حوار: سمر رضوان

تمر العلاقات الأمريكية التركية بفترة توتر، بسبب دعم الولايات المتحدة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية”    في سوريا، الذي تعتبره تركيا إرهابيا، ومع ذلك اجرى وزيرا الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، محادثات حول الملف السوري، وخارطة الطريق الجديدة حول منبج كانت أبرزها.

لتفاصيل هذا الموضوع تحدّث الأستاذ جمعة العيسى، مستشار العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، المحلل السياسي للنزاعات ذات الطابع الدولي، إلى مركز “سيتا”، قائلاً:

بعد اتضاح وجه تنظيم داعش الدموي وإدانة أفعاله عالميا، بحثت الولايات المتحدة الأمريكية عن بديل لتنظيم داعش الإرهابي ينفذ أجندتهم على الأراضي السورية، فلم يجدوا أمامهم سوى المسلحين الكرد بعد وعدهم بتحقيق حلمهم بإنشاء كيان كردي على الأراضي السورية شبيه بالكيان الصهيوني، ودعمتهم وأطلقت عليهم اسما ربطته بالديمقراطية، لتعطيه صورة جديدة عالميا.

والجميع لاحظ كيف أن عناصر حماية الشعب الكردية استلموا اغلب المناطق من تنظيم داعش “استلام” بعد بعض المعارك التمثيلية والدليل عدم وجود جثث للدواعش وكأنهم تبخروا، وعن نقلهم الآن إلى غربي الفرات، فهم موجودون فيها فعلا.

الأمن القومي التركي مهدد

حاليا منطقة منبج وريفها هي تحت سيطرة ما يسمى ميليشيا قسد والمعسكرات الأمريكية الموجودة فيها، والعداء الكردي التركي موجود وقديم، لكن ليس وجودهم غربي الفرات هو فقط ما يشكل التهديد لتركيا، بل التسلح الكبير، والتمرّس على استخدام السلاح، هو التهديد الأكبر، إلا أن التهديد الوجودي الأبرز أن الكرد المسلحين، ينتشرون شرقي الفرات بحدود أطول وأعداد أكثر بكثير من وجودهم غربي الفرات، حيث ينحصر وجودهم غربي الفرات في مدينتي منبج وعفرين غير متصلتين جغرافيا.

لماذا منبج؟

واشنطن وانقرة تحاولان رسم خطط وخرائط تخدم مصالحهما، وأمريكا تقوم بدعم الأكراد في المناطق النفطية والزراعية، وهذا ما يهم الأمريكي بأن يسيطر على أهم ثروتين، كما أن تركيا تدعم أيضا ما تسميهم “درع الفرات”، ليفرضوا سيطرتهم على الشمال السوري، من إدلب وصولا إلى حلب وريفها الشمالي الشرقي، وصولا إلى مدينة جرابلس، وهذا الدعم يشكل درعا واقيا لتركيا، ويجعل من مقاتلي “درع الفرات” سدّاً أمام المسلحين الكرد، للحد من تقدمهم على طول الحدود السورية-التركية.

لكن يجب الانتباه إلى نقطة مهمة أن الجمهورية العربية السورية بكامل حدودها إلى آخر شبر فيها، لن تكون إلا للسوريين مهما تآمروا وخططوا، وقريبا سيحرر الجيش السوري مدعوما بحلفائه كل الجغرافيا السورية.

نقاط خلافية في اتفاق منبج

هناك شروط تركية لم يتم الرد عليها من الجانب الأمريكي، أولها انسحاب المسلحين الكرد من غربي الفرات إلى شرقه، وطلب أنقرة من واشنطن ضمانات أمريكية بعدم إنشاء الكرد لدولة كردية على حدودها، واتفاق منبج سيسري إن وافق الأمريكان على أن يكون للأكراد فدرالية في بعض المناطق، الأمر المرفوض من الجانب التركي، فالاتفاق منوّط سريانه بالموافقة على هذه الشروط، لكنه إلى الآن يبقى اتفاق مبدئي غير قابل للتنفيذ أقله في الوقت الحالي.

مصدر الصور: روسيا اليوم