إعداد: يارا انبيعة
بعد التشنجات التي رافقت عملية التصويت في انتخابات الجمعية العمومية “الكونغرس”، للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” من أجل اختيار البلد الذي سيستضيف التظاهرة الكروية الأشهر في العالم، العام 2026، وحصول المغرب على 65 صوتاً فقط مقابل 134 للملف الثلاثي “الأميركي – المكسيكي – الكندي” لا سيما مع قيام عدد من الدول العربية بالتصويت ضد الرباط، بدأ الحديث يتصاعد عن “سيطرة” دولة قطر على الرياضة العالمية، من خلال احتكار بثها، واستخدامها سياسياً في مقابل التهديد بـ “القرصنة” ما يزيد التوتر في العلاقات العربية وهذه المرة من البوابة الرياضية.
“إمتعاض” مغربي
في أول رد فعل رسمي على التصويت ضد ملف المغرب، أعلن المغرب، بشكل مفاجئ، عدم مشاركته في اجتماع وزراء إعلام دول التحالف العربي في اليمن، بقيادة السعودية، وقالت وزارة الثقافة والاتصال بالمغرب، في بيان لها، إن الوزير محمد الأعرج لن يشارك في أعمال الاجتماع بـ “ارتباطات متعلقة بأجندة الوزير”.
المطالبة بالرد
تعالت أصوات مغربية تطالب الدولة بالرد على “خذلان” العديد من الدول العربي، لا سيما السعودية التي طالها الغضب الأكبر، خصوصاً بعد التحركات “المفضوحة” لمسؤولي الدولة الخليجية، بحسب الأخبار، لتغيير موقف بعض الاتحادات الكروية التي كانت ستمنح صوتها للملف المغربي. وفسرت بعض القراءات سبب “العقاب” السعودي بوجود أزمة صامتة بين الرياض والرباط عقب الموقف المغربي المحايد من الأزمة الخليجية الأخيرة مع قطر.
بخلط شعبي ما بين المواقف الرياضية والسياسية وصل إلى حد المطالبة بفسخ جميع التحالفات القائمة بين البلدين، يشير الباحث في العلاقات الدولية والعربية، خالد شيات، أن موقف الرياض تجاه “موروكو 2026” لا يمكن أن يمهد لأزمة دبلوماسية في العلاقات بين المملكتين، معتبراً أن على المغرب المحافظة على قضاياه الإستراتيجية مع السعودية، وباقي دول الخليج، وعدم إقحام الصراع الرياضي في دبلوماسية البلدين، ومضيفاً “لو تعلق الأمر بقضية الصحراء المغربية أو مواضيع إستراتيجية أخرى لكان الرد التصعيدي منطقياً.”
من جهته، هاجم عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم، الدول العربية التي صوتت لصالح الملف المشترك على حساب المغرب، مشيراً إلى أن “هذه البلدان يجب أن تُنَكِّس أعلامها خجلاً، فقد الحقت ضرراً غير مسبوق بالتضامن العربي، وقَدمت هدية لا تقدر بثمن للجماعات العنصرية المتطرفة المعادية للعرب والتعايش في أقطار الاتحاد المغاربي، وعلى رأسِها المغرب.”
كلمتنا للأميركيين
أكد رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، أن بلاده تدعم استضافة الولايات المتحدة الأميركية بطولة كأس العالم لعام 2026، كاشفاً، في لقاء مع وكالة bloomberg الأميركية، أن المملكة المغربية كانت قد طلبت قبل شهر دعم الرياض، وكان جواب السعوديين “لقد أعطينا كلمتنا للأميركيين”.
شكراً قطر
وحول القراءة التي أعطيت لاتصال الملك محمد السادس بأمير قطر، تميم بن حمد، لشكره على تصويت بلاده لصالح الترشيح المغربي، وهو ما إعتبر بمثابة رسالة غير مباشرة إلى السعودية، أكد بعض المحللين أن هذه القراءة “خاطئة” لأن العاهل المغربي لا يمكن له أن يتصل بالأطراف التي لم تقف بجانبه، وهذا لا يعني أن هناك أزمة خفية ترتبت عن التصويت.
