إعداد: يارا انبيعة

في خضم تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل وبعد محادثات كثيرة بين الأخيرة والولايات المتحدة حول حجب برنامج “F-35” عن أنقرة، يزداد التوتر بين واشنطن وتركيا على خلفية شراء الأخيرة منظومة صواريخ “إس.400″ الدفاعية الروسية، التي وقعت في ديسمبر/كانون أول 2017، وهو الأمر الذي ترفضه إدارة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، وتصر على ضرورة الابتعاد عن موسكو لتفادي العقوبات. إلا أنه، وعلى ما يبدو، قرر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المواجهة و”خوض” المعركة خصوصاً بعد استعداد أنقرة مراعاة مخاوف واشنطن بشأن المخاطر المحتملة على طائرات “الناتو”، بشأن صفقة الـ “إس.400”.

لا صفقة في الميزانية

صادق مجلس الشيوخ الأمريكي، 18 يونيو/حزيران 2018، على مشروع لميزانية الدفاع لعام 2019، ينص فيها على منع بيع مقاتلات الجيل الخامس F-35 لتركيا.

وجاء في مشروع الميزانية، الذي تمت المصادقة عليه، أن على وزير الدفاع أن يقدم “إلى لجان الكونغرس ذات الصلة خطة لاستثناء حكومة جمهورية تركيا من المشاركة في برنامج F-35، بما في ذلك الجوانب الصناعية والعسكرية.”

بالإضافة إلى ذلك، يوجد مشروع ثان لميزانية الدفاع لا يزال المشرعون الأمريكيون ينظرون فيه، ومن المقرر أن يتم توحيد نص المشروعين وتقديم النسخة النهائية للتصويت عليها، وربط مشروع الميزانية الذي ينص على منع بيع مقاتلات “F-35” لتركيا وحظر منح تركيا الحق في تصنيعها.

البحث عن بديل

أشعل قرار مجلس الشيوخ بمنع بيع مقاتلات “الجيل الخامس” خلافات جديدة بين واشنطن وأنقرة، تضاف إلى جملة خلافات أخرى مما يزيد التوتر بين الجانبين، حيث انتقد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، القرار، مشدداً على أنه جاء “مخيباً للآمال” ومخالفاً لروح الشراكة الاستراتيجية بين البلدين العضوين في حلف “الناتو”، مشيراً إلى وجود خيارات بديلة أمام بلاده، ومؤكداً على أن قرار واشنطن لن يضر بقدرات تركيا الدفاعية.

 من جانبه قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه “ليس هناك أي سبب لعدم تزويدنا بطائرات F-35 الأمريكية، لا نريد تخريب العلاقات مع حليفتنا الولايات المتحدة، ولكن في حال بروز أي مشاكل، لن تبقى تركيا من دون بديل، وبإمكاننا شراء الطائرات من روسيا أو من أية دولة في حلف الناتو.”

مثلت تصريحات أوغلو “تهديداً مباشراً” للإدارة الأمريكية، لا سيما حين أكد على أن تركيا ستسير منفردة نحو تحقيق أهدافها دون مراعاة لحلفائه. وتأكيداً على ذلك، أعاد أوغلو الحديث عن احتمالية لجوء أنقرة إلى بدائل، وشراء الطائرات من روسيا، وقد منها “سو-57″، أو من أية دولة في حلف “الناتو”.

مصدر الأخبار: وكالات.

مصدر الصورة: روسيا اليوم.