إعداد: يارا انبيعة
بعد أسابيع من الاحتجاجات التي شهدتها أرمينيا منذ 13أبريل/ نيسان 2018، ضد رئيس الوزراء سركيسيان والتي أجبرته على الاستقالة بعد أيام من تعيينه من طرف البرلمان في هذا المنصب، وفي 25 أبريل/ نيسان 2018، تم حل الائتلاف الحاكم في البرلمان بعد خروج حزب داشاناكتسوتيون منه.
عبّر زعيم المعارضة الأرميني، نيكول باشينيان، عن ثقته في الفوز في الانتخابات المبكرة، مؤكدا أن الثورة في أرمينيا قد تحققت بالفعل، وأن علاقات بلاده مع روسيا ستتطور بفاعلية.
ثقة كبيرة
باشينيان أمام أنصاره في ساحة الجمهورية في العاصمة يريفان قال: في المستقبل القريب، ستتطور العلاقات بين أرمينيا وروسيا، اليوم اجتمعت مع نواب مجلس الدوما، وكان لدى كلا الجانبين انطباع جيد، وأؤكد أن العلاقات بين أرمينيا وروسيا ستستمر في التطور بفاعلية كبيرة.
وأكد باشينيان لأنصاره، أن ثلاثة من أربعة أحزاب في البرلمان، عبّروا عن دعمهم لترشحه لمنصب رئاسة الوزراء في البلاد، مضيفا أن الحزب الجمهوري الحاكم لن يقدم مرشحا عنه إلى المنصب، وأضاف، هناك احتمال كبير بأن يصبح فوزنا في 1 مايو/ أيار 2018، في برلمان البلاد حقيقة قانونية، مرشحكم سيصبح رئيس مجلس الوزراء بالبلاد.
تسونامي حقيقي
ثقة المعارض واحتمالاته لم تكن في مكانها، حيث تفاجئ بقرار مغاير لتوقعاته، جاء هذا الفشل لزعيم المعارضة في البلاد، بعدم الحصول على الأغلبية اللازمة من الأصوات فى البرلمان، وحصل باشينيان على 45 صوتا وهو ما يقل 53 عن الأغلبية اللازمة في المجلس المؤلف من 105 مقاعد، وجاء ذلك بعدما توعد في وقت سابق بتسونامي سياسي، في حال عدم انتخابه، واذا عمد الحزب الجمهوري الحاكم الى سرقة انتصار الشعب.
استنفار وغضب جماهيري
وفى استجابة لدعوة أطلقها الزعيم البالغ من العمر 42 عاما، تجمعت حشود ضخمة فى ساحة الجمهورية ومحيطها فى العاصمة حيث رفعوا أعلام بلدهم، وقال باشينيان للنواب فى البرلمان، هناك معلومات بأن الرئيسين السابقين سيرج سركيسيان وروبرت كوشاريان الثنائى الشهير يخططان لاستعادة السلطة، وأضاف، أريد أن أحذرهما من فكرة تساهل الشعب، وتابع، أدعو الجميع إلى الخروج الى الشوارع لأنهم يريدون مجددا سرقة النصر الذي حققه الشعب.
وقال: غدا اعتبارا من الساعة 8,15 صباحا، سيتم قطع كل الطرق، تم إعلان تعطيل شامل، سيتم تعطيل المطارات والسكك الحديد، داعيا مؤيديه الى عصيان مدني.
اضطرابات محتملة
أرمن نيكاغوسيان، وهو خبير مالي يبلغ من العمر 59 عاماً شارك في المسيرة في يريفان، قال: لن يتمكن الجمهوريون من إفشال النصر الذي حققه الشعب، أما مهندس البرمجيات، ديفيد بابايان، فحذر من أن رغبة الحزب الحاكم التشبث بالسلطة ستكون لها نتائج عكسية، وقال: سيوقعون على حكمهم بالموت السياسي.
فيما أعرب مراقبون والمجتمع الدولي عن قلقهم من إمكانية زعزعة الاضطرابات الاستقرار في البلد المتحالف مع موسكو، والعالق في نزاع على أراض مع أذربيجان منذ عقود.
ودعت روسيا إلى تسوية الخلاف، بينما حثت الولايات المتحدة الأطراف المعنية للتوصل إلى حل يعكس مصالح جميع الأرمينيين.
واتهمت حركة باشينيان الاحتجاجية، الزعيم السابق سركيسيان، بالسعي إلى الاستحواذ على السلطة، فيما يعتبر أنصارها أنه فشل في التعامل مع جملة من المشاكل كالفساد والفقر وتزايد نفوذ الفئة الثرية الحاكمة. ورجّح عدد من المراقبين قبيل التصويت أن يتم انتخاب قائد الاحتجاج الذي يحظى بشعبية واسعة رئيساً للوزراء، مشيرين إلى أنه حتى الحزب الجمهوري بدا وكأنه يفهم بأن انتصار باشينيان سيهدئ الوضع.
عودة سريعة
التحركات الشعبية المناصرة لنيكول باشينيان، فاجئت الجميع، فبعد عصيانهم المدني وشل الحركة في يريفان عبر قطع الطرق وخطوط المترو والقطارات، عاد الزعيم المعارض ليدعوهم للتهدئة.
حيث دعا المعارض الأرمني أنصاره إلى وقف التظاهرات مؤكدا أنه نال تأييد القوى السياسية الأربع الموجودة في البرلمان لانتخابه رئيسا للوزراء في 8مايو/ أيار 2018.
وأعلن البرلمان الأرمني، أنه سيجري في 8 مايو/ أيار عملية تصويت جديدة لانتخاب رئيس للوزراء، وقال الحزب الجمهوري الحاكم إنه لن يقدم أي مرشح لهذا المنصب، كما فعل في التصويت الذي أجري سابقا.
وقال باشينيان أمام عشرات الآلاف من أنصاره في ساحة الجمهورية في وسط يريفان: كل الكتل البرلمانية قالت إنها ستدعم ترشحي، تمت تسوية القضية، ودعا زعيم الحركة الاحتجاجية التي تهزّ أرمينيا منذ 13 أبريل/ نيسان 2018، أنصاره للعودة إلى منازلهم والاستراحة، معلنا أن موعده المقبل معهم سيكون بعد ستة أيام، وقال “في 8 مايو/ أيار، سنكون 500 ألف هنا وسنعلن انتصارنا.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: روسيا اليوم_ البوابة نيوز.