اللجنة اللبنانية تخالف التمنيات الرسمية
دعا وزير الشباب والرياضة اللبناني، محمد فنيش، اللجنة الادارية للاتحاد اللبناني لكرة القدم إلى الاجتماع في مقر الوزراء، في 19 يونيو/حزيران 2018، للبحث في ما حصل بالنسبة إلى التصويت للملف الأميركي بدلاً من الملف المغربي وتوضيح القواعد التي استند إليها الاتحاد، فيما أكد بيان صادر عن دائرة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة عن توجيه واضح للاتحاد اللبناني لكرة القدم في شأن التصويت، وقد شكل التصويت اللبناني للملف الثلاثي مفاجأة كبيرة للوزارة، لأن الطرف المنافس كان بكل بساطة عربياً، خصوصاً وأن الوزارة قد أرسلت توجيهاً بهذا الشأن.
كما أشار البيان إلى معرفة الوزارة بالحدود القائمة بين السياسة والرياضة، والحرية التي تتمتع بها الاتحادات في هذا المجال، وقد اكتفت بكتابها الرقم 210 تاريخ 14 مارس/آذار 2018، إلى الاتحاد اللبناني بالتمني عليه دعم ترشيح المملكة المغربية الشقيقة، على اعتبار الاستضافة لهذا الحدث، الأهم عالمياً في مجال كرة القدم، يمثل حالة عربية راقية وحضارية متقدمة وليس حالة مغربية وحسب.
إستمرار الترشيح
أعرب وزير الرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، أن بلده عازمة على إنجاز المشاريع التي تقدم بها في ملف ترشيحه الذي تميز بالتنافس الشريف والمنضبط الذي يراعي ويحترم قيم وأخلاقيات كرة القدم، بالرغم من التشويش الذي تعرض له وللأسف من قبل بعض الأصدقاء العرب، وأضاف “بتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس، سيتقدم المغرب بترشيحه لاحتضان كأس العالم لعام 2030.”
“القرصنة” هي الحل
على المقلب الآخر، لا تزال المشاحنات القطرية – السعودية على حماوتها، بعد اتهام الرياض لقطر بـ “ادخال الرياضة بالسياسة”، في حين طلبت شبكة “بي.أن سبورت” القطرية مالكة حقوق بث كأس العالم في كرة القدم 2018، من الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” اتخاذ إجراءات قانونية لوقف مقرصني بثها في السعودية أي شبكة قنوات ” beoutQ”.
وقالت المستشارة القانونية العامة لمجموعة “بي.أن سبورت”، صوفي جوردان لوكالة الصحافة الفرنسية، انها طلبت الفيفا “اتخاد إجراء قانوني مباشر ضد عرب سات والإشارات التي في حوزتنا تظهر أنهم مسؤولون عن ذلك”، في إشارة إلى منظمة الاتصالات الفضائية العربية التي تتخذ من الرياض مقرا لها، وأضافت جوردان أن الشبكة القطرية، في حوار متواصل مع الفيفا حيال هذه المسألة.
إلى ذلك، تقول الشبكة القطرية إن الحقوق التي تمتلكها لنقل الفعاليات الرياضية، هي “حصرية”، بما فيها الدوريات الأوروبية الكبرى في كرة القدم وكأس العالم في روسيا، وتتعرض للقرصنة من قبل موزعين، انطلاقاً من السعودية المجاورة. فيما أفاد متحدث بإسم “الفيفا” بأن الاتحاد الدولي يأخذ على محمل الجد كل الانتهاكات المتعلقة بقواعد قوانين الملكية الفكرية، ويعمل مع المرخص لهم من قبل الاتحاد الدولية لمواجهة هذه المسائل بما فيها البث التدفقي غير الشرعي وإعادة البث غير المخولة، وأضاف أن “الفيفا” تعمل، مع شركائها المختلفين، للتقليل من المسائل المرتبطة بإنتهاك حقوق الشبكة القطرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: الإندبنتدت – الخليج أونلاين.