حوار: سمر رضوان
انطلقت يوم الاثنين الماضي في مدينة سوتشي الروسية، جولة المحادثات العاشرة من “محادثات أستانا” حول سوريا، بلقاء ثنائي جمع الوفد الروسي مع وفد الحكومة السورية، وبحضور وفود الدول الضامنة، والمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ووفد من الأردن، وكذلك وفد من المعارضة السورية المسلحة، حيث تضمن جدول أعمال هذه المحادثات، ثلاثة بنود أساسية، هي “ملف إدلب واللجنة الدستورية والمعتقلين”.
حول تفاصيل هذه المحادثات وتفنيد البنود وتحليلها، سأل مركز “سيتا”، الدكتور فاضل كعده، الأستاذ في جامعة حلب، وعضو مجلس الشعب السوري.
أستانا.. تأكيد للواقع
انتصارات الجيش العربي السوري تكتب السيناريو، و”أستانا” تخرجه، والعرض في “جنيف”، وأما الكاتب طبيب أمين هو الرئيس بشار الأسد. لهذا، يعقد اجتماع “أستانا” بضمانة روسيا وإيران وتركيا بعد كل نصر ويتبعه جولة في “جنيف” لعرضه وتصديقه قبل أن يفوتهم قطار نصر سوريا. وقد جاء انعقاد “أستانا” هذه المرة في “سوتشي” ليرسخ نصر الجنوب على ما اتفق عليه السوريون في مؤتمر حوارهم في سوتشي، بأن سوريا واحدة واحدة لا تتجزأ، وضرورة مكافحة الإرهاب أينما كان على الأراضي السورية، وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، سيما وأن مكنة العودة بدأت عملها في لبنان، وأن الأردن وروسيا اتفقتا على عودة السوريين هناك، وتسليم تركيا بذلك.
هنا، أود ان أشير وجود الكثير من المخطوفين والمفقودين الذين يُعتقد بأنهم لدى التنظيمات الإرهابية، إلا أن المؤشرات المستمدة من التجارب السابقة مع هؤلاء الإرهابيين أن ما يصرحون به من أن لديهم أعداداً كبيرة من هؤلاء المخطوفين والمفقودين هو عارٍ عن الصحة وكاذب وما حصل في غوطة دمشق خير دليل.
“إنكفاء” الدور الأمريكي
وما بيان وزارة الدفاع الروسية بامتلاك روسيا رؤية واضحة لعودة اللاجئين السوريين إلا ومضات عن اتفاق حصل بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين، في “قمة هلسنكي” لهذه العودة، خصوصاً بعد انكفاء الدور الأمريكي، والذي تجلى بداية بغياب أمريكا عن أستانا 10 وتغير اللهجة الأميركية وتوددها لإيران، وذلك بعد أن جرب الأمريكي والإسرائيلي التدخل المباشر وفشلا كما فشل مرتزقته قبلاً.
من هنا، إننا سنرى انسحاباً أمريكياً قريباً من سوريا بعد أن خسر معظم أوراقه، وهو يعتقد بأنه حقق نصراً للكيان الصهيوني بإتفاقه مع الرئيس بوتين على تراجع الطرف الإيراني لحوالي 100 كيلومتر عن حدود الجولان السوري المحتل، حيث لم يتوقف الكيان الصهيوني عن المطالبة بعودة قوات الفصل الدولية، “الأندوف”، والذي قام بطرها سابقاً عن الحدود.
مناقشة الدستور
إن مشاركة المبعوث الأممي المبعوث الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، في “أستانا 10” هدفه لعب دور في لجنة مناقشة الدستور من خلال مؤتمر “جنيف” العتيد، سيما وأن سوريا قدمت لائحة بأسماء اعضاء اللجنة من جانبها، وأن السيد دي ميستورا لم يبقَ لديه ما ينجزه للأمم المتحدة سوى العمل في هذه اللجنة (لجنة مناقشة الدستور) مع الجانب الآخر وإخراجه للعالم على أنه انجاز أممي.
معركة إدلب.. قريبة
ان إنجازات الجيش العربي السوري في الميدان، من خلال تحطيم حلقات المخطط الصهيو – أمريكي وتحرير ثلاث مناطق لخفض التصعيد من أصل أربعة والقضاء على الحلم الصهيوني بإنشاء مناطق عازلة في الجنوب السوري، يحتم بالضرورة استعادة المنطقة الرابعة أي ادلب والتي ستكون “عيونها خضراء” قريباً. فكما تم لجم إسرائيل وأمريكا في الجنوب السوري، سيأتي دور تركيا التي لن تستطع فعل شيء سوى “التقاعس” عن تنفيذ ما اتفق عليه في “أستانا” بإنهاء التنظيمات الإرهابية العاملة لديها في إدلب. هذا الأمر سيسرع من قرار الجيش السوري، الذي يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم كله، لإنجاز المهمة في تحرير ادلب من التنظيمات الإرهابية، وربما ارسال الباصات الخضراء لنقلهم إلى المناطق التي دخلوا منها في تركيا.
مصدر الصورة: موقع شمرا.