إعداد: يارا انبيعة

على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بإستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية “يونيسبيس+50” “UNISPACE+50” الذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا خلال الفترة ما بين 18 -21 يونيو/حزيران 2018، وقع المدير التنفيذي لبرامج الفضاء في “روس كوزموس”، سيرغي كريكاليف، ومدير عام “مركز محمد بن راشد للفضاء”، يوسف حمد الشيباني، اتفاقاً مبدئياً لإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الفضائية الدولية، في أبريل/نيسان 2019.

وأعتبرت الإمارات ان الحدث يعتبر “تاريخياً”، اذ تعد هذه الاتفاقية عقداً مبدئياً سيتبعها، في شهر أغسطس/آب 2018، توقيع اتفاقية نهائية في مجال التعاون الفضائي بين روسيا والإمارات.

“معانقة” الفضاء

نشر نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على موقع “تويتر”، خبر توقيع الاتفاقية، وقال “وقعت دولة الإمارات اليوم اتفاقية تاريخية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي خلال الأشهر القادمة لمحطة الفضاء الدولية”، مضيفاً بأن “ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء”.

وتابع الشيخ المكتوم “رؤيتنا التي بدأناها منذ 12 عاماً لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها”، وفي تغريدة منفصلة، أوضح بن راشد رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الصناعية بالكامل وطنياً، وتدريب رواد فضاء إماراتيين، وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة.

واختتم قائلاً “سنحتفل في 2021 بخمسين عاماً على دولتنا وسنهدي إنجازنا للأجيال القادمة لتبدأ أحلامهم دائماً من السماء.”

تحضيرات لوجستية

أفاد مصدر في وكالة الفضاء الروسية “روس كوزموس” بأن روسيا والإمارات تدرسان إمكانية تسيير رحلات منتظمة للرواد الإماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية بعد العام 2020. وأضاف المصدر انه تم التوصل إلى اتفاق حول رحلة قصيرة واحدة، ولكن المفاوضات مستمرة حول سلسلة من الرحلات مدتها ما بين 30 و40 يوماً، وذلك بعد بدء رحلات السفن الفضائية الأمريكية الخاصة. وعندما يبدأ رواد الفضاء الأجانب بالطيران إلى المحطة الفضائية الدولية على متن سفنهم وتكون الأماكن في المركبات الروسية “سيوز” شاغرة لإرسال رواد إضافيين، سيمكن الحديث عن رحلات فضائية للرواد الإماراتيين إلى المحطة الدولية بعد العام 2020.

وأشار المصدر إلى أنه وقبل بدء الرحلات الجوية المنتظمة، ستساعد موسكو أبو ظبي في تشكيل فصيل رواد فضاء، وإنشاء مركز وطني لإعداد الرواد، وتطوير برنامج علمي فضائي.

اضافة الى ما سبق، سوف يتم اختيار أربعة فقط تراوح أعمارهم بين 23 و48 عاماً من جميع مناطق الدولة، من بين 95 مرشحاً (75 شاباً و20 فتاة)، والذين تمكنوا من التأهل الى المرحلة المقبلة من “برنامج الإمارات لرواد الفضاء”.

علامة فارقة

قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، ان “تشكل الشراكة الاستراتيجية، مع وكالة الفضاء الروسية الرائدة عالمياً، نقلة نوعية وعلامة فارقة في قطاع الفضاء الوطني، وإنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة الإمارات الحافل بالإنجازات على كل الصعد.”

واردف الشيباني بأن اختيار وكالة الفضاء الروسية تم نظراً لامتلاكها تاريخاً حاشداً من الإنجازات المتقدمة في هذا المجال، حيث من شأن الشراكات العالمية مع رواد قطاع الفضاء تطوير قطاع الفضاء الإماراتي القوي، وإعطاء دفعة نوعية في دعم السياسة والاستراتيجية الوطنية له.

وتنفيذاً لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الذي وجه بضرورة التأسيس لقطاع فضاء من طراز عالمي بطابع إماراتي، يمكن لهذا القطاع المنافسة على المستوى العالمي بإطلاق وتنفيذ جملة من الخطط والاستراتيجيات والبرامج النوعية الداعمة للتنمية المستدامة وركيزتها الأساسية الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والإبداع، واستشراف المستقبل.

مهام المحطة الدولية

ان محطة الفضاء الدولية تعد من أهم الابتكارات الحديثة، وهي بمثابة قمر اصطناعي ضخم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والأبحاث التي مكنت العلماء ورواد الفضاء من الوصول إلى اكتشافات مذهلة، لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض.

وتدور المحطة في مدار أرضي منخفض ثابت بسرعة خمسة أميال في الثانية، ما يعني أنها تستغرق نحو 90 دقيقة فقط لاستكمال دورة كاملة حول الأرض، وتضم المحطة على متنها طاقماً دولياً يتألف من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض، لتطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى اكتشافات علمية لا يمكن التوصل إليها إلا عبر الفضاء.

وبدأت المحطة في استقبال أطقم رواد الفضاء منذ عام 2000، ووصل عدد رواد الفضاء الذين استضافتهم المحطة الى أكثر من 220، ينتمون إلى 17 دولة، وتمتد الألواح الشمسية التي تزود المحطة بالطاقة على مساحة واسعة تزيد على نصف مساحة ملعب كرة قدم، ما يجعلها ثاني أكبر جسم لامع في الفضاء بعد القمر.

مصدر الاخبار: وكالات.

مصدر الصورة: موقع “آسيا لايت” الاماراتي.