حوار: سمر رضوان
إن الاجتماعات التي دعا إليها المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في جنيف، وبمشاركة كل من الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، وممثلين عن المعارضة السورية الخارجية، التي شاركت في اجتماعات سوتشي، وهي “منصة موسكو” و”تيار الغد” و”تيار قمح”، لبحث ومناقشة تفاصيل تشكيل اللجنة الدستورية.
حول هذه الاجتماعات وما سيتمخض عنها، وعن الأسماء التي ستُطرَح من قبل المعارضة السورية وغير ذلك، يقول الأستاذ برهان عبد الوهاب، عضو مجلس الشعب السوري وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال، لـ “سيتا“:
غياب رسمي سوري
إن غياب الوفد الرسمي السوري تم بالاتفاق مع الدول الضامنة، لا سيما روسيا وإيران، في حين أن محاولة المعارضة الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية يأتي من قبيل محاولة فرض الأسماء التي تريدها هي بالدرجة الأولى، مع العلم أنه ليس من الممكن أن توافق الحكومة السورية على جميع الأسماء التي ستفرضها، خاصة أسماء من يمثلون المنظمات الإرهابية المسلحة، كما أنه لا يمكن للحكومة السورية أن تجلس مع هؤلاء في لجنة دستورية ام غير دستورية.
الدستور و”الفدرلة”
بدون أدنى شك، فإن هذا الأمر لا يمكن ان تقبل به الدولة السورية، بإعتباره يشكل انتهاكاً لوحدة الأراضي والشعب السوري، فالانتصارات الباهرة والمتلاحقة التي حققها الجيش العربي السوري فرضت وقائع جديدة على المفاوضات ومستقبلها، ولم يعد بيد المعارضة المسلحة أي ورقة رابحة، فقد سقطت، وإلى الأبد، كل الأوراق التي كانت تلوح بها أو تستخدمها في السابق عندما كانت تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي.
أما اليوم فلم يعد لها ما تقف عليه على أرض الواقع، ومع ذلك كله، فإن بقايا هذه المعارضة قد تلجأ إلى المعارضة الوطنية والسلمية بوسائل مختلفة لفرض شروطها، أو لانتزاع ما يمكن انتزاعه من مكاسب في المستقبل. شخصياً، أرى أنهم لن يحققوا أي شيء، ونحن في قيادة الحركة النقابية والحكومة السورية، نرى أن المعارضة الوطنية السلمية، بما فيها “منصة موسكو” و”تيار قمح”، هما الأجدر لتمثيل المعارضة على اختلاف اتجاهاتها، ومسألة “الفدرلة” لا يمكن أن يوافق عليها أي مواطن أو مسؤول أو معارض شريف.
مصدر الصورة: سبوتنيك.