إعداد: يارا انبيعة

ضغوط أمريكية وسعودية وإسرائيلية على المغرب، كلام جاء على لسان حزب الله اللبناني جرّاء قطع العلاقات الإيرانية المغربية، حيث حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة إن بلاده ستقطع علاقاتها مع إيران بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، واتهم الدولة الإيرانية وحزب الله بإرسال مدربين عسكريين إلى الجزائر لتأهيل كوادر من جبهة البوليساريو على استخدام صواريخ أرض- جو، المضادة للطائرات.

ثلاث أدلة لقطع العلاقات

الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي قال: إن الرباط تمتلك ثلاثة أدلة أساسية جعلتها تقطع العلاقات مع إيران، وأوضح الخلفي أن الدليل الأول هو تدريب خبراء عسكريين من حزب الله اللبناني لعناصر البوليساريو على حرب الشوارع وتكوين عناصر كوماندوز، وأضاف أن الدليل الثاني يتعلق بإرسال أسلحة ومتفجرات من حزب الله إلى تندوف بالجزائر.

أما الدليل الثالث، فيتعلق بتورط عضو بالسفارة الإيرانية لدى الجزائر في تنظيم تسهيل ربط الاتصالات واللقاءات بين البوليساريو وحزب الله، حيث أشار الخلفي إلى أن عضو السفارة يحمل جواز دبلوماسي إيراني.

ولفت الناطق باسم الحكومة المغربية إلى أنه قبل اتخاذ قرار قطع العلاقات مع إيران، تمت مواجهة طهران بهذه الأدلة من خلال زيارة وزير الخارجية بوريطة، إلى طهران، ولكنها لم تقدم أية أمور لنفي ذلك.

وصرح مصطفى الخلفي أن قرار الرباط لم يخضع لأي سياق دولي، مشددا على أن أي قرار ضد وحدة بلاده، سيكون مكلفا للطرف الذي اتخذه.

من ناحيتها قالت النائبة زهور الوهابي عضو البرلمان المغربي، إن موقف المغرب كان واضحا وأنه اتخذ القرار بناء على دلائل ومعطيات متوافرة لديه، وأضافت أنه من غير الممكن أن تقوم الدولة المغربية بقطع العلاقات مع إيران التي كانت قد تحسنت علاقتها معها دون أن يكون لديها ما يجعلها تلجأ لهذا الأمر.

في ذات الإطار قالت النائبة مالكة خليل، إن سبب عدم معارضة قطع العلاقات مع إيران هو أن الأمر متعلق بدعم البوليساريو، وأضافت أن قضية الصحراء يصطف خلفها المغاربة جميعا، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي والجمعوي والحقوقي والمواطن البسيط، وأن الكل يؤمن أن المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها، وأن هذا الأمر ما يجعل من الجميع ضمن الاصطفاف وراء القرار.

 

مواقف متباينة

جاءت مواقف السعودية والإمارات والبحرين والأردن واضحة، وداعمة لموقف المغرب، أما الموقف القطري، والذي وصفته الأوساط المغربية بـ “الخجول والمتذبذب”، فقد أثار جدلا واسعا، إثر دعوة الدوحة إلى ما سمتها “إعمال الحوار” لتجاوز الأزمة بين المغرب وإيران.

كما أثار موقف الدوحة موجة استياء لدى وسائل الإعلام المغربية، التي اعتبرته خذلانا من الدوحة للرباط، بل ذهبت إلى اعتباره انسحابا قطريا من الجبهة العربية، وارتماء في الأحضان الفارسية.

وانتقدت وسائل الإعلام المغربية كذلك عدم إشارة الدوحة بشكل مباشر إلى الطرف الإيراني، والاكتفاء بتضامن خجول لا يكشف التوجه القطري بوضوح.

الجامعة العربية، أعربت على لسان محمود عفيفي المتحدث باسم أمينها العام أحمد أبو الغيط، عن تضامنها مع المملكة المغربية بشأن قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران.

