إعداد: يارا انبيعة
مع وصول وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى ماليزيا في أول محطة له من جولة إقليمية يتوقع أن تحتل التوترات البحرية مع بكين مكانا بارزاً فيها، احتضنت سنغافورة أول تدريبات بحرية بين الصين وبلدان جنوب شرق آسيا، وهو التدريب الذي يراد منه توسيع التعاون بين الجانبين.
“نقطة بداية”
وزارة الدفاع في سنغافورة قالت “إن التدريب الذي جرى بأسلوب المحاكاة ضم قوات بحرية من الصين وكل الدول العشر الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)”، مؤكدة أنه يأتي قبل أول تدريبات بحرية من المقرر أن تجري في مياه الصين في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
من جانبه، قال الكولونيل ليم يو تشوان، قائد الأسطول 185 ببحرية سنغافورة عند إنتهاء التدريب “كنا قد عززنا قدرتنا على العمل المشترك”، وتابع “حققنا تفاهماً أكبر بين بحريات آسيان وبحرية جيش التحرير الشعبي في إشارة إلى البحرية الصينية.”
أما وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، فقال “إن التدريبات البحرية تنقل التعاون بين الصين وجنوب شرق آسيا إلى مستوى جديد”، وأضاف “سنستخدم هذه التدريبات كنقطة بداية لتوسيع نطاق الاتصالات العسكرية والتعاون الأمني بين الصين وآسيان حتى نواجه معاً المخاوف الأمنية ولحماية الاستقرار بالمنطقة.”
هذا وتعتزم البحرية الصينية المشاركة في تدريبات عسكرية مع 26 بلداً قبالة ساحل أستراليا الشمالي قريباً، حيث تشارك الولايات المتحدة فيها، في وقت تتنازع فيه الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي السيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي منذ قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الأخيرة.
إنجازكبير
في مسودة وثيقة مشتركة، أكدت الصين سعيها إلى إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع دول جنوب شرق آسيا في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، لكنها تصر على ضرورة عدم إشراك دول من خارج المنطقة، وهو ما يعتبره مراقبون محاولة لتقليص النفوذ الأميركي.
كما تحدد مسودة الوثيقة المواقف المختلفة للدول حول الاتفاق والمساومات التي تنتهجها، في وقت تعارض فيه الكثير من الدول مثل فيتنام نشاطات بكين في تلك المنطقة وتدعو إلى وقف بناء الجزر الاصطناعية الصينية وتأسيس قواعد عسكرية عليها، حيث لم يكن هناك أي إشارات تذكر لـ “مقاومة جدية” من بلدان أخرى، ما يظهر انحسار الاعتراض في جنوب شرق آسيا في السنوات الأخيرة على التوسع الصيني في البحر الغني بالثروات.
وتعد مقترحات الصين، التي تشمل إجراء عمليات استكشاف مشتركة للنفط والغاز، جزءاً من جهودها لتوسيع نفوذها في بحر الصين الجنوبي الذي تؤكد أحقيتها بالسيادة الكاملة عليه، ومحاولة لإبعاد واشنطن، التي دعمت دولاً تعلن بالمثل سيادتها على أجزاء من البحر.
هذا ويتم العمل منذ سنوات على مدونة سلوك بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” لضبط سلوكيات الدول في بحر الصين الجنوبي، فيما تصاعد التوتر في السنوات الأخيرة بسبب بناء الصين جزرا اصطناعية في المنطقة يمكن ان تستقبل قواعد عسكرية، وقيامها بتسيير دوريات بحرية تهدف إلى ضمان حرية الملاحة.
وقد وصف وزير خارجية سنغافورة، فيفيان بالاكريشنان الذي ترأس اجتماع وزراء خارجية دول آسيان في سنغافورة، المسودة بأنها “إنجاز كبير “إذ أعلن أن مدونة السلوك تلك “تهدف إلى ضمان بناء السلام والاستقرار والثقة، بحيث نتمكن من الاستمرار بتحقيق تقدم جماعي بين آسيان والصين في الوقت الذي نأخذ فيه بعض الوقت لحل النزاعات الإقليمية”.
إبعاد واشنطن
هوانغ ثاي ها، من مركز دراسات آسيان، قال “إن الاقتراح باستبعاد دول خارجية، يستهدف بشكل واضح الولايات المتحدة التي تهيمن على مياه غرب المحيط الهادي وبحر الصين الجنوبي على وجه الخصوص”، وأضاف ثاي ها أنه عبر اقتراح دوريات عسكرية مشتركة “تحاول الصين بعث رسالة ضمنية إلى العالم أنه بإمكان آسيان والصين العمل معاً، والأمور تتقدم بشكل حسن، لذا لا حاجة لتدخل خارجي في قضايا بحر الصين الجنوبي.”
مصدر الأخبار: وكالات.
مصدر الصورة: إرم نيوز.