حوار: سمر رضوان
حقق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان فوزاً مريحاً في الانتخابات التشريعية المبكرة في البلاد، حسب ما أظهرته النتائج الكاملة التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية، واحتج عليها منافسه الرئيسي روبير كوتشاريان، مندداً بوجود “تزوير”.
حول العملية الانتخابية، والانتقادات التي طالت المرشحين، بخاصة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، سأل “مركز سيتا” الأستاذ والمحلل السياسي سركيس قصارجيان،عن هذا الموضوع ومآلاته.
تعاظم الضغوط
في الحقيقة الانتقادات الداخلية ووصول السياسية الداخلية إلى وضع أشبع بالعقدة غير القابلة للفك هو الذي أجبر باشينيان للدعوة إلى انتخابات مبكرة.
فقد زادت انتقادات جنرالات الجيش بحقه، كما أن ايماءات رئيس الجمهورية بعدم وجود تنسيق بينه وبين رئيس الوزراء الذي يجمع أهم الصلاحيات في يده وفق نظام الحكم البرلماني السائد في البلاد قد أدت إلى خسارته جزءاً ولو بسيطاً في الشارع الموالي له والمتمسك بضرورة احترام مقام الرئاسة، إضافة إلى الضغوطات الكبيرة من قبل المعارضة ولّدت لديه برأيي إحساساً بضرورة الذهاب إلى انتخابات مبكّرة اليوم قبل أن تتراجع شعبيته أكثر، وبالتالي يخسر حظوظ البقاء في السلطة في أي انتخابات قد تجري في موعدها أو مبكرة جارية في وقت لاحق تحت تعاظم الضغوط.
حل ضروري
خصوم باشينيان استثمروا الأخطاء التي وقع فيها باشينيان خلال حرب كاراباخ (أرتساخ) إلى أقصى حد، كما أن الانتخابات محفوفة بالمخاطر لجهة باشينيان، لكن مضي الوقت دون تجديد الثقة الشعبية عبر الصناديق ستجعل من مستقبله السياسي على المحك ووضعه أكثر خطورة.
إذ يمكن أن تشكل هذه الانتخابات فرصة للخروج من الأزمة السياسية في حال كان المزاج الشعبي مع الإطاحة بباشينيان، أما مع نجاح باشينيان مرة أخرى في الصناديق فإن الأزمة السياسية ستستمر خاصة بأن الخلاف بين السلطة والمعارضة ليس خلاقاً سياسياً فقط، بل اتهام المعارضة لباشينيان بالخيانة واللاوطنية يجعل من هذا الاختلاف صراعاً عميقاً بين طرفين نقيضين في المواقف والرؤى إن لم نقل شبه معاديين.
الرضوخ للأمر الواقع
لا أتفق مع فكرة وجود قوى تدفع لحرب أهلية، فحسب المزاج الشعبي في أرمينيا استطيع التأكيد أن أي جهة تحتكم للسلاح من أجل حل خلاف سياسي فإنها ستخسر ثقة الشارع وتعاطفه ولن تجد إلا فئة قليلة من المتحمسين لها في الشارع. الشعب الأرميني مسيس إلى حد كبير وخيار باشينيان كان ولا يزال على مبدأ ليس جيداً لكنه أفضل من سابقيه، وبالتالي أعتقد بأن المعارضة ستضطر في النهاية على قبول النتائج.
مصدر الصور: أرشيف سيتا + يورو نيوز.
موضوع ذا صلة: رائيسيان: يجب الاعتماد على وعي الشعب في أرمينيا