صدر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت – لبنان، كتاب جديد للدكتور جمال واكيم بعنوان “جريمة ولا عقاب: الحرب الأهلية اللبنانية وترميم النظام الطائفي” حيث يقدم هذا الكتاب رؤية جديدة تعتمد على وجهات نظر مختلفة من تحليلات المدرسة الاستشراقية الفرنسية والانكلوساكسونية والماركسية الفرنسية، و”تحاجج” بأن الحرب الأهلية اللبنانية كانت في جوهرها نوعاً من “إرهاب” مارسته الطوائف، التي تمثل في حقيقتها مؤسسات الدولة، على الشعب اللبناني. وبالتالي، فإن هذا الإرهاب لم يكن في جوهره إرهاباً مارسته طائفة ضد أخرى، بل كان بالدرجة الأولى إرهاباً مارسته النُخب الضالعة بالدولة ومؤسساتها والمتحكمة فيها، ضد الطبقتين الوسطى والفقيرة بغية إخضاعهما وتطويعهما بإستخدام العنف.

وهكذا فإن المؤلف يتبع في كتابه أسلوباً أكاديمياً، ويأخذ بأبحاث وفكر كل من ماركس، وأنطونيو غرامشي، والمؤرخ الأميركي بيتر غران، والمؤرخين البريطانيين إريك هوبسباوم، وبول كينيدي، وكمال الصليبي، ومهدي عامل، وغيرهم.

ويرتكز أيضاً على وثائق وشهادات حية ليعالج الأسباب المنطقية والظروف المفضية إلى إشعال الحرب بالاستناد إلى رؤية لينين وتجربته في الثورة، وإلى نظريات نعوم تشومسكي، وجذور هيمنة الاقطاع السياسي والصراع الطبقي في لبنان، إضافة إلى تأثير الجوار القريب والبعيد للبنان في مجريات الأحداث ومآل الأمور، مروراً بأساليب فرض كل طائفة لهيمنتها، على الأقل في محيطها الجغرافي، عبر عمليات التنظيف والتطهير، وصولاً إلى الإرهاب الذي مارسته كل الطوائف المسيحية، والدرزية، والشيعية، والسنّية، ممثّلة بزعمائها ضد أبناء الوطن الواحد ضمن قصص، جرى التغاضي عنها، تكشف ممارسات هؤلاء الزعماء الدموية.