إعداد: يارا انبيعة
شهدت العراق الانتخابات الأولى منذ إعلان الحكومة استعادة كافة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وتنافس في الانتخابات في أنحاء العراق نحو 7187 مرشحا على 329 مقعدا في البرلمان.
جرت الانتخابات في 12مايو/ أيار2018، لاختيار برلمان جديد بنسبة مشاركة بلغت 44.52 بالمئة بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في البلاد وسط شكوك واتهامات من قوى سياسية عدة بحدوث عمليات تزوير وتلاعب بالأصوات في النتائج الأولية غير الرسمية.
فيما أدلى الناخبون في العراق بأصواتهم اليوم في أول انتخابات برلمانية منذ إعلان هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وهذه هي الانتخابات التشريعية الرابعة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين من سدة الحكم عام 2003.
ويحق لقرابة 24.5 مليون شخص التصويت في هذه الانتخابات لاختيار 328 عضوا بمجلس النواب، ويسعى رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي للحصول على ولاية ثانية، مستفيدا من نتائج الحرب ضد تنظيم داعش.
لكنه يواجه عددا من المنافسين، ومن بينهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ويتنافس في الانتخابات 320 حزبا سياسيا وإئتلافا وقائمة انتخابية، عبر 7 آلاف و367 مرشحا.
ويشعر الكثير من العراقيين بقدر كبير من السخط بسبب الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية، وتأتي الانتخابات في مرحلة حرجة داخل العراق، إذ يتعين إعادة إعمار البلد الذي تضرر من الحرب.
وبموجب الدستور، ينتظر الإعلان عن تشكيلة حكومة جديدة خلال مدة أقصاها 90 يوما بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات.
النتائج
وتظهر الأرقام التي اعتمدت على النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات في عدد من المحافظات العراقية تقدم قائمة سائرون بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، تلتها قائمة الفتح التي تضم فصائل من الحشد الشعبي، وفي المرتبة الثالثة، حلت قائمة النصر برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، تلتها قائمة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ومن ثم قائمة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي.
وفيما يلي عدد المقاعد المتوقع أن تحصل عليها كل قائمة في كل محافظة والمجموع الكلي للمقاعد:
1_ تحالف سائرون حصل على 54 مقعدا برلمانيا، توزعت على 17 مقعدا في بغداد، وثلاثة في كربلاء، واثنين في ديالى، وستة في ذي قار، وأربعة في بابل، واثنين في المثنى، وخمسة في ميسان، وثلاثة في واسط، وثلاثة في الديوانية، وأربعة في النجف، وخمسة في البصرة.
2_ تحالف الفتح حصل 44 مقعدا، توزعت على تسعة مقاعد في بغداد، وثلاثة في كل من كربلاء والديوانية والنجف وديالى ونينوى، وخمسة في كل من البصرة وذي قار، وأربعة في بابل، واثنين في كل من المثنى وميسان وواسط.
3_ تحالف النصر حصل على 39 مقعدا، توزعت على تسعة مقاعد في بغداد، واثنين في كل من واسط والديوانية وكربلاء، ومقعد واحد في كل من المثنى وديالى وميسان، وثلاثة مقاعد في ذي قار وبابل والنجف، وخمسة في البصرة وسبعة في نينوى.
4_ دولة القانون بزعامة نوري المالكي حصل على 25 مقعدا، توزعت على تسعة مقاعد في بغداد، واثنين في بابل وكربلاء، وثلاثة في ذي قار، ومقعد واحد في كل من المثنى وميسان وواسط والديوانية والنجف، وأربعة في كل من البصرة ونينوى.
5_ ائتلاف الوطنية بزعامة علاوي، حصل على 22 مقعدا، توزعت على بغداد بثمانية مقاعد، نينوى بخمسة مقاعد، الأنبار بثلاثة مقاعد، ديالى بثلاثة مقاعد، البصرة بمقعد واحد، وصلاح الدين بمقعدين.
المالكي يطعن
قال المتحدث الإعلامي باسم مكتب زعيم “ائتلاف دولة القانون” في العراق “مكتب المالكي”، هشام الركابي، 14 مايو/ أيار إن الائتلاف قد تقدم بشكوى إلى المفوضية العليا للانتخابات بشأن نتائج الانتخابات.
وتابع الركابي أن الائتلاف بيّن في شكواه أن الانتخابات لم تكن وفق تصوراتهم، وأضاف الركابي إن نتائج الانتخابات لم تكن وفق تصوراتنا لأن شعبية دولة القانون وحضورها الجماهيري أكبر من هذا المستوى.
وأشار زعيم ائتلاف دولة القانون إلى حدوث خروق في العملية الانتخابية وعمليات تهديد وعيد للناخب العراقي والضغط على خياراته، وأكد الركابي أن هناك عزوف حدث “عن الانتخابات في شرائح المجتمع العراقي.
وأوضح الركابي أنهم تقدموا بشكاوى إلى المفوضية العليا، والأمم المتحدة حول الخروقات التي حصلت في الانتخابات، وأكد أن ميثاق الشرف الذي وقعت عليه جميع القوى السياسية هناك بعض الجهات قد خرقته.
معركة رئاسة الوزارة
لا يعني فوز التحالف المدعوم بالصدر بأكبر عدد من الأصوات أنه سيشكل الوزارة القادمة بسبب طبيعة توزيع الكتل الكبرى في البرلمان العراقي، إذ يتعين على الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد أن تخوض مفاوضات مع الكتل الأخرى تحت قبة البرلمان لتشكيل حكومة توافقية، والتي من المتوقع تشكيلها خلال تسعين يوما كما يشترط الدستور العراقي.
ويتوقع مراقبون في ضوء النتائج الأولية أن تخوض الكتل الفائزة مفاوضات صعبة للتوصل إلى حكومة توافقية، وقد يتفكك بعضها وسط تجاذبات الكتل الجديدة التي قد تنشأ تحت قبة البرلمان.
وخرج المئات من أتباع الصدر في مظاهرات فرح بعد الإعلان عن فوز قائمة “سائرون” في 10 محافظات عراقية، دعت وزارة الداخلية لعدم إطلاق النار خلال إعلان نتائج الانتخابات وتوعدت باعتقال المخالفين.
ووفقاً لمصدر في مفوضية الانتخابات العراقية، فإن ما تبقى من النتائج في ثماني محافظات لم تعلن نتائجها حتى الآن قد يحدث تغييراً في نسب بعض التحالفات، ويوضح المصدر تقدم تحالف “النصر” في محافظة نينوى، وقائمة “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود البارزاني في محافظتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان، وقائمة “الاتحاد الوطني الكردستاني” بمحافظتي السليمانية وكركوك شمالا.
كما تظهر النتائج فوز خمسة كتل مدنية عراقية في بغداد وعدد من مدن جنوب وغرب ووسط العراق، في علامة فارقة جديدة على الانتخابات العراقية بنسختها الرابعة، ومن المقرر الإعلان عن النتائج النهائية في وقت لاحق من اليوم الإثنين.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: الحرة_ موقع عاجل.