وعبر عفيفي في بيان عن التضامن مع المملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها مع إيران، لما تمارسه الأخيرة من تدخلات خطيرة ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية، وأشار إلى أن القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة (في أبريل/ نيسان 2018) في الظهران بشأن التدخلات الإيرانية عكس موقفا عربيا صلبا في رفض هذه التدخلات والعمل على التصدي لها.

فيما رفض مسؤول في جبهة ‘البوليساريو’ رفضا قاطعا اتهامات الرباط.

كسبُ فريق معين

أكد السفير الصحراوي بالجزائر السيد عبد قادر طالب عمر، أن قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بحجة غير موجودة، يتناقض مع التوجه الأخير الذي انتهجه عبر إقراره بأن سياسة الكرسي الشاغر وقطع العلاقات الدبلوماسية لا يفيد.

واعتبر أن هذا الإجراء الذي أقدم عليه المغرب هو محاولة منه للاصطفاف مع فريق معين لكسب الدعم والحماية من أي موقف قادم يخص قضية الصحراء الغربية والتي يواصل عرقلة أية جهود تسعى إلى إيجاد تسوية سياسة لها.  

وأوضح في هذا السياق، أن المغرب وبعد أن طالب بالانضمام للاتحاد الإفريقي وأعاد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا بالرغم من علمه أن هذه الأطراف تقدم الدعم والمساندة لجبهة البوليساريو، يقدم اليوم على موقف معاكس بقطعه العلاقات الدبلوماسية مع إيران بحجة غير موجودة هي، كما يزعم، تقديم طهران دعما لجبهة البوليساريو.

وفنّد الدبلوماسي الصحراوي مزاعم المغرب بوجود دعم إيراني لجبهة البوليساريو، مؤكدا أنه لا توجد أية علاقة عسكرية، لا في التدريب ولا في التسليح ما بين جبهة البوليساريو وجيشها مع إيران أو حزب الله، مضيفا أن الشيء المطمئن هو أن الأسس التي يعتمد عليها المغرب باطلة وكاذبة وكل المراقبين الدوليين وحتى القوى الغربية التي حاول المغرب التودد اليها يعلمون جيد أن هذا كله باطل ولا أساس له من الصحة.

جلب الدعم الخليجي

ارجع سي سالم مدير التلفزيون الصحراوي، قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران إلى “الظروف الصعبة التي تمر بها المغرب، حيث خروج المظاهرات في منطقة جرادة والحسيمة، كذلك ملفات المعتقلين ومنهم الصحفيين، فضلًا عن الأزمة الاقتصادية الخانقة، مما جعل المغرب يصدر هذا القرار كمحاولة لجلب الدعم الخليجي مرة أخرى.

في سياق متصل، قال الدكتور الموسوي العجلاوي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة “الرباط” المغربية، إن وزير خارجية المغرب زار إيران وعرض دلائل تثبت تورط شخص إيراني يعمل بسفارة طهران بالجزائر في دعم البوليساريو على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لكن وزارة خارجية إيران قالت إنها لا تعرف هذا الشخص، ولكن هناك وثائق مغربية أيضًا تقول إنه ربما يكون من المخابرات الإيرانية”

وحول رد الفعل الإيراني قال الدكتور حسين رويران المحلل السياسي الإيراني، إن الموقف المغربي جاء تحت ضغط سعودي إسرائيلي لتشويه صورة إيران، لافتًا إلى عدم تبني إيران لأي موقف في قضية الصحراء.

وتحدث عن وجود تعبئة عالمية ضد إيران حاليًا، ووجود أطراف كثيرة تؤيد هذا المطلب، مستبعدًا تحول هذه التعبئة لحرب ضد إيران قائلا: “إيران ليست من جمهوريات الموز”.

مصدر الأخبار: وكالات.

مصدر الصور: فرانس 24_ اليوم السابع.