حوار: سمر رضوان

يلاقي طلب رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، إجراء انتخابات ردات فعل متفاوتة من بعض الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، وما بين موافق ورافض، في وقت يبقى كرسي رئيس الحكومة شاغراً من دون وجود بارقة أمل تلوح في الأفق تترجمت مع تأجيل الإستشارات النيابية، ما يترك الساحة مفتوحة على خيارات عدة، كحكومة تكنوقراط أو تكليف بلا تأليف مع إستمرار الحكومة بتصريف الأعمال.

عن هذه الملفات وتأثيرها القريب والبعيد على الوضع السياسي اللبناني، سأل مركز “سيتا” العميد مصطفى حمدان، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون، عن مجمل تطورات الأزمة اللبنانية.

اللاعب والألعوبة

إن الرئيس الحريري غير قادر على إجراء انتخابات نيابية مبكرة بسبب ضغوطات الولايات المتحدة عليه، والتي يستجيب لها منذ زيارته الأخيرة “الشهيرة” وإجتماعه مع وزير الخارجية، مايك بومبيو، بمزرعة الأول في أمريكا، فهو مسير وليس مخيراً. وبالتالي، إن مسألة الإنتخابات النيابية المبكرة ليست دعوة الرئيس الحريري إنما هناك أطراف كثيرة أخرى تسعى إلى ذلك أيضاً للخروج من الوضع الحالي عبر قانون إنتخابي على أساس دائرة وطنية واحدة وخارج القيد الطائفي، إستناداً إلى المادتين /22/ و/95/ من الدستور التي تتعلق بالطائفية السياسية، والمحافظة على المناصفة بين الطوائف إضافة إلى الفرز النسبي الكامل بتأليف اللوائح أيضاً.

إن الضغط الأمريكي على الرئيس الحريري يدفعه نحو إتجاهات محددة منها الإجراء الآنف الذكر، أي الإنتخابات، بطرح ضبابي لا أساسي لكونه لا يمتلك القرار وحده، في وقت يشارك كل من حزب الله وحركة أمل ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، بالسلطة والتي هي اليوم في مأزق وأزمة كبيرة. ولكن هذا الواقع لا يتعلق بطبيعة تلك الأحزاب، أي أننا لا نستطيع القول بأن حزب الله، والمقاومة بالتحديد، مشارك في السلطة لكون الواقع السياسي الإستراتيجي له مختلف تماماً بدوره على صعيد الحكم داخلياً.

وبالتالي، إن النظام الطائفي المذهبي في لبنان أصبح يعاني الكثير من الأزمات، بحيث وصل إلى حائط مسدود. من هنا، يجب البحث عن معالجة جدية وجذرية للواقع وهذا ما يحدث حالياً على الساحة اللبنانية.

تهديد أمريكي

هناك تحالف للفيدراليات المذهبية الطائفية المقنعة، التي أنتجها حادث إستشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. وبالتالي، كل تلك الفيدراليات المقنعة، التي قامت على مشروع التحالف الرباعي تحت شعارات إمتصاص الفتن وغيرها، وجدت أن الرئيس الحريري يمثل أكثرية في الواقع السني من منطلق مذهبي وطائفي، وبطبيعة الحال ستلجأ هذه السلطة إليه من أجل إعادة ترميم واقع السلطة من هذا المنطلق.

من هنا، يمكن القول بأن الرئيس الحريري لم يبتعد عن الحكومة الحالية بل هو يرغب بشدة بأن يكون رئيساً للحكومة المقبلة في وقت يواجه فيه ضغطاً أمريكياً يكاد يصل إلى تهديده بوجوده السياسي. وبالتالي، هو يستجيب لهذا الضغط ليس إبتعاداً عن رئاسة الحكومة، لأن مصلحته أن يكون دائماً رئيساً حكومة خاصة وأنه يعاني الكثير من الأزمات المالية والسياسية خارج رئاسة الحكومة، ولكن بتقديري أن حجم الضغط الأمريكي اليوم في الساحة اللبنانية عليه أكبر من أن يتجه إلى تأليف ورئاسة الحكومة.

من الواضح الآن أن هناك وضع يعزز ويغلغل نفسه نتيجة الضغط الأمريكي المباشر عبر إستغلال بعض مفاصل الحراك الشعبي من أجل إرباك المقاومة بالذات. لذلك، يمكن إعتبار كل ما يجري من تفاصيل بأنه يصب في خانة الإشتباك المباشر بين الأمريكيين والمقاومة، خصوصاً وأننا تعرف بأن منطقة الشرق الأوسط يشكل بالنسبة لواشنطن أمناً قومياً إسرائيلياً فوق كل إعتبار. من هنا، يصار إلى إرباك المقاومة من أجل تخفيف الضغط على الوقع الإسرائيلي في هذه المرحلة بالتحديد.

إحتمالات مفتوحة

إن تأجيل الإستشارات النيابية أصبحت تشبه جلسات مجلس النواب بحيث لا نعلم عد مرات تأجيلها، ونحن في خضم أزمة لبنانية سياسية وإجتماعية وإقتصادية كبيرة، لا أحد يعرف إلى أين سيصل مداها إذ لا يزال الواقع ضبابي وغير واضح عند الجميع.

بطبيعة الحال وبعدما وصلت المقاومة إلى قدرات إستراتيجية عليا تهدد وجودية الكيان الصهيوني، لا شك أن الفوضى والتخريب وإستخدام عصابات الإرهاب في مرحلة ما هو الحل، خصوصاً وأن سلاحها يهدد وجودية الكيان وهو المستهدف من قبل كل من الولايات المتحدة وإسرائيل عبر طروحات مختلفة سواء من خلال إستغلال بعض مفاصل الحراك الشعبي وصولاً إلى العمليات التخريبية، كما حدث في مرحلة سابقة عبر إستخدام المشروع الإرهابي الداعشي – الإخواني – المتأسلم بإدارة أمريكا وإسرائيل على صعيد المنطقة.

مصدر الصور: روسيا بالعربي.

موضوع ذو صلةاستقالة الحريري.. استقالة سعودية إعداداً وإخراجاً