إعداد: يارا إنبيعة
بهدف تعزيز العلاقات بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال لخفض تهديد نزاع مدمر قد يجتاح شبه الجزيرة، انهى زعيم كوريا الجنوبية مون جاي – إن، 19 سبتمبر/أيلول 2018، زيارة استمرت ثلاثة أيام لبيونغ يانغ، حيث ترغب كل من سيئول وبيونغ يانغ، في تفعيل مشاريع التعاون المشتركة، فالزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، يريد أن تستفيد بلاده من القوة الاقتصادية للجنوب فيما يريد مون أن يبعد الحرب عن شبه الجزيرة.
وقف الأنشطة “العدائية”
في ختام قمتهما الثالثة، وقع زعيما الكوريتين حزمة من الاتفاقات التي ترفد جهود التطبيع بينهما تمهيداً لإعادة توحيد شبه الجزيرة، إذ تتوج اجتماعهما، الذي استمر حوالي الـ 70 دقيقة في دار الضيافة في العاصمة الشمالية، بالتوقيع على “بيان بيونغ يانغ المشترك” الذي اتفق فيه الطرفان على على وقف المناورات العسكرية على الحدود بين البلدين بدءاً من أول نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إضافة إلى وقف إطلاق النار داخل المنطقة المحايدة على بعد 10 كيلومترات من الخط العسكري الفاصل، بالإضافة إلى ذلك، من المقرر في الفترة ذاتها، فرض حظر على الرحلات الجوية بالقرب من المنطقة العازلة لجميع الطائرات العسكرية.
وقال الرئيس مون “اتفقنا لأول مرة على سبل نزع السلاح النووي، في انجاز ذي مغزى كبير”، وأضاف أن كوريا الشمالية “وافقت على إغلاق موقع اختبار المحركات والمنصة الخاصة بإطلاق الصواريخ في دونغ تشانغ – ري، ببلدة تشولسان بشكل دائم، وستتخذ اجراءات إضافية تتمثل في إغلاق منشأة “يونغبيون” النووية بشكل دائم.”
كما وقع وزير الدفاع الجنوبي، سونغ يونغ – مو، ونظيره الشمالي، نو كوانغ – تشول، على اتفاق عسكري لتنفيذ إعلان “بانمونجوم” بحضور الزعيمين مون وكيم.
ربط عبر سكك الحديد
اتفق زعيما الكوريتين على بدء العمل على ربط خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة للمركبات من خلال المنطقة العازلة التي تفصل بينهما، وجاء في الوثيقة أن الجنوب والشمال اتفقا على إجراء، خلال هذا العام (2018)، حفل اطلاق اعمال ربط السكك الحديدية والطرق السريعة في الغرب والشرق. ويهدف هذا المشروع الى نقل الطرق العابرة للحدود الكورية الى الطرق عبر سيبيريا لشحن البضائع إلى اوروبا عبر كوريا الشمالية وروسيا.
أولمبياد 2032
في خطوة تقارب إضافية، ستتقدم الكوريتين بملف ترشيح مشترك لإستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2032، وجاء في البيان أن الجنوب والشمال وافقا على المشاركة بفعالية وبشكل مشترك في المنافسات الرياضية الدولية بما فيها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية “2020 في طوكيو”، والتعاون للتقدم بملف استضافة مشترك شمالي – جنوبي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2032.
ويأتي الإعلان ليؤكد ما سبق وأعلن وزير الرياضة الكوري الجنوبي، دو جونج – هوان، عن عزم بلاده اقتراح هذه الإستضافة المشتركة خلال القمة.
رد الزيارة.. قريباً
وعد الزعيم الكوري الشمالي نظيره الجنوبي بزيارة سيئول في القريب العاجل، ونقلت وكالة “يونهاب”، الكورية الجنوبية، عن كيم قوله “أعدكم بزيارة سيئول في المستقبل القريب.”
من جانبه، أكد الرئيس مون أنه دعا الزعيم الشمالي لزيارة سيئول، وقال “الزعيم كيم سيزور سيئول خلال العام الجاري (2018) ما لم تطرأ ظروف خاصة مانعة”، ولفت مون إلى أن زيارة كيم إلى بلاده، في حال تمت، ستكون الأولى لقائد أعلى في كوريا الشمالية وستمثل نقطة تحول محورية في العلاقات الثنائية.
ردود فعل إيجابية
رحب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالتطورات التي شهدتها القمة ووصفها بأنها “مثيرة للغاية”، وقال ترامب على “تويتر” إن “كيم جونغ أون وافق على السماح بعمليات تفتيش نووية على أساس مفاوضات نهائية وعلى تفكيك نهائي لموقع تجارب ومنصة إطلاق في وجود خبراء دوليين”، وأضاف “في الوقت نفسه لن تكون هناك تجارب صاروخية او نووية.”
وأشاد الرئيس ترامب، في تغريدة أخرى، بموافقة الكوريتين على السعي لتقديم عرض مشترك لإستضافة أولمبياد 2032، واتفاقهما على الإشتراك معاً في المسابقات الدولية ومن بينها أولمبياد 2020 في طوكيو.
بدوره، أعرب المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الصينية، غين شوان، عن ترحيب بلاده بالإتفاقات المبرمة بين البلدين، قائلاً “وقع زعيما كوريا الشمالية والجنوبية خلال الاجتماع في بيونغ يانغ على بيان مشترك، وتوصلا إلى إجماع بشأن تطوير العلاقات الثنائية، وتخفيض التوترات في المنطقة، وكذلك المضي قدماً في عملية نزع السلاح النووي ومباحثات السلام. ونحن بدورنا نعرب عن ترحيبنا بهذا ونرحب بالجهود الإيجابية التي بذلها الجانبان.”
مصدر الأخبار: وكالات.
مصدر الصورة: جريدة النهار اللبنانية.