي شنها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، فإن الرئيس مادورو ظل في السلطة مدعوماً من قبل جيش بلاده، ودول مثل روسيا وكوبا والصين وإيران. لذا، يبقى الرهان على مدى إمكانيته، خلال الـ 5 سنوات القادمة، من تحقيق وعوده وقدرته على حل الأزمات الداخلية أو التخفيف منها في ظل معاناة كبيرة يعيشها الفنزويليون.
مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.
مصدر الصور: موقع نبض –إرم نيوز.
موضوع ذا صلة: التدخلات الخارجية و”تدمير” فنزويلا