شارك الخبر

إعداد: يارا انبيعة

اجتمع زعماء دول رابطة الآسيان، تايلاند، أندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، في سنغافورة في 28 أبريل/ نيسان 2018، بعد يوم واحد من اتفاق كوريا الشمالية والجنوبية ، على التحرك من أجل جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، ووضع نهاية رسمية لحالة الحرب الكورية في قمة خاصة عقدت بين زعيمي الكوريتين.

وانعقدت القمة بغياب كل من زعيمة ميانمار أون سان سو تشي، ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق.

وطغى ملف الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم الولايات المتحدة والصين على الجلسة الافتتاحية للدورة الـ32 من قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا.

حيث أكد رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج، أن بوادر الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تمثل أحد أكثر المخاوف إلحاحاً بالنسبة لمنطقة جنوب شرق آسيا، وأشار في كلمته الافتتاحية للقمة، إلى أن المزاج السياسي انقلب في كثير من الدول ضد التجارة الحرة، لافتاً إلى أن التوترات التجارية الأخيرة تثير المخاوف في ظل الضغوط التي يواجهها نظام التجارة المتعدد الأطراف الذي أسهم بشكل كبير في تعزيز النمو في منطقة الآسيان.
ويأتي إفصاح رئيس الوزراء السنغافوري عن مخاوفه تجاه نمو اقتصادات رابطة دول جنوب شرق آسيا، ضمن موجة مخاوف عالمية أعربت عنها جهات دولية ومؤسسات اقتصادية عديدة، بعد قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم على واردات الحديد والألومنيوم الشهر الماضي، مع السماح برسوم على الواردات الصينية بقيمة 50 مليار دولار، وتعهد الصين بفرض رسوم على العديد من الصادرات الزراعية الأمريكية الرئيسية رداً على ذلك.

وأحد التحديات الكبيرة، التي تواجه التكتل الإقليمي أيضًا هي الأزمة الإنسانية في ولاية راخين بميانمار، التي شهدت قيام 700 ألف لاجئ من الروهينجا بعبور الحدود إلى بنجلاديش للهرب من العنف.

وأحيانا ما تواجه رابطة «آسيان» صعوبة في التصدي للتحديات بسبب مبدأ الإجماع في الآراء بين كل أعضائها العشر قبل التوصل لأي قرار وأيضًا لرفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

بيان القمة

وفي بيان صدر في ختام القمة، تعهد قادة دول الرابطة تكثيف الجهود من أجل إنجاز المفاوضات حول شراكة اقتصادية إقليمية شاملة ومكافحة “مد من الحمائية، وهذه الشراكة المدعومة من بكين ستجمع بين دول آسيان العشر وشركائها المحليين “الصين واليابان وأستراليا والهند وكوريا الجنوبية ونيوزلندا”.

ولإثبات تصميمهم على مكافحة الإرهاب، اتفق قادة آسيان كذلك على بدء مفاوضات حول معاهدة تسليم موقوفين بين البلدان الأعضاء “بروناي وكمبوديا وأندونيسيا ولاوس وماليزيا وبورما والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام”، وضع مشروع بشأنها.

وتواجه بعض الدول الـ10 الأعضاء في آسيان التي تعد 650 مليون نسمة منذ زمن التهديد الإسلامي ومجموعات متطرفة تعزز وجودها مع بروز تنظيم الدولة الإسلامية.

ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يهدد جنوب شرق آسيا رغم هزيمته العسكرية في العراق وسوريا، وفي موازاة ذلك فإن التطور الرقمي يجعل البلدان أكثر عرضة للهجمات الالكترونية بحسب “لي”.

وأعلن “لي” للصحافة بعد انتهاء القمة، علينا الآن بكل بساطة أن نضع المشروع رسميا ونبدأ بالتفاوض حول معاهدة تسليم حقيقية لآسيان، ورأى أن هذا لا يفترض أن يستغرق الكثير من الوقت.

الضغوط الحمائية

قال رئيس وزراء سنغافورة لى هسين لونج، إن دول جنوب شرق آسيا ستعمل عن كثب مع القوتين الجديدتين الصين والهند لمجابهة ضغوط الحمائية وضمان استمرار النمو، وأضاف، في تصريحات خلال القمة، إن النمو الاقتصادي الإقليمي يتعرض لتهديد بسبب تحول المزاج السياسي فى الكثير من الدول ضد التجارة الحرة، مشيرا إلى أن التوترات الحالية بشأن التجارة خاصة بين الولايات المتحدة والصين مثيرة للقلق.

وتابع رئيس الوزراء السنغافوري، إن التوازن الإستراتيجي العالمي يتغير، وكذلك التوازن الإقليمي، وأضاف أن قوى جديدة، من بينها الصين والهند، تزداد في القوة والنفوذ، مما يتيح فرصا جديدة للدول الأعضاء في الآسيان، في الوقت الذي نقوم فيه بتوسيع التعاون معها، ولمحاربة الحمائية، قال إن الآسيان حريصة على إتمام مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة هذا العام وهي اتفاقية مقترحة للتجارة الحرة بين أعضاء دول الآسيان العشر واستراليا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا.

لم نتلقى أي طلب

كما أعلنت سنغافورة عدم تلقي طلب “رسمي” لاستضافة قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، وكان ترامب قد أعلن أن لائحة الأماكن المحتملة لعقد اللقاء أصبحت تضم مكانين لم يحددهما، وتقول بعض التقارير إن سنغافورة، المركز المالي المزدهر في جنوب شرق آسيا، واحد من المكانين المحتملين.

هذا وقد استضافت سنغافورة قمما تاريخية في السابق اذ التقى فيها زعيما الصين وتايوان للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات بعد عقود من القطيعة في اعقاب انفصال تايوان في نهاية الحرب الاهلية عام 1949.

مصدر الأخبار: وكالات

مصدر الصور: مونت كارلو الدولية


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •