حوار: سمر رضوان
بعد إعلان فوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المبكرة، والتي كانت مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، والتي بموجبها سيتم تطبيق قواعد حكم جديدة بعد التعديل الدستوري الأخير لجهة الانتقال من نظام حكم برلماني إلى آخر رئاسي، في إبريل/نيسان 2017.
حول الانتخابات الرئاسية المبكرة في تركيا وأسباب تقديم موعدها، ومستقبل تركيا بعد صدور نتائج الانتخابات، يوضح هذا الملف الأستاذ إسلام أوزكان، الكاتب والمحلل السياسي التركي، لمركز “سيتا”، قائلا:
مفاجأة كبرى
إن الانتخابات التركية، هي انتخابات باغتة ومفاجئة جدا، بالنسبة للجميع، “معارضة وأنصار حزب العدالة والتنمية”، لأنه كان هناك تصريحات لرجب طيب أردوغان أكثر من مرة قال فيها “إن الانتخابات أي ستجري في وقتها”، أي العام 2019، ولكن بعد اقتراح دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية التركي، غيَّر أردوغان رأيه. فبعد استشارة قصيرة جداً، لثلاثة أيام فقط، أعلن الرئيس أردوغان عن اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
تقديم الموعد
هناك أسباب عديدة جداً. اعتقد أن أردوغان أراد أن يفاجئ أحزاب المعارضة التركية في هذا الموضوع، وأن لا يعطيهم الوقت الكافي للاستعداد للحملة الانتخابية، وهذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية، الأمور كانت سيئة جداً من جميع النواحي في تركيا، فالاقتصاد يعاني، والظروف الاقتصادية والمعيشية متردية، ونشهد انتهاكات لحقوق الإنسان، ومئات الآلاف من المعتقلين في السجون التركية، وتراجع في أساليب الديمقراطية، خصوصاً لجهة الانتهاكات والاختراقات التي طالت الصحافيين من خلال اعتقالهم.
اعتقد أن تفاقم الأوضاع الاقتصاد التركي، والمؤشرات الاقتصادية ربما هي التي دفعت بالرئيس التركي لاتخاذ قرار إجراء الانتخابات الرئاسية قبل موعدها.
ما بعد “النصر”
بعد الانتقال إلى النظام الرئاسي، سيتزايد الميل السلطوي أو الاستبدادي لأردوغان، يوماً بعد يوم، والضغوط وسياسة القمع أيضاً، ستكون في ازدياد على نحوٍ أكثر على المعارضين.
من الناحية الاقتصادية، ستستمر الاستثمارات الهائلة بشكل متسارع جداً، لكن التكاليف البالغة لهذه الاستثمارات قد تكون عبئاً على الاقتصاد التركي، لأن هذه المشاريع لا تتم بحساب مع الأسف الشديد. وفي هذا السياق، أصبح أردوغان حالياً، وحزب العدالة والتنمية أيضاً، أكثر تبعية لحزب الحركة القومية، بسبب التحالف المقام بينهم.
سوف يتخذ أردوغان قراراته بتأثير من إيديولوجية هذا الحزب، وسيشتد أكثر فأكثر في هذا المجال، وربما بفضل هذا الأمر، دولت بهتشلي سيستطيع أن يفرض قراراته على أردوغان بشكل أوسع.
في مجال السياسات الخارجية، ستسيطر السياسات النفعية البراغماتية أيضاً، إذ سيستمر أردوغان بسياسته على نفس المنوال. من هنا، ستحاول تركيا التنسيق أكثر فأكثر مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في الوقت نفسه على أساس براغماتي، بما فيها العمل من أجل تحقيق أهدافها في الشمال السوري.
اعتقد أن حالة التدهور في الاقتصاد التركي ستتزايد شيئاً فشيئاً، حيث لن يستطيع أردوغان حل المشاكل الاقتصادية بعد فوزه برغم الانخفاض في سعر الدولار بعد فوزه مباشرة. فبعد ظهر يوم 25 يونيو/حزيران، ومع الأسف الشديد، وصل سعر الصرف إلى مستوى قياسي جداً، وهو ما يعد مؤشراً كبيراً جداً على ما ينتظر تركيا من أيام قاسية قادمة.
مصدر الصورة: وكالة الأناضول.